بلسان عربي غير فصيح ألغيت المادة 306

أربعاء, 22/11/2017 - 06:43

في نازلة فقهية من نوازل فقهاء النخاسة وعلماء السلطة والتسلط ألغيت المادة 306 من قانون المشرع الموريتاني  بلسان بربري عربي غير فصيح فطالما أنهكنا السعي وراء الهوية العربية حتى وان كلفنا ذاك السب والشتم والتهكم والسخرية من عهد الرئيس نور السادات وصولا إلي المفكر حسين هيكل فالمهم أن تكون إعرابًا أو عربًا أو عربانًا خيارات أحلاها أمر ، فالعروبة بالعربدة أحب ألينا من البربرية القحة ولا ضير، فكان أجدر بالعلماء والفقهاء الإجابة علي الاستشكال الواردة في سرد الواقعة فما صح عن الرسول نسبه إليه وما صح عن الرواة نسبه إليهم وما عجزنا عن الإجابة عنه رده لله ورسوله فهو وحي يوحي حكم من أحكام الله طبقه عن طريق رسوله يعذب من يشاء ويبتلي من يشاء ولا تخير في قضائه.

إلا أن الأخوة العرب كثرا ما تطاولوا علينا بسبب أخطاء لغوية فادحة ولحن قادح  يرتكب من لـدن رؤسائنا ووزرائنا فان كان اللون قاسم بينا وبين الأخوة العرب غير أن لغة الضاد تحفتنا نحويا وأدبيا وبلاغة وبيان لا نباري في قحتها وسلامة منطقها نحوا وصرفا وعروضا لكن من الغرور أن نحتسب أن الغراب قد يصبح نعامة وان شبه لحما ودما وهيئة فالأشياء تنصرف إلي ذواتها بعد أن نخال التحــــــور ولو بعد ردحا من الزمن  ولا يعني هذا قدح في عروبة البعض، غير أن التجرد من العروبة أولي من القدح في لغة الضاد عبر وسائل الإعلام فهو وشمت عار في أعناق الأحرار، ففي القمة العربية الماضية قدح في سلامة لغة الضاد عندنا فصمت الأذان وقيل زلة لسان واليوم في شريعتنا وشرعنا نقدح!!! تبا لنعات لغة القـران .

ففي قراءة وزير العدل للمادة الجديدة المعدلة للمادة 306 وان كان حرم من العدل أصلا فلا ضير إن كان قرأ نص المادة سلفا فبل الظهور علي الشاشة وشخصه مرتبكا في حسرة وريب وشك من إعراب وجزم ومد وتشديد بغير مكان ووقف وإدغام بغير مدغم وإظهار بغير بيان وتأويل علي غير ما انزله الله وتحريف الكلم عن مواضعه فلا مبرر لهذا الطحن والسحق للغة الضاد حتى وان كان الفاعل قد طحن وسحق سلفا واكتوي بنار افتراءات من وضع المادة 306 من قانون المشرع فقد جنت عليه أخوات المادة قبل إن تجني علي المسيء إن صح الادعاء؟؟؟ لان خليل وشرائحه هم من أفتوا بمحتوي المادة المعدلة ، لكن من غير المبرر أن تكون المادة الجديدة أكثر فتكا وشراسة من سابقتها مع انعدام السند الشرعي تأصيلا، فالرسول عليه الصلاة والسلام قد امتنع عن تطبيق حد من حدود الله لفتكه يوم بدر بالرغم من أن القران الكريم جاء نصه موافقا لقول عمر رضي الله عنه وقد تجاوز الله ذالك عن رسوله لأنه رسول الرحمة والغفران وليس رسول سحق الأرواح والقتل والتشريد ولتكن لنا في رسول الله أسوة حسنة.

فبعد كل الفتوحات والانتصارات التي قام بها الرسول عليه الصلاة والسلام  نجده يمتنع ثانية عن قبل المسيئين إليه  خوفا من أن تقول الناس محمد يقتل أصحابه!!! فلم يتغير خلقه وحلمه عليه الصلاة والسلام منذ يوم بدر وحتى نهاية البعثة فهو نبي رحمة  والتسامح حتى في من اساء إلي جنابه الشريف فيتولي الله عنه الأمر قائلا له " إنا كفيناك المستهزئين " ألا ترون أن العبرة من الأمر هو الابتعاد عن القتل وسفك الدماء وهذا باب من أبواب سد الذريعة خوفا من ما هو أشنع واشد منه وعلي نهجه سار العالمين: بــداه ومحمد سالم تغمدهم الله برحمته  فان كان الإعدام جائز في  حق من اساء إلي الذات إلهية أو الملائكة أو الرسول عليهم الصلاة والسلام لقال به الحرائر فقد وضعوا المادة 306 بنصها الحالي من حيث قبول التوبة والتعزير في مدة أدناه ثلاثة أيام وان تاب المسيء تاب الله عليه فأي تقصير في ما وضعوه.؟

إن الترغيب في الإسلام وسماحته ورحمته ولطفه بالعصاة مسالة ضرورية  يرغب فيها الشرع ، فالتوبة لم يغلق بابها في عهده عليه الصلاة والسلام فقد تجاوز عن أصحاب الملة من المسيئين ترغيبا لهم في الإسلام ولم يشع في عهد الدولة الإسلامية انه تم  قتل أي ساب إلا بعد استتابه لمدة أدناها ثلاثة أيام بالرغم من اختلاف بين المذاهب وان اختلف في فترة استتابة عند كل من هما حتى وان سلمنا جدلا أن ولد امخيطير قد اساء فيجب ان نبحث له عن مخرج شرعي فالرسول لم يقتل من سبه قط ، وقد تجاوز عن عمار بن ياسر حينما سبه تحت وطأة التعذيب الجسدي وربما يكون ولد امخيطير أساء إلي الرسول تحت وطأة التعذيب النفسي وهو لا يعلم أن هذا سباب والتعذيب النفسي اشد وطأة من التعذيب الجسدي فالمسلم المسيء يبحث له عن أسهل المخارج في الشريعة وقد يكون المسيء قد سب تحت تأثير مخدر أو كحول تناوله من اجل التخفيف من الكآبة النفسية النتاج عن احتقار المجتمع له من نبذ وتطير عند رؤيته ونحن مجتمع بربري يؤمن بالتطير ويجعله جانب من عقيدته الدينية.

فلو افترضنا جدلا أن ولد امخيطير تم إعدامه فما حكم  المتعاطفين والمناصرين له في الداخل والخارج أن نفروا من الدين الإسلامي الحنيف ظنا منهم انه دين تعصب وقتل لا يعطي للمذنب والخاطئ أي فرصة للتوبة حتى وان كان المسيء  أو المذنب أو الجانح ارتكب الذنب جهلا أو غضبًا أو انتقامًا من عادات وقيم مجتمع يزدريه ويحتقره ظنا منه أن الدين الإسلامي هو الذي جعله حقيرًا دون غيره من أبناء مجتمعه حينئذ تكون الحكومة والدولة قد خالفت نص حديث الرسول عليه الصلاة والسلام" رغبوا ولا تنفروا" أي في الدين الإسلام فقد تعدم الدولة المئات من المسيئين وتسكت عنها منظمات حقوق الإنسان ، لكن لن يسكتوا عنها إذا ما حاولت إعدام المئات من الشباب إذا ما أعلنوا اعتناق دين أخـر يظنون انه أكثر مسامحة من الدين الإسلام الحنيف ومن هنا ترتكب الدولة وفقهاء وعلماء النخاسة ما هو أسوء من إعدام ولد امخيطير أو غيره وتضرب الحائط بسد الذريعة .

إن قبول التوبة من ولد امخيطير أولي من قتله فبقاؤه مسلمًا تائبًا من خطيئته أكثر منفعة علي الإسلام والمسلين ، إن كان صحيح أن نيته الإساءة من خلال مقاله ، وان كان الأمر عكس ما أريد له بل من اجل التساؤل عن صحة ما نسب للرسول عليه الصلاة والسلام من أقوال وأفعال في الواقعة فنقبل منه العذر" إن ما الأعمال بالنيات " دون إكراه علي ما لم يقصد فعلي العلماء والفقهاء الرد عليها كما رد الرسول والصحابة رضوان الله عليهم علي سرد الوقائع في قصة الإسراء والمعراج حينما تسال اليهود عنها من حيث صحة الوقائع زمنا وموضعا وإمكانية إذ كانوا بعلم عن مواضيع في بيت المقدس اخبر بها دينهم ونبيهم فأجابهم عليهم الصلاة والسلام هو وأصحابه بما قص عليهم فرجعوا يجرون ذيل الهزيمة بل أن بعضهم دخل الإسلام لشدة صحة ما اخبرهم به المصطفي موافقا لما جاء به نبيهم عليه السلام.

محمد ورزك محمود الرازكه