في جميع أطيافينا تقريبا، يفقد تعبير (الوحدة الوطنية) بريقه وجاذبيته بمجرد أن يتردد على ألسنة المسؤولين وفي أروقة الندوات والمحاضرات، وعلى شاشات الإعلام، بل ويغدو أثره في نفس المتلقي النبيه باعثاً على النفور والملل واستشعار الرتابة المقيتة!
لقد قطع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الشك باليقين، وأعلن في حفل ختام الحوار الذي جمع أحزابا من الموالاة وبعض أحزاب المعارضة ونقابات ومنظمات مهنية، وجمع معتبر من الشخصيات المستقلة، أنه سيحترم الدستور، ولن يسعى إلى تجاوزه مهما كانت المبررات، وأنه بذلك يهدف إلى تعزيز واستمرار الديمقراطية
عاشت موريتانيا خلال الأسابيع الماضية علي وقع الحوار الشامل الذي احتضنته قاعات قصر المؤامرات وسط حضور العديد من المتملقين و خونة الوطن وبائعي الضمائر ممن ارتموا في أحضان نظام مفلس علي كل الأصعدة و قبلوا معه و في ظلام دامس المؤامرة البشعة التي أحاكتها أيادي خفية ضد مجتمع مسالم آن له الأوان أن يخرج
عرفنا القائد منذ الوهلة الأولى لا يقول إلا صدقا , ولا يعمل إلا على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ..عاهَدنا على تقوية الجيش فطردنا الأعادي , وأخَفنا الطامعين !!
لنتملك جرأة الاعتراف أن الساحة السياسية في موريتانيا في ظل التعديلات الدستورية المرتقبة قد تشهد تحولا جذريا سيكون له الكثير من التداعيات في مقدمتها انتصار النظام العزيزي على المعارضة الرسمية التي ستدخل مزيدا التشرذم السياسي إذا لم تعد قراءة للواقع من جديد وتعترف بمرارة أن المشهد ا
لايخفي على المتتبع للشأن المحلي ماتمر به الساحة الوطنية من شد وجذ بين انصار السلطة ومن يدور حولها وبين المعارضات ومن يحذو حذوها ،حيث تتشكل رؤية للمتابع من خارج المشهد عن إرهاصات التأسيس لمايمكن تسميته با الجمهورية الثالثة لموريتانيا حيث يبدو انه بعد الجيل المؤسس للدولة ....ومرحلته وماشهدته من هبو
الهزال السياسي , وتردي مستويات الممتهنين للشأن العام والمقتاتين على الشعارات منذ اللحظة الأولى من عمر الدولة الموريتانية , أمور حددت كثيرا من معالم الطيف الذي تمور به الساحة هذه الأيام بطريقة أربكت المشهد الوطني بكل فعالياته .