كتب الصحفي المهدي النجسي، عن حادثة غريبة حصلت له مع مدير الصيدلة ومدير المختبر الوطني لمراقبة جودة الأدوية.
اقرأ ايضا: سهام: رجعت للبيت فوجدت جوزي وأختي على سريري
وجاء في تدوينة النجشي مانصه:
"أبلغوا ولد أحمد دامو ومدير الصيدلة أن الحكومة أعلنت حربها على الأدوية المزورة ، موجبه ذات مرة استدعتني إدارة البرامج بإذاعة موريتانيا لتقديم حلقة من برنامج إذاعي مباشر عن واقع الصيدليات والأدوية والمختبر وكان ضيوفي مدير الصيدلة ومدير المختبر الوطني لمراقبة جودة الأدوية وأثناء حواري لهم سألت مدير الصيدلة عن الأدوية في موريتانيا ووجود عينات مزورة وفق وثيقة صادرة من الوزارة فرد علي المدير غاضبا ذوك ألا أمراد الصحافة فما كان مني إلا أن انتصر لمهنتي أو أذوب في أتون الذل أمام مدير يعتبر ضمنيا بأن عمال الإذاعة ملكا بيده ، فقررت الانتصار لمهنتي وقلت له السيد المدير الصحافة لا علاقة لها بالموضوع الوثيقة صادرة من الوزارة التي بعثتكم للدفاع عنها فرد علي وبقوة دعني أتحدث أو انصرف فقلت له الخيارات مفتوحة أمامك دعوتك هنا للحديث وللإجابة على الأسئلة وعندما تقرر الخروج من الاستديو فالباب مفتوح كما الميكرفون مفتوح أيضا أمامك.
فصمت ولم يتحدث فحولت الكلام لمدير المختبر وبعد دقائق عدت إلى المدير فقرر المواصلة لكنه أسرها في نفسه وما إن خرجنا حتى تقرر اجتماع عام بجميع المنتجين بالإذاعة وطبعا بدعوة من المدير العام للإذاعة : عبد الله ولد أحمد دامو ، و لم أكن حاضرا الاجتماع نتيجة مغادرتي للإذاعة دون إبلاغي به .
المهم أن المدير ولد أحمد دامو كان قد جهز مقطع كلامنا ومكبرات الصوت لاشغال المقطع على مسامع الجميع وكأنني ارتكبت جرما بينا في تاريخ الإذاعة وقال لهم أن مافعلته ليس عملا مهنيا وأنني استحق العقوبة .
تم تشغيل المقطع بحضور العشرات من العمال وعندما انتهى قال المدير ماذا تقولون في مافعله زميلكم مضيفا شخصيا ارفض مثل هذه الأساليب غير المهنية .
وطبعا الجميع ابصم بالعشرة على قرار المدير إلا سيدتان عظيمتان جدا في تاريخ صحافتنا وفي الإذاعة تحديدا وهنا أعني العظيمة غاندي دحن حمود مديرة الإنتاج حينها ومديرة البرامج ميمونة سيدنا عمر ، قالتا بصوت واحد فلان صحفي مهني ومافعله هو عملنا كصحافة ولايستحق مطلقا العقوبة .
الجميع بهت حتى الحضور من الرجال صدموا لقوة كلامهن أمام مدير لاينتصر لعامله ولا مؤسسته ويفضل التخندق مع موظف حكومي كان في مسائلة صحفية .
العبرة من القصة أن الصحفي يقوى بوقوف مؤسسته من خلفه ويقزم حين لاتحميه الإدارة ولاينتصر لمهنته أو ينتصر لمهنته وذاته ويتحمل التبعات .
عبرة أخرى أردتها من القصة أنه بعد مضي أكثر من عام على هذه الحادثة أنه على ولد أحمد دامو ومدير الصيدلة أن يفهموا جيدا أن البقاء للأصلح وأن الحق يعلو ولا يعلى عليه وأنه عليهم أن يعلموا بأن ماظلموني عليه سابقا هاهي الحكومة تحاربه علنا .
وعلى الذين حضروا ذلك الاجتماع أن يتذكروا دائما بأن الإنسان يكتب تاريخه بمواقفه وأن الإدارات زائلة وأنه لايدوم إلا وجه الله".