كيف يتعايش الموريتانيون في المهجر مع "كورونا"..الدد الشيخ ابراهيم

أحد, 19/04/2020 - 08:09

عمدت "المشاهد" الى انشاء زاوية خاصة بموريتاني المهجر، يتحدثون من خلالالها عن تجاربهم ويومياتهم مع الظروف المصاحبة لجائحة كورونا.

وفي الحلقة الاولى من هذه الزاوية، ننشر لكم مساهمة االدد الشيخ ابراهيم المقيم في مملكة بلجيكا.

قديماً قيل: "عند المِحن تظهر معادن الرجال". لهذا نحيي من بلجيكا كل أولائك الرجال الذين وضعوا مصلحة الوطن في هذا الوقت الإستثنائي نصب أعينهم وتحركوا في الوقت المناسب. فبمثلهم نفخر وتفتخر موريتانيا، فجزاهم الله عنا خير الجزاء.

إن كلما نواجهه من محن ومشاكل كمغتربين (إغلاق الحدود وإغلاق المساجد والمنازل والمحلات والمدارس، وسجن الأطفال داخل المنازل...) تصبح سهلة عند سماعنا لأي خبر مفرح عن حال الأهل والاحبة في الوطن.

أما بالنسبة للجالية في بلجيكا -حيث أقيم- فقد لجأ معظم أفرادها إلى بعض التطبيقات الإلكترونية وأنشؤوا مجموعات للإطمئنان على بعضهم البعض، ولم تسجل بحسب علمي سوى حالة واحدة تم شفاؤها ولله الحمد.

أما على الصعيد الرسمي و العلاقة بين الجهات الرسمية الموريتانية (السفارة) وأغلب أفراد الجالية هنا، فشبه معدومة.

لقد توقفت الحياة هنا فجأة بعد إنتشار فيروس كورونا، وعطلت المدارس والتكوينات منذ 12 من مارس (رغم محاولات الإستمرار عبر التعليم عن بعد). فلا مطاعم ولا مساجد ولا حتى احتفالات...

فجأة وجدنا أنفسنا بين أربعة جدران ومن يخالف حظر التجوال المفتوح (24/24 ساعة)، يكون عليه أن يدفع غرامة قدرها 250 يورو (أي حوالي 97000 أوقية قديمة). وقد تم رفع الضريبة مؤخرا إلى نحو 400 يورو (155 336,8 أوقية). فلا خروج إلا لأسباب ضرورية كشراء المواد الغذائية أو الذهاب إلى الصيدلية أو إلى الطبيب.

إننا نخاف على أهلنا ووطننا أكثر من أنفسنا، نظرا لصعوبة الظرفية الراهنة ومحدودية الإمكانات هناك.

أصبحنا نستبشر بارتفاع درجات الحرارة في موريتانيا، لأنها المعقم الطبيعي الوحيد القادر على سحق الجراثيم والفيروسات مجانا.

في الختام أشكر صحيفة "المشاهد" على هذه البادرة التي يمكننا من خلالها نقل جزء من خواطرنا ومشاكلنا كجاليات في الخارج، ونتمنى للقراء مزيدا من الصحة والسلامة.