شعب الهونزا المسلم: لا يُصابون بالأمراض.. ونسائهم يحملن في سن السبعين؟

خميس, 20/12/2018 - 11:19

 

عند "وادي الخالدين" في مقاطعة كاراكورام الباكستانية، على علو يصل إلى 6230 قدمًا، في باكستان، يعيش شعب يسمى بشعب الهونزا. 
وكانت مقاطعة كاراكورام منطقة معزولة تحت حكم زعيم محلي، وهي مملكة الأنهار الجليدية والفردوس، إلى أن بسطت إسلام آباد سيطرتها عليها في 1949، تطبيقًا لمعاهدة أقرتها منظمة الأمم المتحدة، وهي مملكة لم تطئها بعد الحضارة المادية ولا الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يربطها بالعالم الخارجي سوى ممرات وعرة للمشاة، بحسب موقع (نون بوست). 
وفي منتصف الستينيات نجح الأمير الحاكم في إقناع الحكومة الباكستانية بشق طريق يصل إقليم كاراكورام واستلزم المشروع نحو 10 سنوات من العمل المتواصل، وكلفة مالية عالية بلغت الملايين من الدولارات إلى جانب سقوط ضحايا من العمال.

 

يقول شعب هونزا إنهم من سلالة الإسكندر الأكبر وجيشه، وفي وقت الاحتلال، بقي بعضهم في قراهم وتزّوجوا واستقرّوا هناك، وجميع سكان الهونزا من المسلمين، من الطائفة الإسماعيلية، وهم من أتباع عائلة "أغا خان"، ويحمل الأمير كريم الحسيني المليونير الذي يعيش في فرنسا، لقب "أغا خان الرابع"، وهو الزعيم الروحي للإسماعيليين بالوراثة، ومن أهم الداعمين لمنطقة وادي الخالدين. 
في حين تقول روايات أخرى إنهم من نسل جيش "اليكجينت دار" الذي جاء إلى هذه المنطقة في القرن الرابع.
 يتكون شعب الهونزا من خمس عشائر هي البورونغ، الديرامايتنغ، الباراتالنغ، الكوروكوش، البوروشو، وهم شعب يتميزون بابتسامتهم الدائمة التي لا تفارق وجوههم، وبحيويتهم ونشاطهم وقوتهم، ويتمتعون بشكل خارجي شاب، لدرجة أن الكثير من الناس يشعرون بالصدمة عندما يعلمون سنهم الحقيقي.
يتمير الهونزا بقاماتهم الطويلة وبشرتهم الفاتحة، والهونزا تعني لغويًا "متحدون مثل السهام في جعبة"، يعيش هذا الشعب في جبال شمال باكستان، ويبلغ عددهم نحو 87 ألف شخص، ويعتبر وضعهم استثنائيًا لأن متوسط أعمارهم يبلغ مئة عام. 

 

وتفيد تقارير إعلامية تم تداولها على نطاق واسع أن هذا الشعب يعمّر نحو 120 عامًا، دون أمراض أو مشاكل صحية، وقد يصل بعضهم إلى 160 عامًا من العمر، فهو شعب نادرًا ما يمرض، ولا يصابون بمرض السرطان ولا بالأورام الخبيثة، أما سن الخصوبة لدى نسائهم فيصل إلى 65 عامًا.
تقدم حضارة الهونزا دليلاً عمليًا على علاقة النظام الغذائي ونمط الحياة بطول عمر الفرد، فتشير تقارير إعلامية إلى أن هذا الشعب يستحمّ في المياه الجليديّة، ولا يتناولون سوى الأطعمة التي يزرعونها، ويأكلون الفواكه والخضراوات النيئة والبذور الزيتية، بالإضافة إلى المشمش المجفف، ومجموعة متنوعة من الحبوب (كالحنطة السوداء والشعير)، والبقوليات والقليل من الجبنة والحليب والبيض.
ويعتقد الكثيرون أن شرب المياه الجبلية الغنية بالمواد المعدنية، واتباع نظام غذائي متواضع، وراء طول أعمار سكان الوادي، وهو شعب وجباته مقتصدة وقليلة، حيث تتكون من المشمش الطازج أو المغلي مع الحبوب والخبز الهندي، والخضراوات الطازجة والمشمش المجفف، بالإضافة إلى فاكهة الموسم كالخوخ والدّراق والإجاص والتّفاح.

 

يمارس شعب الهونزا المشي يوميًا بين 15 و20 كيلومترًا، فلا يدركون معنى التّعب والإرهاق، ونادرًا ما يتناولون اللّحوم، حيث لا يتناولونها أكثر من مرتين في السنة، أما نساء هذه القبائل فإنهن يحبلن حتى سن السبعين، حيث تسمح لهن صحتهن الجيدة بهذه الصفات.

ويمارس شعب الهونزا المشي يوميًا بين 15 و20 كيلومترًا، فلا يدركون معنى التّعب والإرهاق، ونادرًا ما يتناولون اللّحوم، حيث لا يتناولونها أكثر من مرتين في السنة، ولا يتناولون إلا لحوم الخروف أو الدجاج، مما يجعلهم شعبًا نباتيًا على الأغلب. 
والهونزا شعب يضحكون كثيرًا، وفرحهم هو أحد أصولهم أو عاداتهم المفضلة، ولا يشربون الكحول أبدًا، كما أنهم لا يتناولون السكر، ويستهلكون الملح بمقادير معتدلة، ويصومون بانتظام، ولفترة تمتد بين الشهرين والأربعة أشهر، لا يأكلون شيئًا، بل يشربون فقط عصير المشمش المجفّف، وهو تقليد يلتزمون به رغم أنه يعود إلى العصور القديمة، ويتم ذلك في الفترة التي تكون فيه الثّمار غير ناضجة.
ويُجمع خبراء التغذية أن عاداتهم الغذائية وفترات الصيام، تساهم بشكل كبير في امتلاكهم صحة ممتازة بالإضافة إلى تأثيره على طول العمر.
وضع الدكتور البريطاني ماك كاريسون، قائمة تضم الأمراض التي لا يصاب بها شعب الهونزا، وهي: "السرطان، قرحة المعدة، التهاب الزائدة الدودية، القولون، بالإضافة إلى أنهم لا يعانون من حساسية لانطباعات البطن والأعصاب والإرهاق والقلق والبرد".
أما الطبيب الألماني توبي فقد أضاف أمراضًا أخرى إلى هذه القائمة وهي: "حالات الصفراء أو حصى الكلى، أمراض القلب التاجية، ارتفاع ضغط الدم، الآفات الوعائية، التخلف العقلي، شلل الأطفال، التهاب المفاصل، إضافة إلى السمنة والسكري وقصور الغدة الدرقية"، كما أشار إلى أنه لم يلتق يومًا بأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في قرى الهونزا التي زارها.