نوال السعداوي تحكي قصة “ختانها” المؤلمة والمثيرة وهي في السابعة من عمرها

أربعاء, 20/07/2016 - 12:19

“في السابعة من عمري تجمعت العائلة، قيدوني وكمموا فمي، وبالمشرط بتروا عضوا من جسدي، لم أعرف ما هو، كان الألم أكبر من قدرتي على المعرفة.

بهذا الكلمات حكت د. نوال السعداوي قصة ختانها المثيرة وهي في السابعة من عمرها ، وأضافت في مقالها اليوم في “الأهرام” والذي جاء بعنوان ” تجاربنا الشخصية جدا تغير العالم .. ثم سقط الألم من ذاكرتي مع الزمن ، لتطفو المعرفة بعد عشرين عاما على سطح الوعي، قمة جمل جليدي مخبوء بالألم والحزن والعار، تصورت أنني السبب في كل هذا، وبدأت تعفير جبيني في الأرض تكفيرا عن الذنب ، طلبت العفو والغفران وكان الإثم مجهولا، راح الذنب وبقى الألم مدفونا، ثم دخلت كلية الطب، ورأيت الموت بحدقة عيني، سمعت صراخ الأطفال بأذني، وبدأ الحزن يطل من تحت الجبل، والألم ينزف من جديد”.

وتابعت السعداوي: “أعادت رائحة الدم ذاكرتي للوراء عشرين عاما، طفلة ذبحوها ضحية العيد، وهم يغنون ويرقصون، وبدأت طبقات الجهل والعار تتساقط بالتدريج، بعد أن تراكمت في اللاوعي آلاف السنين ، مفكرتي الطفولية السرية كنت أخبئها تحت مرتبة السرير، أكتب فيها أسرار العائلة الدفينة، نسيت أمي أحزانها وهي طفلة، ونسي أبي جرح ختانه بموس الحلاق، يحفر الكبار جروحهم في أجساد أطفالهم دون وعي، وقررت العائلة أن أكون طبيبة، أكسب المال والجاه مثل عميد الكلية، لكني كرهت الاطباء منذ الطفولة، فأمسكت القلم وفتحت جروحا مليئة بالوجع لا يفتحها المشرط، وأصبحت أنا سبب الوجع″.

وهاجمت السعداوي طبيبا مصريا عضوا بالبرلمان لقوله إن ختان النساء يحافظ على الأخلاق، مشيرة الى أنه في هذه الأيام نرى النساء قائدات لأكبر دول العالم لم يتعرضن لعملية الختان، ويحتفظن في أجسادهنّ بالعضو المفسد للأخلاق حسب تعبيرها الساخر.

وتابعت: “ومع ذلك نرى أنهن أكثر عفة من أزواجهنّ، وأكثر استقامة من نساء مختونات، وهل تنبع الأخلاق المستقيمة من بتر الأعضاء؟”.

وخلصت السعداوي الى أن المخ أو العقل هو العضو الأول المهيمن على الرغبات والشهوات، مشيرة الى أن الختان قد يؤدي الى إشعال الشهوة وليس إخمادها.

واختتم قائلة: “تعلمنا الفصل بين حياتنا الخاصة والعامة، ونفعل في الخفاء ما يخجلنا في العلن، ولاشيء مثل الكتابة عن تجاربنا الشخصية لكشف الحقيقة وعلاج المرض”.