“سامسونغ” تسعى الى طي صفحة حادثة “غالاكسي نوت 7″

ثلاثاء, 24/01/2017 - 20:47

حاولت “سامسونغ” الاثنين ان تطوي صفحة فضيحة “غالاكسي نوت 7″ مع تأكيدها رسميا ان خللا في البطاريات هو وراء مشاكل هذا الجهاز الرئيسي الذي توقفت عن انتاجه في تشرين الاول/اكتوبر.

وتعتبر حادثة “غالاكسي نوت 7″ من اكبر المتاعب التي واجهتها الشركة الاولى عالميا في صناعة الهواتف الذكية التي تعد من صفوة المجموعات التكنولوجية.

وتقضي الاولوية بالنسبة إلى المجموعة العملاقة الكورية الجنوبية بطي صفحة هذه الحادثة كي لا تتراجع كثيرا أمام منافستها الكبرى “آبل”، بحسب الخبراء.

وتزداد المسألة الحاحا في ظل ازمة اخرى تتخبط فيها “سامسونغ” ألا وهي ورود اسمها في فضيحة الفساد التي اطاحت بالرئيسة الكورية الجنوبية بارك غوين-هيي.

واوضحت المجموعة العملاقة في بيان ان تحقيقات داخلية ومستقلة “خلصت الى ان البطاريات هي التي تقف وراء الحوادث التي طرأت على غالاكسي نوت 7“.

وقد اضطرت الشركة الاولى عالميا في انتاج الهواتف الذكية في ايلول/سبتمبر الماضي الى سحب 2,5 مليون جهاز “نوت 7″ من الاسواق العالمية اذ ان اجهزة عدة انفجرت او اندلعت النيران فيها. وتحدثت “سامسونغ” يومها عن مشكلة في بطاريات صنعتها على ما يبدو الشركة الشقيقة “سامسونغ اس دي آي“.

وتوقفت اكبر شركة كورية جنوبية في تشرين الاول/اكتوبر كليا عن انتاج هذا الجهاز الذي كان من شأنه ان ينافس جهاز “آي فون 7″ من “آبل”، عندما تبين ان بعض اجهزة “نوت 7″ التي وزعت مكان تلك التي سجلت خللا، احترقت هي ايضا. وقد اوكلت الصينية “اي تي ال” بصنع بطاريات هذه الاجهزة.

وكلف هذا الفشل التجاري “سامسونغ” مليارات اليوروهات بين ربح فائت وانعكاسات على صورة الماركة التي لا يمكن تقديرها بدقة.

ولم تفوت المجموعة اي فرصة للاعراب عن اسفها الشديد على هذه الحادثة ولم تتوان عن الاسهاب في الاعتذار في اشهر الصحف العالمية.

وقال مدير قسم الاجهزة النقالة في “سامسونغ الكترونيكس″ كوه دونغ-جين الاثنين لصحافيين في سيول “نقدم اعتذاراتنا الصادقة بسبب الازعاج والمتاعب التي تسببنا بها الى زبائننا“.

واوضحت المجموعة انها استعانت ب700 باحث ومهندس في تحقيقها وهم اجروا اختبارات على اكثر من 200 الف جهاز واكثر من 30 الف بطارية.

واضاف البيان “نتحمل مسؤولية عدم رصد المشاكل المسجلة على صعيد التصميم وصنع البطاريات. وقد اتخذنا اجراءات تصحيحية للتحقق من عدم حصول ذلك مجددا“.

ولم تكشف “سامسونغ” رسميا عن صانعي البطاريات الاثنين، لكن محققين مستقلين من “يو ال” و”إكسبوننت” اكدوا صحة الاستنتاجات التي توصلت اليها.

-كانت البطارية الاولى تعاني من مشكلة في تصميمها تؤدي الى دارة قصيرة تتسبب بحرارة زائدة واشتعال، في حين كانت البطارية الثانية تعاني من مشاكل في اللحام لها التداعيات عينها.

ودحض كوه احتمال اطلاق اي ملاحقات في حق الصانعين معتبرا ان مسؤولية “عدم التحقق من السلامة والنوعية تقع على عاتقنا“.

واعتبر توم كانغ، المحلل لدى “كاونتربوينت تكنولوجيز″ انه من الواضح ان “سامسونغ” تسعى الى تخطي هذه المسألة.

وهو قال “يسهل على المستهلكين ان يسامحوا مرة اولى، لكن في حال تكررت المشكلة، سيكون لها أثر دائم على صورة العلامة“.

ولعل اكبر خطأ ارتكبته “سامسونغ” في هذه الحادثة هو انها فضلت التركيز على الشكل الخارجي ورفع الجهاز وقدرة البطارية على حساب السلامة.

ومن المزمع ان تكشف عن النموذج المقبل (“اس 8″) في شباط/فبراير خلال فعاليات المنتدى العالمي للاجهزة المحمولة في برشلونة. لكن اطلاقه قد ارجئ للسماح باجراء مزيد من التجارب، بحسب كوه.

وتعلن “سامسونغ” الثلاثاء نتائج الربع الاخير من العام 2016. وفي نهاية تشرين الاول/اكتوبر اعلنت “سامسونغ الكترونيكس″ تراجعا بنسبة 30 % في ارباحها التشغيلية في الربع الثالث.

وتتخبط “سامسونغ” حاليا في احدى اكبر المشاكل في تاريخها. فقد استجوب وريث المجموعة لي جاي-يونغ، وهو نائب رئيس شركة “سامسونغ الكترونيكس″ ونجل رئيس المجموعة، لمدة 22 ساعة على خلفية الاشتباه في ضلوعه في فضيحة الفساد المدوية التي طالت الرئيسة الكورية الجنوبية.