الكشف عن جانب غير معلن في قضية زيني ولد الخليفة -القصة الكاملة

أربعاء, 28/09/2016 - 21:01

 القصة الكاملة التي التزمت الصمت تجاهها طيلة الفترة الماضية

ففي ظهيرة الاثنين 30 مايو 2016 وبينما كنت مع والدتي وخالتي وأختي في منزل في عرفات قرب الداية الرابعة حيث تسكن والدتي، اتصل بي أحد أعضاء الاتحاد الطلابي الذي أرأسه و أخبرني بوفاة الطالب الجامعي المرحوم “زيني ولد الخليفة” ووافاني بمعلومات عنه وعن الشعبة التي كان يدرس فيها، فبادرت بنشر تعزية لذوي المرحوم وللأسرة التربوية على صفحة الاتحاد في الفيس بوك. وهذا ما يمكن التأكد منه بسهولة.

وبعد ذلك، علمت أن المرحوم توفي في بيت ذوي مسؤولة النساء في الاتحاد العام للطلبة, فحاولت الاتصال بها أكثر من 6 مرات لكن دونما رد, وتابعت البحث إلى أن علمت باحتجاز الطالبة المذكورة لدى مفوضية لكصر رفقة اثنين من طلبة الجامعة، وعلمت أن المرحوم موجود في المستشفى، لتجهيزه.

توجهت أولا إلى المستشفى لحضور مراسم الصلاة والدفن و العزاء، ولدى وصولي أخبروني أن صلاة الجنازة ستقام غدا بحول اللـه, فذهبت من هناك إلى مفوضية لكصر 2 حيث توجد الطالبة، ومعها زميلان من طلاب الجامعة لم أكن أعرفهما.
وكان ذهابي إلى المستشفى وإلى المفوضية بوازع أخلاقي وشرعي انطلاقا من مدرسة التربية اﻷخلاقية التي تعلمت فيها بحمد الله البحث عن الخير والوقوف مع المتضرر والتعاطف مع أصحاب المحن ولسان حالي فى ذلك
ليس فى كل ساعة وأوان
تتأتى صنائع اﻹحسان
فإذا أمكنت فبادر إليها
خشية من تعذر اﻹمكان
وخلال هذه الزيارات اﻷولى للمستشفى والمفوضية لا أعتقد أني صدر مني إلا مايناسب المقام من تعزية ومواساة ﻷسرة الفقيد ومن بحث عن الحقيقة المنصفة بالنسبة للطلاب اﻵخرين.
وبعد مضي يومين أو ثلاثة من الحادثة الأليمة اتصل بي مفوض لكصر2 وطلب مني الحضور في المفوضية فذهبت إليه لأجد أمامي العديد من الطلاب منهم من أعرفه ومنهم من لا أعرفه. بدأ المفوض باستجوابي، باعتباري مسئول اتحاد الطلبة الذي تنتمي إليه الطالبة، وطرح علي أسئلة عن الطرفين لم تكن لدي أي إجابات جازمة عنها، لأنني لا أستطيع أن أتقول بغير علم. وسألني عن موقفنا من القضية كاتحاد طلبة، فقلت له أن القضية جنائية لا تعنينا، فإن كانت الطالبة وزميليها مذنبين فالاتحاد منهم براء ويجب أن ينالوا عقابهم، وإن كانوا برآء من ذلك فخلوا سبيلهم، وأنتم من يحدد ذلك لا نحن.

وفي غضون عشرة أيام سافرت إلى الديار المقدسة لأداء عمرة رمضان وزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأثناء إقامتي بالمدينة المنورة، بلغني أن بعض صفحات الفيس بوك تناقلت شائعات تزعم أنني سافرت إلى المملكة المغربية رفقة الطالبة المشار إليها، ولم أزد على أن فوضت أمري إلى اللـه السميع العليم.

وبعد عودتي من الديار المقدسة، استدعتني فرقة الدرك المكلفة بالتحقيق الثاني في القضية فذهبت إليهم وأجبت على أسئلتهم متجنبا القول بما لا أعلم، وفوجئت بشائعات تزعم أنني قلت إن المرحوم زيني كان قد حاول الانتحار مرات وأنني اصطحبت معي أعضاء الاتحاد ليشهدوا بذلك، وأنني هددت أخوات زيني ، وهي تهم يعلم اللـه -وكفى به شهيدا- أنني منها براء. وكيف يليق بي أو بالمحيط الذي أنتمي إليه أن أهدد أي إنسان كائنا من كان أو أسعى فى إلحاق الضرر به أو أقول ما ليس لي به علم فى حق طالب أقدره وأحترمه وأتألم ﻷلم ذويه ولفاجعة المصاب ، فمن يسند إلي هذا لا يعرفني أصلا ولافرعا واللـه يعلم أنه تجاوز أعلى مستويات القذف، أحرى إذا تجرأ على اتهام شيخي ووالدي، ولاحول ولاقوة إلا بالله وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.

وفي نفس اﻷيام تلقيت مكالمات هاتفية من داخل البلاد وخارجها يهدد أصحابها بقتلي، عفا اللـه عنهم، وذهب الأمر ببعض الإخوة المتقنعين خلف أسماء مستعارة إلى حد اتهامي، على صفحته، بالضلوع في جريمة دم، والعياذ باللـه، وأبادر فأقول {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.
ومع استغرابي الشديد لاتهامي بغير بينة، وإقحامي في موضوع لا علاقة لي به لا من قريب ولا من بعيد، والتطاول بسبب ذلك على شيخي ووالدي، ورغم ثقتي باللـه واطمئناني لعلمه سبحانه وتعالى ببراءتي مما نُسب إلي، فقد رأيت لزاما علي، صيانة للعرض ودفعا للشبهات، وتنويرا للرأي العام، أن أؤكد بطلان كل تلك الشائعات بوجه عام، وأن أؤكد بوجه خاص ما يلي:

1) أقول لمن تطاولوا بسبب اتهامهم لي على شيخي ووالدي : اللـه حسيبكم، وإن للبيت ربا سيحميه ، إن اللـه يدافع عن الذين آمنوا. وما كان هذا جزاء وقوف الشيخ الحافظ مع الأسرة واتصالاته المتكررة بها ومؤازرته لها في محنتها. وليس من الوفاء للمرحوم زيني أن تنتهك بسببه أعراض العلماء والصالحين الذين يعتبرون أن مصابهم ومصاب الأسرة واحد وأن عزاءهم وعزاء الأسرة واحد.

2) فيما يتعلق بي، أؤكد أنه لم تكن تربطني بالمرحوم زيني علاقة شخصية ولا زمالة مباشرة، ولم أكن أعرف أي شيء عن أي علاقة محتملة بينه وبين الطالبة التي ذكر أنه وافاه الأجل في بيت ذويها، وليس هناك إطلاقا ما يحملني على أن أشهد شهادة زور ضده ولا ضد أي كان، وكيف أشهد ضد من لم ينلني منه سوء، وليس بيني وبينه أي حسابات خاصة، ولم ألتقه أصلا إلا مرات قليلة، أوصلني في إحداها، جزاه الله خيرا رفقة بعض أعضاء الاتحاد في سيارته إلى مستشفى كانت ترقد فيه والدتي. ثم كيف أشهد ضد عبد مسلم قضى نحبه، وأؤكد فى هذ اﻹطار أنني لم أجمع الطلاب للإدلاء بهذه الشهادة المزعومة ولم أقدم لا للمفوضية ولا للدرك طالبا واحدا ليدلي بأي شهادة فى هذ الموضوع. ومن لديه برهان يناقض ذلك فليأت به.

3) لا تربطني بالطالبة التي احتجزت في إطار التحقيق في القضية ولا ببقية الطلبة الذين احتجزوا أو دعوا للتحقيق، لا تربطني بأي منهم أي علاقة خاصة، باستثناء علاقة العمل الطلابي قبل الحادثة بالنسبة للطالبة فقط. وليس في تلك العلاقة ما يحملني على تبرئة أي كان أو اتهام أي كان. ومحاضر التحقيق شاهدة بأنني لم أبرئ أحدا ولم أتهم أحدا، لأنني لست في موقع القاضي، ولا أملك معلومات دقيقة أشهد بها، وأعلم عاقبة شهادة الزور.

4) بادرنا في الاتحاد العام للطلبة إلى تعليق عضوية الطالبة نأيا بالاتحاد عن مواقع الشبهة ومواقف التحيز، إلى أن تقول العدالة كلمتها الفصل.

5) خلافا لما ادعى بعض مروجي الشائعات المغرضة، عفا اللـه عني وعنهم، لم يكن يوم وفاة المرحوم زيني يوم امتحان دراسي بالنسبة لي، ولم أصل للامتحان متأخرا متلثما كما زعموا، وهذا أمر يمكن التأكد منه بسهولة لدى الجهات الجامعية المختصة.

6) الفاجعة في زيني ليست فاجعة أسرته أو عشيرته وحدها بل هي فاجعتنا جميعا، ولا أتصور أن يكون هناك ما يمكن أن أتهم به في شأنها إلا أن تكون الأسرة الكريمة أو بعض أفرادها توقعوا مني من المؤازرة فوق ما فعلت، وإذا كان ذلك من باب “تكبار الكرش” فمرحبا به. ومع ذلك فإني أعتذر للوالدة ميمونة وللوالد الخليفة ولسائر أفراد الأسرة الكريمة إن كان صدر مني فى أقوالي ما يسوؤهم أو حملوا كلامي على غير محمله، وأشاطرهم وأشاطر جميع أفراد الأسرة الكريمة، وأفراد الأسرة التربوية، بل والشعب الموريتاني كله، مرارة الفقد، فمصابنا في المرحوم زيني واحد وعزاؤنا فيه واحد، أسأل اللـه أن يتغمده بواسع رضوانه وأن يعظم أجر ذويه، ويلهمهم الصبر والسلوان.

7) ولأولئك الذين هددوني بغير سبب، وبلغ بهم الأمر حد التطاول على والدي وشيخي، وتجاهل موقفه المؤازر لأسرة الفقيد، ولأولئك الذين روجوا الشائعات المغرضة وحرفوا الحقائق زورا وبهتانا، وانتهكوا عرض الشيخ وعرضي وعرض البيت كله، وقذفونا ظلما وعدوانا، بأعظم الجرائم عند اللـه بعد الشرك باللـه، أقول لهم جميعا: “حسبي اللـه ونعم الوكيل”، وأكل أمرهم إلى اللـه الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وكان بإمكاني وذلك حق طبيعي أن أتقدم إلى الجهات المعنية راعية العدالة وحامية القيم بطلب إنصافي من هؤلاء الذين انتهكوا عرضنا عبر صفحات الفيس بوك لكنني أحجمت عن ذلك انصياعا لأوامر الشيخ الوالد الذي لم يفتأ يذكرنا بقوله تعالى {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } وقوله { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} وأكل أمري وأمرهم إلى الله العلي القدير الذي يمهل ولايهمل.

واللـه على ما أقول وكيل.

وقد جاء رد ولد النحوي، بعد سلسلة من الشائعات تم ترددها حول علاقته بقضية زيني، حسب وصفه، وكانت على النحوي التالي:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكركم جميعا كلا باسمه ووسمه فقط أحببت أن أذكر بالقصة الكاملة التي جرت فى مايتعلق بقضية المرحوم زينى رحمه الله وذالك لكثرة الرسائل التى وردتني لﻹستفسار عن ما حدث واليعذرني البعض إن لم اتمكن من الرد على رسائله لكثرة الرسائل الواردة ، اعود وأكرر جزاكم الله خيرا جميعا وشكرا لكم كلت باسمه ووسمه .
كامل الود. دعواتكم
بسم اللـه الرحمن الرحيم

{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}

{تالله ماجئنا لنفسد فى اﻷرض …}

{وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم …}

{ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا للايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}
لقد أطلقت بعض الأوساط، منذ نحو ثلاثة أشهر، شائعات خطيرة نشرت فى بعض صفحات الفيس بوك يتهمني مروجوها زورا وبهتانا وظلما وعدوانا بما اللـه يعلم براءتي منه براءة الذئب من دم يوسف. وقد التزمت بالصمت طيلة الفترة الماضية رغم ما لحق بي من الأذى، وذلك لأسباب في مقدمتها نصائح الشيخ الوالد (الشيخ محمد الحافظ النحوي) الذي عاتبني كثيرا لاتهامه إياي بالتقصير في التعاطف مع أسرة المرحوم (وهو اتهام كان أشد علي من التهم الجائرة التي أطلقها آخرون بحقي دون بينة)، وأمرني بالتوجه إلى الأسرة الكريمة للاعتذار لها، رغم أنه لا علم لي بأي ذنب ارتكبته في حقها، وكنت مستعدا لأفعل وما زلت لولا تحفظ بعض أفراد الأسرة الذين كانوا قد رفعوا شكوى يتهمونني فيها بالشهادة ضد زميلي المرحوم زيني، ورأيت أن أتريث حتى تثبت براءتي مما اتهموني به. كما أن الشيخ الوالد أصر علي أن لا أدخل في أي سجال، حتى وإن كنت مظلوما، وذلك طبقا لنهج تربى عليه وربانا عليه، وهو نهج {ادفع بالتي هي أحسن}، ونهج عدم الانتصار للنفس وإيكال الأمر إلى اللـه فيما يعلم العبد براءته فيه.

وامتثالا لذلك الأمر وتقديرا لظروف أسرة الفقيد، صبرت وتحملت والتزمت الصمت لحد الآن، إلا أن الأمر بلغ مؤخرا حدا لا يمكنني السكوت عليه، إذ لم يعد الأمر متعلقا بشخصي بل تجاوز ذلك إلى حد اتهام بعض الأشخاص لوالدي وشيخي وتهديدهم إياه. وهذا ما لا يمكنني السكوت عليه أبدا، ولا أنتظر فيه إذنا من أحد، فعند اهتضام الشيخ يستقبح الصبر، أحرى إذا كان الشيخ والدا وكان مربيا معروفا عند العام والخاص بمقابلة الإساءة بالإحسان.

لقد صبرت وصمت ما دام الأذى خاصا بي أما وقد امتد إلى الشيخ الوالد، فإني لا أستطيع أن أصبر، ولسان حالي لسان الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا في قوله:

أمي فداكم بعد أن يبدأ بي

وبأبي لو كان غيركم أبي

وإني أتوب إلى اللـه من أي ذنب اقترفته أكون به سببا في تطاول أي متطاول على جناب طود أشم عرف في مشارق بلاد الأمة ومغاربها بأخلاقه وحلمه، وما كنت أظن أن في موريتانيا كلها، أو بين أبنائها وإن كانوا في الخارج، من يجهل حقيقته ونهجه التربوي وما يجسده في سلوكه اليومي من الشمائل النبوية، خاصة وهو بحمد اللـه أشهر من نار على علم في كثير من بلدان الأمة وبلدان العالم، بما فيها البلد الذي يوجد فيه من تطاول عليه.

أما وقد وقع ذلك – ولا حول ولا قوة إلا باللـه – فإنني أجد نفسي مضطرا بعد التزام صمت طويل إلى أن أقول كل ما منعت من قوله فيما سبق بيانا للحقيقة، بما في ذلك توضيح الحقيقة حول التهم الجائرة التي وجهت إلي، ذلك أن اتهامي، بالباطل، كان سببا في التطاول على شيخي ووالدي، وأول خطوة في الرد على المتطاولين عليه هي بيان براءتي مما وجه إلي حتى لا يظنوا أن صمتي على الاتهامات هو إقرار بها، وحتى لا يستمروا في اتخاذي مطية للتطاول على والدي وشيخي الذي هو قبل ذلك وبعده علم من أعلام الدعوة إلى اللـه بالحكمة والموعظة الحسنة، لا ينكر ذلك إلا جاهل به جهلا مركبا أو معاند مكابر.

من مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
18 ذي الحجة 1437
القوي بربه، الغني به عما سواه

الخليل الحافظ النحوي

نقلا عن الحرية نت