الأخبار (طريق انواذيبو) – "أنا لست من "إيمراكن" لكنني عشت بينهم منذ كنت صغيرة، بسبب زواج أختي من رجل منهم، وإقامتي الدائمة معها، لقد تعلمت كل الحرف التي كانت نساء إيمراكن يقمنا بها، لكن هذه الحرف اندثرت واحدة تلو الأخرى، ولم يبق لنا مما يرمز لذلك الزمن الجميل إلا الطريقة التي نجمع بها زيوت السمك، رغم أن الكثير من خصائصها بدأت في الاختفاء، بحكم تغيير الظروف، وزحف التحديات".
تستعرض بنت عثمان أثناء حديثها أسماكا مجففة بشكل تقليدي، وزيوتا أعدت وفق القواعد والأصول التي تعلمتها من آخر مسنات إيمراكن، قبل أن تزحف السفن والقوارب العصرية على مناطق إيمراكن لتطردهم من أماكن وجودهم التقليدي، ولتضايق من صمد منهم في أنواع السمك التي اعتادوا صيدها، لتؤثر هذه العوامل وغيرها على الحرف الموروثة عن هذا المجتمع ذي العادات والتقاليد العريقة.
صبر وجهد..
وتشرح بنت عثمان - وهو عضو في جمعية تضم عدة نسوة يقاومن لإبقاء هذه الحرفة حية – لوكالة الأخبار الطريقة التي يتم بها جمع زيوت الأسماك، حيث تستقبل النسوة الرجال لدى عودتهم مساء من البحر، ليتم تصنيف الأسماك، واختيار ما يصلح منها لاستخراج الزيوت.