ثلاثة تنظيمات حرطانية تصدر نداءا.. وتقول لقد حان وقت انهاء حكم الاقلية

اثنين, 29/01/2018 - 06:52

بسم الله الرحمن الرحيم

[ نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض  
ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ] القصص

مؤتمر دكار لشباب الحراطين
مجموعة لحراطين متحدون
الجبهة الثورية لتحرير الحراطين

 (نضال الحراطين المقهورين نحو يوم النصر الموعود)

نــداء الضمير المحـروق

إلى جماهير شعب الحراطين العظيم في الضفة ولحدادة والوسط والشمال 
إلى المقهورين من ضحايا الاستعباد والعنصرية والاستبداد
إلى كل باحث عن حريته وكرامته ومستقبله في موريتانيا الحبيبة
إلى أصحاب الضمائر الحية من البيظان والزنوج 
إلى شعوب وحكومات الحرة المحبة للعدل والمساواة
إلى الأسرة الدولية بأسرها

موريتانيا بلد كبير مترامي الأطراف ويعد حلقة  وصل بين إفريقيا والعالم العربي 
ولديه ثروات طبيعية هائلة وموارد بشرية معتبرة إذا ما أهلت وكان من المفترض أن يكون دولة متقدمة على جميع الأصعدة ويشارك بفعالية في تقديم العون للبشرية برمتها 
 ولكن شيئا من ذلك لم يقع بل العكس حيث خيبت الزمرة الجاثمة على صدر الشعب المقهور ونكست آمال أبناء هذا الوطن العزيز وحيرت الأعداء قبل الأصدقاء الذين يراقبوننا  من كل مكان بسبب الفارق الكبير بين إمكانيات البلاد الهائلة وواقع الحال إذ فشلت جميع الحكومات طيلة ستين سنة في خلق هوية وطنية يعتز كل فرد بانتمائه لوطنه خالعا الانتماءات الموروثة التي عززت الشعور الضعيف نحو ألذود عن مصالح الشعب
إذا كانت تلك المصالح لا تصب في مصلحة شخصية وبغياب الروح الوطنية والإرادة الصلبة 
ظلت أقلية من الموريتانيين تهمش أكثرية وتضطهدها منذ الاستقلال حتى اليوم 
لا شيء فعلته الأكثرية ولا جرم ارتكبته في حق الوطن العزيز الذي لا بديل لها عنه غير أنها سوداء السحنة وتختلف عن الأقلية في العديد من الأمور وطالبت منذ أربعين سنة بضرورة المشاركة في تسيير الشأن العام على أساس القاعدة المعروفة من دفع ثمن شيء له الحق في الحصول على نصيبه ومكونة الحراطين إن لم تكن دفعت الثمن كله بالتأكيد لها نصيب الأسد وكيف لا والمدن والأرياف شاهدة على دور الحراطين كما شهدت سنين الحرب العبثية التي أرويت فيافي الصحراء الكبرى بدماء الطاهرة لرجالات الحراطين دفاعا عن الحوزة
وما تزال الزمرة وأعوانها من أقلية البيظان (ازناكة) تصر على تجاهل حقوق الحراطين المشروعة ضاربة ارض الحائط بكل التضيحات والنداءات بضرورة التخلي عن سياسة الإقصاء والتهميش التي لن تزيد لحراطين إلا صلبا ومجابهة لسياسات التركع 

تتكون موريتانيا اثنيا وثقافيا وتاريخيا من خمسة مكونات وهم الحراطين والبيظان وبولار وسونينكى والولوف وتمثل مكونة الحراطين أكثر من خمسين في المائة على قل تقدير
إلا أن أكثريتها وتضحيتها وتفيانها في تقديم الغالي والنفيس لم يشفع لها أن تتذوق طعم الثمار بل استأثرت به  وسيطر عليه أقلية لا تعرف من ثقافة التعايش المشترك غير ما تبقى عنها تقدمه ككرامات ومساعدات للمجموعات الأخرى مستكثرة عليهم القسط اليسير الذي ترمه الزمرة مستغلة الوعي النسبي الذي كان في صالحها أيام الاستقلال والعقود التي تلته فاستمرت متسلطة علي مقاليد الأمور منذ ذلك الحين وظلت تحتكر السلطة وتتوارثها جيلا بعد جيل إلي يومنا هذا وتفكر في الاحتكار إلى ما بعده

لقد تعاقبت علي البلاد ثمانية رؤساء منذ استقلاله 1960 جميعهم من أقلية البيظان ليس من بينهم ولا حرطاني واحد وأكثر من ثماني مائة وزير لا يزيد عدد الحراطين من بينهم خمسة وعشرين وزيرا مع حظر على الحراطين بعض الوزارات السيادية كالخارجية والدفاع 
مع أن أقلية البيظان لا تتجاوز عشرين في المائة

كان سلف حكومات البيظان كخلفها علي شكل واحد يكون الرئيس الدولة بيظاني ورئيس الوزراء بيظاني وجميع قادة السفينة منهم من مستشاري رئاسة الجمهورية ومناصب جميع الوزارات السيادية الخارجية الداخلية المالية البترول الدفاع العدل إضافة إلي وزارات أخري متعددة وحال السلك الدبلوماسي والبرلمان ليس أفضل حال بل هو أيضا ليس من بين أعضائه أكثر من عشرة نواب الذي يصل عدده أكثر مئة وأربعين عضوا ومن المعروف أن الحراطين هم الخزان الانتخابي والضامن فوز أي مرشح لأي منصب سياسي إلا أن سياسة التجويع والحرمان والترغيب وترهيب والتقسيم الإداري الظالم لتجمعات الحراطين جعلت من لحراطين لا يستطيعون إدخال أي من أبنائهم قبة البرلمان ويمكن ملاحظة هول الظلم في عجز الحراطين أن يأتوا بحرطاني من داخل البلاد فمعظم الذين فازوا كانوا يأتون من الدوائر الحضرية خاصة نواكشوط وانواذيبو هذه المعاملة المتعمدة من طرف الزمرة ولدت عند الحراطين نوع من النفور عن الحياة السياسية والانشغال بتأمين قوتهم اليومي الذي أدى بهم إلى الانهماك في الشكليات من الأمور مبتعدين عن الشأن العام 
 
إن استعباد الحراطين وتحقيرهم وإقصائهم لم تقتصر على فقر مدقع وجهل وتخلف وإنما تجاوزت كل ذلك إلي هجرة مليون حرطاني بلدهم نحو سنغال ومثله إلى مالي مع ما تشتت في الدول افريقية عدة لتضمن الزمرة بذلك أكثرية مع مرور الوقت نتيجة لتجنيسها 
كل من كانت بشرته فاتحة قادم من الأقاليم الصحراوية أو المالية 
علاوة على ذلك لا تزال الزمرة تتمادى في ظلم الحراطين من خلال التستر على الممارسات الاستعبادية واحتكار فرص العمل وتضعيف الأجور وانهيار خدمات التعليم والمياه والصحة إذ لا تزال نسبة 96% من الحراطين تحت خط الفقر طبقا للواقع المعاش بالإضافة للظروف الاقتصادية القاسية والقهر السياسي ولاضطهاد اجتماعي والتفرقة العنصرية يمارس على الحراطين الطغيان الثقافي متعمد لتغييب أكثرية من أبناء هذا الوطن العزيز وصنوف من الاستعلاء تزداد وطأته يوما بعد يوم وما تراجعت الزمرة الحاكمة 
ولا أعقلت مجموعة البيظان لتقدم النصح لمن يقود البلاد إلى المجهول بفعل ممارساته 
في حق إخوانهم في الوطن والدين والمصير المشترك
 
 لقد مارست هذه الأقلية المتسلطة تمييزا عنصريا في حكمها للبلاد بطريقة ماكرة ساعدت علي بقائها في السلطة لفترة طويلة واحتكارها للحكم والثروة في البلاد وقد ظلت ترفعت لكل مرحلة شعارات براقة تشغل بها الشعب وتلهيهم عن قضايا المال والحكم مثل
الانقلابات المتكررة سبيلا كيلا تصل الجماهير إلى الحكم بطريقة شفافة محتكرة الرتب السامية في الجيش لتتمكن من تغيير رأس النظام وتبقى الزمرة متسلطة
كما شغلت الشعب بشعار الديمقراطية رافضة النقاش حول مجموعة المفاهيم التي تعتبر المدخل الحقيقي للوصول إلى الديمقراطية ورفعت شعار التنمية والنفاذ الشامل إلى الخدمات وخلق الأزمات مع دول الجوار والفساد والوحدة الوطنية وتغيير الدستور بين الفينة والأخرى وانتخابات من اجل تسليم السلطة للشعب كما رفعت في العقدين الآخرين من القرن العشرين شعار دعم المنمين في الداخل من خلال برنامج النقل وبرنامج محو الأمية وبرنامج التعليم للجميع الكتاب مانعة الكلام عن العبودية وحقوق الحراطين بل تعتبره جريمة من يتناول تلك المواضيع وخلقت أكذوبة الاستهداف والتآمر على البلاد
ولم تلتزم بشيء من ما رفعت بل عملت عكس ذلك عدا قطف الثمار والضحك على ذقون الحراطين   

          إن المعاملة أللإنسانية والنظرة الصغيرة لأكبر مجموعة في البلد والتمييز العنصري الذي يمارس في البلاد منذ فجر الاستقلال إلى اللحظة قلما تجد له مثيلا حتى في حالة جنوب إفريقيا سابقا مما جعل شعب الحراطين العظيم  يحمل البيظان حكام متسلطين
وسياسيين داعمين أو معارضين 
وكتاب ومثقفين ورجال أعمال وشيوخ قبائل وأئمة وفقها وزر وصول الحراطين إلى هذه درجة من اليأس والإحباط في كيفية التعايش المشترك في دولة تجمعهم مع البيظان
وهل المحافظة على كيان الدولة من الضروريات أم انه مجر وسيلة لبلوغ الشرط  
 المواطنة والعدل الشامل والتوزيع العادل لثروة والشرط ضل ولم يهتدي إليه بعد 
 وصار الشغل الشاغل للحراطين شفاء الجرح القديم الذي لا يراد له أن يندم
 

وبعد أن خاب الرجاء كذلك في الكيانات التقليدية من حركات حقوقية ومنطات مجتمع مدني  وأحزاب سياسية التي طالما هتف لأبناء الحراطين ودعموا برامجها ولم يحصدوا
 إلا السراب بعد هذا كله نعلن نحن أبناء موريتانيا الأحرار 
عن قيام حراك جماهيري شبابي نضالي ثوري
 
 يهدف الحراك إلي
إنهاء التمييز العنصري المطبق على الحراطين من طرف حكام البلاد
رفع الظلم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي عن الحراطين 
اعتماد إستراتجية التمييز الايجابي لصالح الحراطين مدة عقدين من الزمن
 بنسبة 50 % في جميع القطاعات حتى يتمكنوا من الالتحاق بركب 
المكونات الأخرى التي سبقتهم بستة عقود

نداء إلى شباب الحراطين الصادق الذي لم يتورط في تركع الشعب العظيم 
ندعو كل الحركات الشبابية النضالية ومنظمات مجتمع مدني وجمعيات خيرية
 والثقافية ومبادرات شبابية وتعاونيات نسوية ومجموعات إعلامية وتجمعات سياسية
وشخصيات مستقلة وكتاب ومثقفون وشعراء وأئمة مساجد وفقها من الحراطين 
وطلاب الجامعات وتلاميذ(ة) في المرحلة الثانوية ومساهمين من قريب أو بعيد 
وكل الحراطين في الداخل والخارج تلبية نداء الضمير نداء المظلومين المستضعفين
والعمل معا لرفع الظلم والقهر والإقصاء الساري منذ عقود وليس ذلك بالمستحيل    

كما نؤكد لشعبنا العظيم الأبي الأصيل في كافة ربوع البلاد والشتات بأنه قد حان موعد التخلص من سلطة الأقلية وإنهاء الظلم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي في البلاد ونبشرهم ببزوغ فجر جديد مفعم بالحرية والعدل والمساواة والإنصاف والرخاء بإذن الله فعلينا توحيد صفوفنا وإجماع أمرنا علي قلب رجل واحد باذلين الغالي والنفيس من أجل وطننا وحريتنا وكرامتنا وحقوقنا ولنتكاتف جميعا لتحقيق النصر الذي ليس منا ببعيد ونقول لشعب الحراطين العريض في مواقعه وانتماءاته المختلفة أنه قد آن الأوان للالتفات إلي حال الحراطين في أحياء الصفيح وآدوابه ولننظر إلي مستقبلنا
 ولنستجيب لنداء الضمير والحق ولتقد الطلائع النضالية ثورية الأكثرية المستضعفة لإعلاء مصلحة شعبنا ومصيرنا المشترك فوق المصالح الشخصية والحزبية والحركية والمنظماتية كما يدعو حراك مؤتمر دكار لشباب الحراطين ومجموعة حراطين متحدون
والجبهة الثورية لتحرير الحراطين جميع الدول والشعوب المحبة للسلام والعدل
والمجتمع الدولي بأكمله للاهتمام بظاهرة التمييز العنصري البغيض الذي ينخر
 في عظام  موريتانيا والوقوف إلي جانب قيم العدل والمساواة اللذين نادت بهما جميع 
الأديان السماوية والقيم الإنسانية منذ أقدم العصور كما قرته النظم والاتفاقيات الدولية.
كما نناشد كل الحكومات الحريصة علي استقرار البلاد ووحدته أن تقف إلي جانب الحراك لإنهاء الظلم والإقصاء المطبق على شعبنا العزيز ولأن مفتاح استقرار البلد وحدته وبطاقة عبوره إلى معانقة الأمم الراقية يكمن في القضاء علي الظلم الاقتصادي والسياسي والاضطهاد الاجتماعي والاستعلاء العرقي في البلاد ونحن واثقون بأننا سنقضي عليه تماما ونقطع دابر لاستعلاء والمكابرة ومأساة شعبنا في وقت قريب بإذن الله

وأخيرا ينذر الحراك ويحذر الزمرة الفاسدة الجاثمة علي صدر شعبنا العظيم بأن تتخلي عن سياستها العنصرية وتسلطها وأن تنصاع طواعية لتسليم الحق لأصحابه حتى تجنب نفسها عملية استئصال عبر ثورة شعب الحراطين المتحفز ينتزع حقوقه المسلوبة لأنه ما عاد من الممكن الاستعلاء علي الأكثرية والاستمرار في ظلمها وتهميشها وتشريدها وتجويعها فالثورة آتية وعملية الاستئصال قريبة جدا بل بدأت وليست إلا مسألة وقت فحسب 
بإذن الله
ولا قرت أعين العنصريين

مؤتمر دكار لشباب الحراطين
مجموعة لحراطين متحدون
الجبهة الثورية لتحرير الحراطين

نواكشوط 28 / 01 / 2018