وصل عدد مُستخدمي شبكة فيس بوك الاجتماعية إلى 1.55 مليار مُستخدم شهريًا، مليار مُستخدم منهم يزورها بشكل يومي، وهي أرقام كبيرة جدًا لم يتمكّن أي موقع من تحقيقها حتى الآن نجحت بتحقيقها بعد 11 عام من إطلاقها رسميًا.
من الناحية التقنية، لا يتفوق على قاعدة مُستخدمي فيس بوك سوى مايكروسوفت التي تمتلك مليار ونصف مُستخدم يومي لنظام تشغيل ويندوز، إلا أن المُنافسة تختلف بعض الشيء، والوصول إلى ويندوز أسهل من الوصول إلى فيس بوك في بعض الدول النامية.
نجح فيس بوك في حصد هذا العدد من المُستخدمين بفضل الميّزات التي يُقدمها، بدءًا من مشاركة الصور، مقاطع الفيديو أو الحالة، مُرورًا بإمكانية مُتابعة حسابات الشركات العالمية للتعرّف على جديدها بكل سهولة، وانتهاءً بإمكانية التواصل بشكل فوري بالصوت والصورة مع الأصدقاء وأفراد العائلة حول العالم.
وبالطبع لا يتوانى مُهندسو فيس بوك في توفير الميّزات الواحدة تلو الأُخرى للحفاظ على المُستخدمين الحاليين وجذب شريحة جديدة بشكل دوري، فالاحتفال لفترة طويلة بهذا الإنجاز قد يضيع عليهم الكثير من الفرص في ظل التسارع التقني الذي نشهده في الفترة الحالية.
David Wehner المُدير المالي في فيس بوك قال قبل فترة إن الشبكة نجحت تقريبًا في استقطاب نصف مُستخدمي الإنترنت حول العالم. فالمليار والنصف يُشكلون تقريبًا 50% من إجمالي مُستخدمي الإنترنت حول العالم، لكن طموح فيس بوك أكبر، وتُريد الحصول على البقية أيضًا ولن ترضى دون ذلك.
[فيس بوك]
يُمكن بالفعل لفيس بوك زيادة عدد مُستخدميها بالكثير من الطرق التي بدأت العمل عليها والتصريح عنها بين الفترة والأُخرى.
البداية ستكون مع نظارات الواقع الافتراضي التي بدأت ترى النور، والتي قال مارك زوكربيرج إنها تُمثّل المُستقبل. ولهذا السبب تم تطوير ميّزة الفيديو بزاوية 360 درجة وطرحها داخل الموقع من أجل بناء محتوى مُلائم لها، وبالتالي حتى وإن لم يكن المُستخدم من مُحبي فيس بوك، قد يجد نفسه مُضطرًا لاستخدامه من أجل الاستمتاع بتجربة الواقع الافتراضي ومُشاهدة مقاطع فيديو من جميع الزوايا بتجربة استخدام فريدة جدًا.
وبعد تعزيز محتوى الواقع الافتراضي وكسب مجموعة جديدة من المُستخدمين، يُمكن لفيس بوك أن تجذب شريحة أكبر من خلال خوارزميات الذكاء الصنعي التي تعمل عليها، والمُتمثّلة بالمساعد الشخصي M الذي قد يُبصر النور في أي وقت، فمن خلاله يُمكن معرفة حالة الطقس على سبيل المثال لا الحصر بشكل لحظي أثناء الانتقال من منطقة للثانية، ناهيك عن تفاصيل المحلات التجارية والنشاطات الموجودة على الطريق، دون نسيان حركة المرور والوقت المتوقع للوصول.
هذا ليس كل شيء في جعبة “إم”، فالمُساعد الشخصي يُمكن استخدامه لإرسال هدايا أو شراء المُنتجات من على الإنترنت من خلال نطق جمل بسيطة مثل “أريد شراء قميص أخضر اللون” ليقوم لوحده بالبحث داخل المتاجر وعرض جميع الخيارات التي تتوافق مع كلمة بحث المُستخدم، وبالتالي وفّر عناء زيارة المتاجر الإلكترونية للتسوّق.
أخيرًا، وبعد المُساعد الشخصي والواقع الافتراضي تأتي العصا السحرية الخاصّة بفيس بوك، والتي تمتلك جوجل واحدة منها أيضًا، ألا وهي الطائرات بدون طيّار لإيصال الإنترنت للمناطق النائية حول العالم.
لا تتوفر خدمة الإنترنت في الكثير من المناطق حول العالم، وإن توفرت، قد تكون بطيئة وسيئة وتعاني من انقطاعات ومشاكل باستمرار، لذا فالحل هو طائرات بدون طيّار أو مناطيد أو أيًا كانت الوسيلة التي سوف تستخدم في إيصال الإنترنت، لكن في النهاية إيصال الإنترنت إلى مناطق جديدة يعني الحصول على شريحة جديدة من المُستخدمين.
سيتعرف البعض على الإنترنت من خلال فيس بوك، تمامًا مثلما ينظر البعض إلى الإنترنت على أنه جوجل، ومن هنا تزداد شريحة المُستخدمين الجدد الذين سيروا العالم من نافذة جديدة، ويطّلعوا على كل شيء من مكان واحد كالأخبار، والصور، ومقاطع الفيديو، والمُنتجات، والمهرجانات، وغيرها الكثير من المحتوى الذي لا يُعد ولا يُحصى، وكل ذلك داخل شاشة واحدة، بحساب واحد فقط.
وبالتأكيد، لا يُمكننا الحديث عن فيس بوك دون الحديث عن الإعلانات، لا سيما أنها ساهمت بشكل كبير في وصول عائدات فيس بوك إلى 4.5 مليار دولار أمريكي خلال الربع المالي الأخير، بزيادة تجاوزت الـ 41% مُقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
زيادة عدد المُستخدمين سيزيد بكل تأكيد عدد الإعلانات التي تظهر، وبالتالي تزداد شريحة المُعلنين ويزداد إنفاقهم على الإعلان داخل الشبكة الاجتماعية التي حققت ربحًا صافيًا وصل إلى 896 مليون دولار أمريكي في الربع المالي الأخير، وهو رقم يُمكن أن يرتفع بل ويتضاعف بعدما تحصل فيس بوك على المليار القادم من المُستخدمين، وهي لا تحتاج سوى للصبر ومواصلة العمل بشكل دؤوب والتعرّف على احتياجات مُستخدميها وتوقع المُستقبل، أي باختصار، هي بحاجة لمتابعة مسيرتها التي بدأت قبل 11 عام بنفس الخطى.