تحية ألكترونية

ثلاثاء, 02/05/2017 - 08:43

جميل أن يكون الشخص الحريص على تقويم أسنانه حريصاً على تقويم لسانه ، فيقول تقويم بدلاً من Braces لذالك لنكتب بلغتنا الجميلة و لنحذر من لغة الدردشة المنتشرة أ و لغة الشات كما يطلق عليها البعض فقد تسلبنا هويتنا يوما ما.

لغة الشات هي لغة مستحدَثة غير رسمية غير محدَّدة القواعد ظهرت منذ سنوات، يستخدمها البعض للتواصل عبر الدردشة على الإنترنت باللغة العربية، لكن مع كتابتها بحروف لاتينية.

 يقول الدكتور رشاد سالم لما كانت اللغة أوثق مقومات الأمة و أمتن روابطها الفكرية ، أصبح من الواجب على كل فرد من أفراد هذه الأمة أن يرسخ آصرة اللغة في نفسه ، و أن يحافظ على صفائها و نقائها و يصونها من غوائل الدخيل و لوثات اللحن.

لقد كان لتزايد استخدام الحرف اللاتيني في المحادثة أثره على ثقافة بعض الشباب حيث أخذوا يستخدمون هذه اللغة على أنها اللغة الأصيلة، و اصبحت هي وسيلة التخاطب بينهم حتى عبر الرسائل الورقية العادية، بل إن أحد الطلاب بلغ به الحد أن كتب بعض العبارات في الإمتحان بلغة الشات .

و رغم الجهود المكثفة للحفاظ على الهوية العربية بكل الأصعدة  , يدفعنا الخطر من تزايد استعمال هذه اللغة  لنتساءل هل يمكن أن  تصبح  “الشات ” في يوم ما لغة تفاهم موحدة بيننا؟ و هل يصبح لها مكانا في لغتنا ؟

ذكر المستشرق (ريتر) أستاذ اللغات الشرقية في جامعة اسطنبول و هو من الخبراء الذين حاضروا في العهدين العثماني، و الكمالي قال: (إن الطلبة قبل العهد الكمالي ، كانوا يكتبون ما أتلو عليهم بسرعة فائقة، لأن الحرف العربي اختزالي بطبيعته أما اليوم فإن الطلاب يكتبون بالحرف اللاتيني و لذلك فهم لا يفتأون يطلبون إلى أن أعيد عليهم العبارات مراراً إنهم معذورون فيما يطلبون لأن الكتابة اللاتينية لا اختزال فيها ، فلابد من كتابة الحروف بتمامها أما الكتابة العربية ، فهي أسهل كتابات العالم ، و أوضحها فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقة جديدة لتسهيل السهل ، و توضيح الواضح .

هناك نوع جديد من الصحبه جاءت به التقنيات الحديثة يمكن أن نسميه الصحبه الرقمية  و أصبح لهذه الصحبه الرقمية  تأثير لا يستهان به على الكثير من الناس بل أصبحت بديلاً للبعض عن الصحبه الحقيقية و أصبحنا نقضي وقتا مع أصحابنا الالكترونيين أطول بكثير من الوقت الذي نقضيه مع أقرب الناس إلينا لذالك وجب علينا أن ندقق و نمحص جيداً في كل من نتابعهم و نصاحبهم لأن في ذالك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا و رجائنا أن لا نستهين  بالأمر و ان نأخذه على محمل الجد فهناك العديد من الأسباب وراء انتشار  لغة الشات منها الصحبه الرقمية  و  ضعف الإلمام باللغة العربية و خاصة بين الشباب و  إهانتها فى الأعمال الدرامية المختلفة من أفلام و مسلسلات و أغانى عن طريق استخدام ألفاظ لا تمت بصلة إلى لغتنا العربية و يبقى الحل فقط  فى تربية الأطفال منذ صغرهم على احترام اللغة العربية و مواجهة هذ هالمخاطر بجدية، و عدم التخاطب مع الآخرين بها و أنه إذا حاول أحد التحدث معنا نرفض و نبرر له بلباقة أننا لا نفهم هذه اللغة.

و مما يجب التنبيه إليه إلى أن هذه الدعوة إلى التسهيل و التيسير على الناس باستخدام الحرف اللاتيني إنما تؤدي إلى فقدان اللغة العربية اثنا عشر حرفا من حروفها لعدم وجود الحرف المقابل لها في الحرف اللاتيني، وهذه الحروف هي: الثاء والجيم والحاء والدال والذال والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين.

و هنا من الأهمية بمكان توفير أرضيات ذهنية لتجاوز هذه العقبات و منه التفكير في عمل برنامج تنموي يقوم به الأهل لسد الثغرات و نقاط الضعف و يركز على المفردات و المفاهيم و التربية الإسلامية و تفسير القرآن حتى نسهم في وضع أساس لمستقبل هذه الأجيال.

المختار ولد أعبيدي