جبريل جالو..يدوين عن يومياته في اجواء كورونا بباريس

سبت, 09/05/2020 - 16:40

طلب مني الزملاء في منصة مشاهد المشاركة في سلسلة يعدونها عن يوميات المغتربين الموريتانيين حول محنة كورونا، وكنت متحمسا للمشاركة، لكنني أعتتقد أن الخوف من كورونا ربما يدعو إلى الخوف عن الكتابة حوله، لذلك تأخرت مشاركتي إلى أن اقترب يوم "الخروج" الحادي عشر من مايو المنتظر خلال يومين. حيث أن هذا اليوم سيشهد بداية العودة التدريجية للحياة والشوارع والعمل.

لقد بدت لي مدينة باريس شبيهة "بكزة" رحل عنها أهلها، فحين أطل من نافذتي في بعض الأوقات لا أرى شخصا ولا كلبا. حتى الذباب مع ندرته في مثل هذا المناخ فإنه إختفى كليا، ولست خبيرا بالحشرات والفئران، إلا أن الأخيرة بحكم أنها الساكن الأول للعاصمة الفرنسية فإني أقدر أنها وجدت الوقت الكافي للمرة الأولى لرسم خارطة المدينة من جديد دون إزعاج من الإنسان ومعداته.

خلال خروج مرة لليوم، فإني لاحظت إلتزاما كبيرا بحذر الخروج، وانتشارا للشرطة لضمان احترام الحذر. كما أن غالبية من يخرجون لأغراض خاصة يلتزمون بشروط الوقاية. ولم أر محلا تجاريا مفتوحا بالحي الذي أسكن فيه بإستثناء المخبزة، ربما لأن الخبز يشتمل على عناصر طاردة للوباء، لا شيء يدل على ذلك، لكن كورونا لم يستطع أن يحول بين الناس والخبز.

بعد أن حال بينهم وبين كل شيء.خلال شهرين من حذر الخروج يبدو لي يوم الحادي عشر من مايو يوم عيد، لكنه أيضا يوم للخوف. فجموع الناس متلهفة للخروج والفيروس ما يزال متواجدا، خلافا لوطننا حيث أعلنت وزارة الصحة خلو البلد من الفيروس.آمل أن يرحل كورونا عن عالمنا، فهو درس لن ينسى. وبما أننا من جيل لم يدرك الحروب العالمية فقد عشنا جانحة عالمية وأنا من الذين لم يستوعبوا ما جرى حتى الآن.

جبريل جالو