استضافت مؤسسة قرطبة بجنيف الفقيه الموريتاني محمد فال ولد احمد، الملقب بـ فقيه "ايرا" لالقاء محاضرة حول السلم الاهلي في مؤتمر دولي احتضنه بمدينة "مونتيرو" السويسرية.
ووفق المصدر الذي اورد الخبر، لـ"المشاهد"، فإن رجل الدين الموريتاني ابهر المؤتمرين بطريحه الفقهي المجدد حول التحديات التي تواجه الامة الاسلامية، خاصة فيما يتعلق بالتعايش السلمي ضمن مجتمع متعدد الاعراق والاثنيات.
واستعرض الفقيه محمد فال ولد احمد، الواقع الموريتاني، خاصة فيما يتعلق بمواضيع العبودية والارث الانساني وماهية التقسيمات الطبقية فيه، موضحا ان موريتانيا عانت وماتزال في بعض المشكلات الاجتماعية، لكن المسؤولية عنها تقع على عاتق الانظمة، نافيا ان تكون هناك شريحة واحدة تتحمل وزر ذلك، معطيا بعض الامثلة على ذلك في التعايش السلمي التاريخي بين مكونات المجتمع الموريتاني.
واضاف الفقيه، الذي حضر المؤتمر بصفته الشخصية وبدعوة مباشرة من مؤسسة قرطبة، انه لا ينبغي في ظل البحث عن التعايش السلمي ان تجرم بعض الشرائح بمجملها او يتم تحميلها بعض المظام التاريخية، حيث ان هناك مسؤولين من كل مكون، وان الانظمة وحدها المسؤولة عن ذلك.
واشار الفقيه، ان الاسلام بريئ من العبودية، لكن تفسيرات بعض الفقهاء هي التي الصقت هذه التهمة بالاسلام، موضحا ان الاسلام جاء لتحرير البشرية، مطالبا بالنظر في هذه التفسيرات والعمل على نشر الاسلام المتسامح، بعيدا عن تلك الاجتهادات التي قادت بعض من الفقهاء والمفسرين الى لصق بعض المسلكيات الخاطئة بالاسلام التي جاء للقضاء عليها، داعيا الى العمل على خلق مجتمع متكامل متماسك يحتكم الى الاسس الحضارية في العيش السليم، مضيفا ان الوصول الى مجتمع سلمي يتطلب الاحتكام الى روح الشريعة السمحاء التي لا تفرق بين احد واحد.
واكد الفقيه، ان الاسلام تميّز بالمسامحة بقوةٍ وصفاء، وليس بالرؤية المشبوهة للإسلام كما يصورها البعض في يومنا هذا، والتي جاءت نتيجة تعدد الفرق الاسلامية التى احتكم بعضها الى الهوى والنزعة الاجتهادية الضيقة، موضحا أن البناء الصحيح في السلم الاجتماعي هو خير ضمان للأمن والاستقرار لأنه لا تطور ولا تقدم بدون الأمن.
يشار الى ان الفقيه كان موضع احتفاء من قبل المنظمين، الذين دعوه الى القاء محاضرات في البرلمان الاوروبي حول الاسلام والعبودية، وعن مشكلات العيش السلمي في موريتانيا، وقد علمت "المشاهد" ان الفقيه محمد فال ولد حمد سيعود قريبا الى بلده موريتانيا.