نشر أول صورة لخاشقجي وهو يدخل القنصلية السعودية بإسطنبول.

ثلاثاء, 09/10/2018 - 12:18

نشرت صحيفة أمريكية صورة للصحفي السعودي جمال خاشقجي وهو يهم بالدخول لقنصلية بلاده في إسطنبول التركية، الثلاثاء الماضي.

وحسب الصورة المنشورة التي التقطتها كاميرا خارج المبنى، فقد هم خاشقجي — الذي كان يرتدي بدلة سواء — بالدخول لمبنى القنصلية السعودية عند الساعة الواحدة ظهرا و14 دقيقة، فيما شخص واقفا أمام الباب لم تحدد هويته، وذلك وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

وقالت الصحيفة إنها “حصلت على الصورة من شخص مقرب من التحقيق من دون إبداء مزيد من المعطيات”.

وأوردت أن الشرطة التركية استجوبت، أمس الاثنين، للمرة الثانية — منذ بداية القضية — خطيبة الصحفي السعودي خديجة جنكيز التي قالت إن المحققين أخذوا بعضا من ملابسه وأغراضه الشخصية لإجراء اختبارات الحمض النووي عليها.

وأكدت خديجة جنكيز للشرطة، في الاستجواب الأول — حيث قدمت لها صورة يظهر فيها شخص يهم بالدخول لمبنى القنصلية — أن خطيبها هو من يظهر في الصورة التي التقطتها الكاميرا، وفقا للصحيفة.

وفي مقابلة مع الصحيفة الأمريكية، كشفت خطيبة خاشقجي أنه كان متوجسا من الذهاب إلى القنصلية قبل أسبوع، وقال لها: “لربما سيكون من الأفضل عدم الذهاب”، وأضافت أنه “كان قلقا من أن شيئا ما قد يحدث، لكنه غير رأيه لاحقا وقرر الذهاب”.

وقالت الصحيفة أيضا، إن “المسؤولين السعوديين في القنصلية رفضوا طلبها إجراء استجواب معهم بخصوص الموضوع”.

وتنتشر ما لا يقل عن 6 كاميرات على المدخل الأمامي للقنصلية بجوار جدرانها التي تلفّها الأسلاك الشائكة، بحسب الصحيفة الأميركية. وأضافت: «بعض هذه الكاميرات قامت الشرطة التركية بالتحفظ عليها». وعندما أجرت الشرطة التركية أول مقابلة مع جنكيز، في اليوم الذي اختفى فيه خاشقجي، أكدت لهم أنه كان يرتدي بدلة داكنة. وتم عرض لقطة من الكاميرات التي تظهره وهو يدخل السفارة عليها.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن 4 كاميرات مراقبة على الأقل تطل على المرآب والمدخل الخلفي للقنصلية. كما توجد 3 كاميرات بجانب المدخل الخلفي للقنصلية مثبتة على جدار مدرسة عبر الطريق. وقد تمت استعادة هذه اللقطات من قِبَل الاستخبارات التركية، وفقاً لشركة ISS الأمنية التركية التي تشرف على المكان.

وتعتقد السلطات التركية أن خاشقجي تم إخراجه من القنصلية السعودية بطريقة غير طبيعية، رافضة الإدلاء بأي تصريحات رسمية حتى انتهاء التحقيقات، مكتفية ببعض التسريبات التي تنشر عبر وسائل الإعلام.

وفي اول مقابلة لها مع صحيفة “واشنطن بوست” قالت جتكيز: «لم أعُد أشعر بنفسي حقاً، لا أستطيع النوم، أنا لا آكل»، مر أسبوع منذ أن رأت جنكيز، 36 عاماً، الرجل الذي خططت للزواج منه، إنه جمال خاشقجي، الصحافي السعودي البارز، حيث إنها الشاهد الوحيد على اختفائه داخل القنصلية السعودية.

لم يتم إخبار جنكيز بما إذا كان خاشقجي حياً أم ميتاً، أمس الإثنين 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018، تمت مقابلتها للمرة الثانية من قِبل الشرطة، وقالت: «لقد أخذوا بعض ملابسه وأغراضاً شخصية أخرى لعيّنات الحمض النووي». يصر المسؤولون السعوديون على أن خاشقجي قد ترك القنصلية على قيد الحياة، من خلال مدخل خلفي، فيما رفض المسؤولون في القنصلية مقابلة الصحافيين.

وترى صحيفة واشنطن بوست أنه إذا تم تأكيد قتله داخل القنصلية السعودية، فسوف يمثل هذا «مستوى جديداً من الجرأة في حملة القمع التي تشنها المملكة العربية السعودية على المعارضة، تحت وصاية ولي العهد محمد بن سلمان». أصبح خاشقجي في العام الماضي واحداً من أبرز منتقدي السعودية، الذين يعيشون في ولاية فرجينيا في المنفى الاختياري، ويكتبون في قسم الرأي العام في صحيفة واشنطن بوست.

وترى الصحيفة الأميركية أن مفتاح التحقيق للجهات الأمنية التركية يمكن أن يكون تصوير لقطات من الشوارع المجاورة للقنصلية. حيث تنتشر ما لا يقل عن 6 كاميرات على المدخل الأمامي للقنصلية بجوار جدرانها التي تلفّها الأسلاك الشائكة. بعض هذه الكاميرات قامت الشرطة التركية بالتحفظ عليها.

وأكدت جنكيز أنها لم تذهب ذلك اليوم إلى الجامعة التي تدرس بها الدكتوراه، وذلك لمرافقة خاشقجي للقنصلية في حوالي الساعة 1 ظهر الثلاثاء الماضي، فقد أمضيا وقتهما داخل سيارة الأجرة هناك يناقشان مستقبلهما. كان والد جنكيز قد وافق على الزواج في الشهر الماضي عندما ذهب خاشقجي لطلب يدها. وقال توران كيسلاكي، صديق خاشقجي، إن والد جنكيز كان متشككاً في البداية بسبب فرق السن بينهما. كان خاشقجي قد اشترى شقة لهما في إسطنبول، حيث كانا قد جهزاها للتوّ. ونقلت واشنطن بوست قصة حبهما، كما ذكرتها للشرطة التركية في المقابلة الثانية معهم. التقت جنكيز المتخصصة بالشأن العُماني، بخاشقجي في مؤتمر في مايو/أيار، وقالت إنها أُعجبت بعمل خاشقجي قبل أن يلتقيا، حيث كان متحدثاً في المؤتمر، ووجهت له  سؤالاً. بعد ذلك، سألت إذا كان بإمكانهما التحدث بمزيد من العمق. جلسا في زاوية وتجاذبا أطراف الحديث. بقيت جنكيز على اتصال معه، ثم عادا والتقيا عندما زار خاشقجي إسطنبول، وفي هذه الزيارة «أصبح الاتصال أقوى وأقوى»، كما قالت جنكيز. لكن على الجانب الآخر، فمنذ اختفاء خاشقجي، شكَّكت بعض الحسابات المؤيدة للسعودية على الإنترنت فيما إذا كانت خديجة جنكيز هي بالفعل خطيبةَ خاشقجي، وادعت أنها جزء من مخطط لتشويه سمعة المملكة. ورداً على ذلك، أظهرت جنكيز صوراً شخصية تجمعها بخاشقجي في فصل الصيف، يظهر فيها مبتسماً وهي تقف على مقربة منه.

واختفى خاشقجي (59 عاما)، يوم الثلاثاء الماضي، بعدما دخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول لكنه لم يخرج منها، فيما نفت القنصلية السعودية احتجاز خاشقجي وقالت إنه خرج. كما تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن أزمة احتجاز الصحفي جمال خاشقجي. وقال، في حوار له مع وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، إنه مستعد للسماح لتركيا بتفتيش القنصلية في إسطنبول بحثا عن الصحفي جمال خاشقجي الذي اختفى هذا الأسبوع.

كما أعلنت السلطات التركية أنها فتحت تحقيقا رسميا في قضية اختفاء خاشقجي، فيما ذكرت مصادر أمنية تركية، مساء السبت الماضي، أن “15 سعوديا بينهم مسؤولين وصلوا إلى مدينة إسطنبول بطائرتين ودخلوا القنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي فيها ومن ثم عادوا إلى بلادهم”. وأعلنت وزارة الخارجية التركية، يوم الاثنين، استدعاء السفير السعودي في تركيا، لإخباره بضرورة التعاون بين البلدين في التحقيقات الجارية في قضية اختفاء خاشقجي.