تجاهل المحققون مع العسكري السابق، وشاهد العيان في حادثة اطويلة محمد ولد محمد امباركـ تفاصيل هذه الحادثة، التي اعتقل بعد حديثه عنها في شريط فيديو نشر عبر فيسبوك، حيث وجه له القضاء الموريتاني تهمة "قبول الرشوة" مقابل الحديث عن تفاصيل هذه الحادثة.
وخلت أسئلة المحققين من أي تفاصيل عن الحادثة التي هزت موريتانيا يوم 13 أكتوبر 2012، وشغلت الرأي العام الموريتاني طيلة أشهر، حيث أعلنت الحكومة الموريتانية في وقت متأخر من مساء هذا اليوم عن إصابة الرئيس بطلق ناري عن طريق الخطأ أثناء وجوده على طريق غير معبد في ولاية إنشيري.
وتركزت أسئلة المحققين للعسكري ولد امبارك – حسب مصادر الأخبار – على الطريقة التي تعرف بها على السيناتور محمد ولد غده، وعن تفاصيل تسجيل شريط الفيديو الذي بثه ولد غده منه عبر فيسبوك، وينفي فيه حادثة إطلاق النار على الرئيس في منطقة اطويلة.
كما ركز المحققون على موضوع ما إذا كانت جهة أخرى غير ولد غده قد طلبت من العسكري ولد امبارك تسجيل روايته لحادثة اطويلة.
ولد امبارك أكد للمحققين أنه خلال الانتخابات الرئاسية 2014 كان يهم بمغادرة العاصمة نواكشوط متوجها إلى نواذيبو، وكان يرتدي زيه العسكري عندما اقترب منه شخص قال إنه يظهر دائما مع قيادات المعارضة، مشددا على أنه لا يعرف اسمه.
وقال ولد امبارك إن الشخص سأله إن كان هو "الشاهد على حادثة اطويل"، حيث رد عليه بالإيجاب، مردفا أنه طلب منه مرافقته إلى منزل في تفرغ زينة ليسرد له قصة الحادثة، عارضا عليه الاستفادة من مبلغ مالي وصفه بـ"المعتبر".
وأشار ولد امبارك – خلال حديثه للمحققين – إلى أنه وافق على الطلب، وركب مع هذا الشخص إلى منزل في "سانتر متير" في تفرغ زينة حيث وجد فيه الرئيس الراحل اعل ولد محمد فال، ورئيس حزب اللقاء محفوظ ولد بتاح.
وأضاف ولد امبارك أنه قام بسرد القصة أمامهم، ووعده بدفع مبلغ مالي سيحددونه لاحقا، فور عودته لانواكشوط، وسلموه فورا مبلغ 150 ألف أوقية، قالوا إنها للمحروقات.
وقال ولد امبارك للمحققين إنه بعد عودته من نواذيبو اتصل بأحد الصحفيين المقربين من الرئيس، وأخبره بالموضوع، مضيفا أن هذا الصحفي اتصل بشخص ما وترك الخط مفتوحا، وطلب منه إعادة الموضوع، فأعاده.
وأضاف ولد محمد امبارك بعيد نهاية الاتصال حذرني هذا الصحفي من الاستجابة لطلب ولد محمد فال وولد بتاح، مؤكدا أن استجاب لأمره، وغير عناوينه التي كان يتصل بتلك الجماعة.
10 ملايين
ولد محمد امبارك قال إن ولد غده تكفل له بإجراءات سفره إلى الخارج، وبمبلغ 10 ملايين أوقية على دفعات مقابل تسجيل شريط الفيديو، مردفا أن ولد غده قال إنه يريده من أجل الضغط على مستشار الرئيس احميده ولد اباه، الذي قام بنشر تسجيلات له عبر الإعلام.
واعترف العسكري ولد محمد امبارك للمحققين باستلامه مبلغ 2 مليون أوقية من ولد غده، وذلك مساء اليوم الموالي للتسجيل.
وقال ولد محمد امبارك إن بداية تعرفه على ولد غده تعود للعام 2011 عندما دله أحد أصدقائه على مركز في تيارك بالعاصمة نواكشوط لتعليم اللغات والمعلوماتية بشكل مجاني، وكان ممولا من ولد غده.