( قصيدة مهداة إلى الشاعر الكبير محمد كابر هاشم )
وبعدمَا دارت الذكرى بمنْ شَرِبَا ** تسرَّبَ العُمْرُ منْ كاساتِنَا حبَبَا
وما اختلفْنَا على حبٍّ ولا أدَبٍ ** يُهْدى إليكَ فهاكَ الحُبَّ والأَدَبَا
ترتاحُُ عشرُ سنينٍ فوقَ ناصِيَتِي ** كنتُ ابنَ عاطِفَتِي فيهَا وَكُنتَ أَبَا
أضعتُ كلَّ مفاتيحِ الدُّخُولِ بِهَا ** فما وجدتَ وما أرهقتَنِي عَتَبَا
نسجتَ من ومضات البرق زخرفها ** ونحو شاطئ حزني سُقتَها سُحُبَا
وأصبح البوحُ كَرْماً كُلما ارتعشتْ ** يدُ الرؤى امتلأتْ من خيْره عِنبا
يا سيَّد الشعرِ أدنيْتَ القُطوفَ إِلَى ** أصابعِ الضوءِ فاهتزَّتْ لهُ طَرَبا
ملأتَ بستاننا بالورد فابتسمت ** له الضفافُ وأشجَى عشقُنا العربا
وإذْ سفينتُنا في اليمّ سرتَ بِها ** فجاوزتْ عَتَبات الموجِ مُضطربا
كنا عليها بروح النور عائلة ** فما عرفنا الخصام المر والغضبا
وحينَ عُشْبكَ غضٌّ والوفَا سِمَةٌ ** بذلتَ للأرضِ ما ازدانتْ بهِ حقبا
كانت قضيتُك الإنسانَ في وطنٍ ** ما ارتاح إلا غزاه الليل أو نُهِبا
كانت قيودك تحريرا لهمته ** تذود عن شعبنا في الريف منتصبا
لم تنس أن سياط الظلم عاجزة ** وأن فلسفة القلبِ النبيلِ إِبَا
ورثتها كابراً عن كابر شيما ** أملتْ على قلمي المنسابِ ما كَتَبا
قد كرَّموك فوردٌ لابتسامتهم ** وقد يبادر ذو فضل بما وجبا
وأنت أكرم من حبا له سهروا ** فاهنَأْ بحب القوافي رُصِّعتْ ذَهَبا
أدامك الله ظلا نطمئن به ** ونلت من كل محبوب لك الأربا
الشيخ ولد بلعمش