التجزئة ضرورية لصقل المواهب

ثلاثاء, 02/05/2017 - 08:32

أن تخرج يوم 29/04/2017 في مسيرات الميثاقين الثلاثة أو لا تخرج لا يهم المهم أن تدرك الدولة و الإقطاعية الجاثمة علي العقل و الفكر أن هناك من يتحركون من أجل التعبير عن معاناتهم مهما كانت أنواع ذلك التعبير سيرا علي الأقدام ترديد شعارات كتابة  تدوين نقاش في تاكسي تآمر في مكاتب المخابرات و إدارة الأمن لا يهم المهم أن يشعر من كانوا يستعبدون الناس بالأمس أنه اليوم توجد حركات وطاقات وقدرات قادرة علي السير بطرق مختلفة نحو تحقيق الهدف المنشود، يوم 29/04 أثبت الميثاق بنسخته الأصلية بقيادة الزعيم بوبكر ولد مسعود أنه قادر علي الثقة فصعوبة التحضير ومستوي الطموحات و حجم البرنامج وقوة المنافسة من طرف ميثاقين جديدين واحد يقال له إعادة التأسيس و الآخر لم يحصل حتي اللحظة علي تسمية من طرف من أسسوه أو من أقنعوه سابقا بجناح الأزمة في APP و لاحقا شق المستقبل و الحر، لقد أكد شباب النسخة الأصلية من الميثاق قدرتهم علي التماسك و الجد و العمل من أجل تجسيد المشروع الذي طالما حملوه ودافعوا عنه رقم تشكيك البعض و سمسرة البعض الآخر و التخوف الذي أنتاب البعض، إن أبناء الحمالة و بائعات النعناع و كسكس و العيش و الخضروات وحراس المنازل وخدم البيوت ومن علي شاكلتهم من أبناء البيظان المحرومين و المصادرين لا يمكن أبدا أن يتخندقون إلي في جانب الحق فلا تستطيع ملايين المخابرات شرائهم ولا التوظيف ثنيهم عن هدفهم المنشود، وقد أكد اللقاء التحضيري الذي جمعهم مع قيادة الميثاق بنسخته الأصلية في مقر الكونفيدارلية الحرة لعمال لموريتانيا علي بعد أيام معدودة من الذكري مع الرئيس الساموري ولد بي و أعضاء في المجلس الوطني للميثاق قدرتهم علي الطرح و التشخيص و التمحيص و الملاحظة و النقد البناء و كأنهم يحاكمون القادة عكس المواثيق التايوانية الاخري الذي التي تمجد الشخص و تقدسه و تجعل منه الآمر الناهي و يقوم بنفسه بصياغة وثائقه و أنظمته  بطريقة محددة و علي مقاس خاص يري فيها نفسه و يقرر بمجموعة من الشباب العزل الذي خذلهم الطرح فارتموا في أحضان المجهول مثلهم مثل من يعيشون علي يوميا من شباب لحراطين العزل علي وقع غزوا فكري منقطع النظير ينتهي بهم المطاف في النهاية في عالم المجهول، اليوم و بعد الأحداث المتلاحقة و الوقائع المسجل و بعد أن أكدت جماهير عريضة من المجتمع تمسكها الفعلي بخط الأب المؤسس و الدبلوماسي المتمرس و الكاتب الفذ السفير المرحوم محمد سعيد ولد همدي الذي أستطاع السير بهذه الآلاف في خط واحد خلال سنتين وما أن ودع عالمنا تاركا مشروعا ضخما منهيا به مشواره النضالي حتي تكالبت أنياب الخونة وبدأت تسوق الميثاق علي أنه عصيان مدنيا و تحضيرا لمعركة ضد المنظومة الإقطاعية وهذا ما يدر علي حملة هذا الخطاب دخلا معتبرا وبدأت ماكينة المخابرات الموريتانية تعمل وفق أجندتها علي ضرب الميثاق و تجزئته بطريقة محكمة من أجل إضعاف التعاطي الرسمي معه، و حسب من يروجون اليوم أن الميثاق بنسخته الأصلية يريد اللقاء مع رئيس الجمهورية و النقاش معه فتلك معلومات خاطئة فلا الميثاق لم يقدم يوما نفسه علي أن لديه الرغبة في اللقاء مع أية شخصية حكومية، ومن يحاولون ذلك يعرفون أنفسهم ولازالت لديهم عقلية أن لحراطين خزان انتخابي تمكن سمسرته و بيعه و الاستفادة من أرباحه و طي الملف و العودة لطريقة الأولي.

إن حكمة الرئيس الرمز بوبكر ولد مسعود و معرفته الدقيقة بأسرار اللعبة و الدور الكبير الذي لعبه الرئيس و الحقوقي و النقابي ساموري ولد بي و بقية أعضاء القيادة الوطنية للميثاق خلال السنوات الأربع الماضية يحتاج لتقييم و التهنئة و التوبيخ لكنه في جله كان بنية صادقة تنطلق من أسس القناعة التامة بالقضية، و اليوم فإن الدعوات المتكررة لتجديد النخبة أمر لا مفر منه في الوقت الراهن رغم الاحتفاظ التام بهذه القيادة و اعتبارها مرجعية وصاحبة رأي فإن المثقف الشاب الحرطاني  آن له الأوان أن يأخذ زمام مبادرته بنفسه وبهذا يمكن أن نعيد صياغة تجربة أخري الرابح فيها في النهاية هو شعب لحراطين العظيم.

سوف تكون  المرحلة القادمة مرحلة جد و عمل و تفاني و سيتخذ الميثاق بعد حقوقيا بنظرة تنموية واضحة من خلال معانقته لقضايا تعليم أطفال الأرقاء، فض النزاعات العقارية، التكافؤ في الفرص، التمييز الايجابي، مكافحة التعيير و التهميش و مكافحة كافة أشكال الظلم و الاسترقاق، إن خزان التجربة و الرصيد الكبير  قادر علي تجسيد هذا الحلم علي أرض الواقع من محامين و كتاب و شعراء و مهندسين و مدونين و موظفين حكوميين و ناشطين في العمل المدني و الإنساني و شخصيات مرجعية .

عهد المسيرات قد ولي و اليوم فإن المسير سيكون نحو العمل المتواصل من أجل أن يكون الميثاق فاعلا تنمويا لا مفعولا به من طرف السلطة و قادة لحراطين أنفسهم.

فهل من مجيب ؟ 

بقلم : حمين سيدي أمعيبس

كاتب صحفي/ حقوقي