حين بدأت ليال أول عملية تجميل شعرت بأن تحسنا دخل حياتها. “أحسست أني زدت جمالا وثقة بالنفس″، تقول في اتصال مع “القدس العربي”، لكن هذا لم يبق طويلا. حيث برزت مشاكل عدة في العملية نفسها، قبل أن تقرر تغيير الطبيب والتحول إلى طبيب آخر مشهور. “الرحلة بدأت تثقل علي. حيث صرت خجلة من الذهاب إلى حفلات خاصة أو قبول الدعوات لحضور صبحيات نسائية”، تقول المرأة الأربعينية بحسرة، وتضيف: “صارت هذه العملية هاجسي. فقد تطورت إلى الأسوأ. واضطر الطبيب الجديد إلى إنجاز تعديلات اضطرتني إلى إجراء 12 عملية تجميلية أخرى”.
لكن هذا لم يتوقف، فقد بذلت المرأة جهدا، لاقناع صديقاتها أن هذه العمليات “ستحسن من وجهها”، لكنها لم تحظ بدعم أية واحدة، وهي اليوم تقابل قرارها بعملية تجميل بندم شديد. “نعم أنا نادمة جدا. لقد وقعت في فخ كبير. ودفعت مالا لأجل هذا”.
قصة السيدة ليال التي تركت عملها السابق، وتحولت إلى تأجير بعض أملاك أمها للتكسب، صارت “على كل لسان في بيوت بيروت”، تقول متأسفة. “مجتمع نساء بيروت ضيق وصغير، وأنا من أسرة معروفة. ولدينا حضور في صبحيات النساء والمجتمع المدني البيروتي والنسائي الخيري. لم أعد أذهب إلى أية مناسبة، وصارت أمي تنقل لي ما تثرثر به النساء حولي”، توضح السيدة التي تعيش اليوم “كابوسا” غير حياتها.
الأمر نفسه، حصل مع السيدة نبيهة (اسم مستعار)، التي لجأت إلى طبيب لبناني معروف، في عملياته التجميلية لتحديد ملامح أنفها، لكنها تورطت في عمليتين اثنتين واحدة للفك الأعلى والثانية للخدّين. حيث أقنعها الطبيب بضرورة إجراء عملية صغيرة لنفخ الخدّين، “وهكذا تورطت”، وفق ما تقول، مشيرة إلى أنها ندمت على قبولها، “لكن لم يقدم لي أي شخص نصيحة. لقد قمت بالعمليات تباعا كون الطبيب مختص، وقال لي إن هذا جيد من أجل الابتسامة ومجرى التنفس وأيضا لوجهي وقياساته مع الخدّين. لكني اليوم اضطر شهريا إلى إنجاز إبر لعدم فقدان حجم خدّي”.
وتنصح السيدة نبيهة، النساء بالسؤال مرارا قبل إنجاز أية عملية عن فائدتها وضروراتها، “لا أريد لأية واحدة أن تمر بما عشته. مررت بمرحلة صعبة للغاية. وسمعت انتقادات كثيرة من زوجي. وقال لي في إحدى المرات إني لم أعد جميلة كالسابق”، موضحة: “أحيانا عمليات التجميل قد تدمر حياة المرأة بدلا من أن تحولها إلى الأفضل”.
وأمام هذا الواقع، تزداد في العالم العربي، الصفحات التي تزيد من توعية المرأة حول “ماهية” عمليات التجميل ومدى فعاليتها وضروراتها، وتنشر نساء كثيرات شرائط فيديو حول تجاربهن، حيث أن بعضهن وقعن ضحايا أطباء “غشاشين “هدفهم “التربح”. تقول ميساء، وهي فتاة كانت تنوي إجراء عمليتي تجميل لفخذيها، إنها عدلت عن الفكرة لأنها سمعت “حكايات كثيرة”، وبعضها “مخيف ومفزع. وللصراحة بعد أن قرأت أخبارا عن موت نساء كثيرات تحت تأثير هذه العمليات قررت أن لا أفعل أي شيء”، مضيفة: “سأبقى مثل ما أنا. على الأقل أبقى على قيد الحياة، ولا اضطر إلى الدخول في دوامة العمليات المتتالية”.
وتأتي عمليات التجميل في العالم العربي، بالصدارة داخل المملكة العربية السعودية، حيث تضاعفت معدلات الإقبال على هذا النوع من العمليات في السعودية خاصة عملية شفط الدهون وعملية تجميل الأنف.
وفقا للتقرير الاستقصائي الصادر عن الجمعية الدولية لجراحات التجميل ISAPS فإن عدد عمليات التجميل التي أجريت داخل مراكز ومستشفيات السعودية يقدر بأكثر من 95 ألف عملية تجميل عام 2016 فقط من أصل نحو 12 مليون عملية تجميل على مستوى العالم، كما أن السعودية سجلت 141 ألف عملية تجميل خلال عام 2010 وفقا لتقرير الجهة نفسها، وحسب إحصاءات عمليات التجميل فإن السعودية تأتي في المركز الأول عربيا (بلا منازع) وبالمركز الثالث عالميا من حيث عدد العمليات.