سادي الجنس وهوايتى قذرة .. أريد حلا

أربعاء, 22/02/2017 - 19:17

نا شاب أعزب تجاوزت الثلاثين من العمر.. متفوق في دراستي.. وقد حصلت على الدكتوراه من جامعة عريقة.. وأصبحت باحثاً في أخرى أكبر منها –في نفس البلد- عشت محبوبًا من الأهل والأصدقاء ويصفني الجميع بالطيب ودماثة الخلق.. مع كل ذلك فأنا مصاب بالسادية الجنسية.. وأعشق رؤية النساء وهن يتعذبن بالضرب وممارسة الجنس العنيف..! دفعني الفضول والفراغ للدخول إلى بعض المواقع التي وجدت أنها تعج بمثل هذه الممارسات مما أصَّل لدي هذا الشعور.. وأنا مقدم على الزواج! يجتاحني شعور مرير بأني بعيد عن الله.. لم أعد أجد طعماً للنجاحات التي حققتها.. أرى زملائي يتقدمون وأنا متوقف ولا أرى سبباً لذلك إلا البعد عن الله عز وجل... أرجو النصح ماذا أصنع كيف أتخلص من هذه السلوكيات المقيتة..؟

الجواب فى موقع “الاسلام اليوم” بحسب الدكتور علي إسماعيل عبد الرحمن مدرس للطب النفسي والأعصاب بطب الأزهر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

يصفك المحيطون بأنك طيب وهو ما اعتقده بالضبط، فلا توجد علاقة بين سماتك الشخصية ونمط شخصيتك ومعتقداتك الخلقية والدينية بما تعانيه من مشكلات نفسية، فما تعانيه يا أخي الصغير هو أحد اضطرابات النفس الجنسية (البارافيليا) وهو ما يسمي (السادية الجنسية) بنص كلماتك (وينسب هذا إلى الماركيز دي ساد وهو مؤلف فرنسي في القرن الثامن عشر، والذي تم حبسه عدة مرات لأفعاله العنيفة خلال ممارسته للجنس مع النساء، وهذا الاضطراب يبدأ مع الطفولة كما حدث في حالتك.

وقد يرتبط ببعض التغيرات في السمات الشخصية وهو موجود أيضا في حالتك. يعاني الشخص السادي من الآثار السلبية المزمنة لشخصيته بما في ذلك القلق، الخوف، التوتر، الهيجان، الغضب، الاكتئاب، فقدان الأمل، الشعور بالذنب، العيب. وكذلك الصعوبة في السيطرة على الدوافع كالأكل، الشرب أو إنفاق المال.

وتعاني هذه الشخصية أيضا من الأفكار غير المنطقية مثل التوقعات غير الحقيقية، المطالب الكمالية من الذات، التشاؤم غير المبرر والهواجس التي ليس لها أساس بالإضافة إلى عدم الحيلة، والاعتماد على الآخرين لتقديم الدعم واتخاذ القرارات. حب الهيمنة المفرطة، يكثر السادي من الكلام الذي يؤدي إلى الانغلاق النفسي والاحتكاك مع الآخرين ويشعر كذلك بعدم القدرة على إمضاء الوقت وحيدا ويسعى لجلب الانتباه والمبالغة في التعبير عن العواطف. كما أنه يسعى إلى الإثارة والمجازفة والمحاولات غير الصحيحة للهيمنة والسيطرة على الآخرين.

وتتميز الشخصية السادية أيضا بالخيال الواسع، أحلام اليقظة، الافتقار إلى الواقعية، التفكير الغريب (الاعتقاد بالأشباح، التقمص والأجسام المجهولة الطائرة)، الهوية المشتتة والأهداف المتغيرة مثل الانضمام إلى جماعات متعددة وسهولة التعرض للكوابيس. لديه درجة متدنية من الثقة بالآخرين، الشخص السادي مصاب بمرض جنون العظمة والاستهزاء بالآخرين وعدم القدرة على الثقة بالآخر حتى الأصدقاء والعائلة. وهو يحب الشجار مع غيره ولديه استعداد كبير للعراك كذلك هو محب للاستغلال، الكذب والتصرف بشكل غير مسئول كما أنه منفر للأصدقاء ومحدود الدعم الاجتماعي ويفتقر إلى احترام الاتفاقات الاجتماعية مما يؤدي إلى المتاعب.

كما تهيمن على الشخصية السادية الوسوسة وشدة التدقيق قبل قبول الأشياء وتتميز هذه الشخصية بالالتزام بأشياء منها الحرص الزائد على النظافة، الترتيب والانضباط الشديد بالإضافة إلى عدم وضع المهمات جانبا وأخذ قسط من الراحة كما أن السادي يفتقر إلى العفوية وهو شديد الوساوس في سلوكه.

وهذه السمات أعتقد أنها غير متوفرة فيك وبالتالي لا زالت هناك مسافة كبيرة بينك وبين الشخصية السادية.

بينما السادية الجنسية يشار إليها كما قلنا سابقا بـ: “التلذذ الجنسي بإيلام الشريك”، وقد يكون ذلك بالضرب بالسوط أو العصي، بالعض أو بالإذلال والإهانة من خلال القذف وتوجيه الألفاظ الجارحة وأقصى درجات العنف عند الشخصية السادية في تعذيب الآخرين هو القتل (Lust murder ) قتل الرغبة.

كما يشير علم النفس إلى تعريف معظم حالات السادية “بتعلق الفرد باللذة الجنسية مع ضحيته بعد تعذيبها أو التطلع إلى هذا العذاب والمعاناة، ويكون إحساس التمتع بتلك المعاناة أقوى من ممارسة الجنس نفسه”.

وعذاب الضحية أمام الشخص السادي يسبب له الاستثارة الجنسية، التي توصله أثناء إنزاله العذاب بضحيته إلى رعشة الجماع (قمة الاستمتاع الجنسي)، حتى وإن لم يحدث اتصال جنسي في الأصل. والسلوك الجنسي في السادية تختلط فيه الرغبة في الجنس والرغبة في العدوان مجتمعتين.

* ما هي الأسباب التي تدفع الشخص لأن يكون سادياً في علاقاته الجنسية؟

1- تصيب السادية الرجال الذين لديهم اعتقاد بارتباط العنف بالذكورة والفحولة، كما يعتقدون أنها دليل على القوة التي هي إحدى صفات الرجل.

2- قد يصاب بها الشخص نتيجة لانخفاض الثقة في ذاته أو مقوماته الجنسية.

3- النقمة على الجنس باعتباره إثماً أو خطيئة. فذات الفرد تتمزق بين الشيء ونقيضه، فيلجا إلى ممارسة السلوك السادي كمحاولة منه لتمويه هذا القصور وفيه يظن السادي بأن الجنس شيء خاطئ أو إثم، فهو يرغب في الجنس وفي الوقت ذاته يشعر بالألم من الإقدام على ممارسته. فيدفعه هذا الشعور بالإثم إلى تشويه الضحية إنقاذاً لها من الوقوع في الإثم مرة أخرى.

4- قد يرجع إلى تاريخ سابق إصابات في الرأس.

5- وجود اضطرابات نفسية مثل الفصام، اضطراب الهوية الانشقاقي.

6- الاستعداد الوراثي.

7- الاضطرابات الهرمونية.

8- العلاقات المرضية بسبب وجود تاريخ سابق للاستغلال الجنسي.

9- الخوف من الخصاء، وأن يفقد عضوه التناسلي وهو يسعى في ذلك لطمأنة نفسه بأن ما حدث لسواه لن يحدث له، وأنه هو القادر على ذلك ولن يخصيه أحد (نظرية نفسية).

* أنواع السادية:

1- السادية المقبولة، التي لا تخرج عن نطاق الحلم ولا تأخذ شكل الممارسة.

2- السادية الخفيفة، وهي إدراك الشخص السادي لسلوكه وتحكمه فيما ينزله بضحيته من عذاب، ومعرفته أيضاً بعواقب فعلته.

3- السادية الإجرامية، التي يصل فيها سلوك الشخص السادي إلى حد الإجرام من قتل شريكه وهذه أقصى درجات السادية عنفاً.

وفي النهاية نصيحتي لك أن تتوجه من فورك للطبيب النفسي للعلاج والله معك ويساعدك ويشفيك.