أُرغمت شركة هندية رائدة في صناعة الواقيات الذكرية، على سحب إعلان لها يروج لأحد أنواع الواقيات الذكرية التي تنتجها، وذلك قبل أيام قليلة من بدء مهرجان "نافراتري" الهندوسي، في ولاية غوجارات غربي البلاد، بعد احتجاج البعض على هذا الإعلان، مراسلة بي بي سي في دلهي غيتا باندي، تشرح الجدل القائم حول هذه القصة.
يعد مهرجان "نافراتري" من أكبر وأهم المهرجانات في الثقافة الهندوسية،فهو احتفال بانتصار الخير على الشر، ويستمر لتسعة أيام تقدّم خلالها القرابين والصلوات والرقصات احتفالاً بالآلهة الهندوسية "دورغا"، وهي أمّ الآلهة العظمى. التي تمضي وقتها في الوحي لأتباعها بمقاومة الشياطين.
لكن هذا العام، وقبل يوم من بدء الاحتفال استيقظ عدد من المدن الهندية على لوحات إعلانية ضخمة تحمل صورة الممثلة الكندية التي تنحدر من أصول هندية ساني ليون، وهي تروج لنوع من الواقيات الذكرية، تحت شعار الحملة الإعلانية "لنحتفل بمهرجان نافراتري هذا العام، ولكن بحب".
ولدى ساني ليون قاعدة جماهيرية كبيرة، فقد نجحت نجمة الأفلام الإباحية السابقة، في الانتقال إلى مرتبة ممثلات الصف الأول وتجسيد أدوار البطولة في بوليوود، وهي الوجه الإعلاني لشركة "مانفورس" أكبر مصنعي الواقيات الذكرية في الهند.
لكن الإعلان الأخير أثار حفيظة بعض المحافظين في الهند، إذ اتهموا شركة "مانفورس" بـ"الانحطاط إلى أدنى المستويات في عملية التسويق". وقد اتخذ الكثيرون من وسائل التواصل الاجتماعي منبراً لانتقاد الإعلان، كما تقدم اتحاد التجار في الهند بشكوى للحكومة مطالباً بحظر فوري للإعلان.
وقالت المنظمة في الشكوى المقدمة لوزير شؤون المستهلك، رام فيلاز بازوان، "إن الإعلان هو محاولة غير مسؤولة ومستهترة تهدف إلى زيادة المبيعات ضاربة بقيمنا وموروثنا الثقافي عرض الحائط".
وقال أمين عام اتحاد تجار الهند بارفين كانديلفال لـ بي بي سي "إن نافراتري مهرجان ديني يرمز إلى قوة المرأة، وربط الواقي الذكري بهذا المهرجان أمر مرفوض رفضاً قاطعاً. وعلى الرغم من أن الإعلان لا يذكر كلمة الواقي الذكري صراحة، فإنه يستخدم الإيحاء لتشجيع الشباب على استخدام واقي مانفورس مستغلاً المهرجان، إنه عمل غير أخلاقي".
وعلى الرغم من سحب الشركة لإعلانها طالب كانديلفال باتخاذ إجراءات أكثر صرامة بحق الشركة المنتجة للواقيات الذكرية وبحق الممثلة ساني ليون، بغرض "جعلهم عبرة لكل من قد تسول له نفسه الإساءة للاحتفالات الدينية في المستقبل".
غير أن البعض رأى أن الإعلان ليس بالفكرة السيئة، خاصة وأن الأهالي، حتى المحافظين منهم، يبدون تراخياً حيال بقاء أولادهم وبناتهم خارج المنزل لأوقات متأخرة جداً خلال مهرجان الأيام التسعة.
وقد أظهرت تقارير أنه منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، كان اليافعون أقل حذراً خلال المهرجان تجاه إقامة العلاقات الجنسية، وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة باستعمال الواقيات الذكرية، ما نتج عنه في كثير الحالات حدوث حمل.
لكن العديد من سكان ولاية غوجارات قالوا إن هذه التقارير مبالغ فيها بصورة مفرطة، بالرغم من إعراب الكثير من الأطباء والعاملين في قطاع الصحة عن قلقهم إزاء تزايد ظاهرة الحمل لدى اليافعين بعد المهرجان.