واقع الحال و الزمان و الواجب الديني و الوطني اتجاه الوطن

أربعاء, 14/09/2016 - 18:57

رسالة مباشرة إلى رئيس الجمهورية و الساسة والنخب و كل المواطنين

سيدي الرئيس إخوتي أخواتي بعد فترة من الغياب ها أنا أطل عليكم من جديد بهذه الرسالة التي وجدت نفسي وضميري يمليان علي إرسالها إليكم و ذلك  بسبب ما يجري في الساحة الوطنية سياسيا واجتماعيا من أمور اعتبرها تشكل خطرا على كيان أمتنا الموريتانية و من أهم تلك الأمور ما أصبحنا نعيشه من انحراف في السياسة و فوضى في الحريات و تشوه في الأفكار و الطموحات بل وفساد في الأخلاق و القيم و أمراض في النفوس و العقليات ولهذا فالوطن يمر بمرحلة دقيقة تتطلب منا جميعا بكل أطيافنا و مستوياتنا وتوجهاتنا ومواقعنا لمراجعة أنفسنا و الوقوف معا للحفاظ على وحدة مجتمعنا و تقدم بلادنا إلى الأمام لأننا أولا مسئولين أمام الله و الوطن وثانيا لكون هذه الأمور إذا لم يتم تصحيحها من الآن قد تؤدي بنا إلى ما لا تحمد عقباه لا قدر الله من تشرذم و تأخر بل و فتنة وزوال

فالمتتبع للأوضاع في البلاد يلاحظ أنه من خلال ما نعيشه من حقائق و اتجاهات و أهداف مختلفة يمكننا القول أننا أمام ثلاثة مستويات من الواقع و هي

_ أنه يمكننا التفاؤل بأننا بخير إذا افترضنا أن نوايانا حسنة و أهدافنا صادقة في الأمور كلها و مسارنا ووسائلنا للوصول الى ذلك صحيحة أيضا

_ أن نستشعر بعدم الاطمئنان على أحوالنا بسبب عدم انتهاجنا لاستراتيجيات و أخلاق و آليات ايجابية في تحقيق أهدافنا

_ أننا نستشعر الخوف و الخطر على أنفسنا و الوطن بسبب أنه أصبح فينا أو من بيننا أشخاصا لهم نوايا وأهداف غير حسنة و صادقة في الإصلاح و الخير اتجاه الأمة و الوطن

ولمعرفة حالنا و واقع الوطن من هذه المستويات الثلاثة ما علينا سوى الإجابة على الأسئلة التالية

أين نحن من تعاليم ديننا الحنيف الإسلام في ما يخص الدين و الدنيا

هل نحن الآن نعيش الأخوة الإسلامية الحقيقية و ما يتطلبه ذلك من حب الخير للآخرين

هل الهدف الحقيقي لطموحاتنا هو الإصلاح و المصلحة العامة أم الفساد والمصلحة الخاصة

هل أخلاقنا و مسلكياتنا تتماشى مع أخلاق و سلوك المسلم و المواطن الحقيقي

هل ما نقوله و نرفعه من أقوال و دعايات و ما نقوم به من أفعال يتوافق مع ضمائرنا و مصلحة بلادنا

وبالتأكيد فالجواب على هذه الأسئلة إذا انطلقنا فيه من نظرة تحليلية للواقع الحالي فانه سيضعنا إما في المستوى الثاني من المستويات السابقة الذكر ألا و هي عدم شعورنا بالاطمئنان أو في المستوى الثالث و هو الشعور بالخوف و الخطر لما أصبحنا نعيشه من أخلاق و مسارات غير صحيحة و أهداف غير صادقة لدى البعض منا للأسف الشديد

ولنكون موضوعيين و واقعيين علينا أن نقف بجدية وشجاعة على الأسباب الحقيقية و الأساسية التي أدت بنا إلى كل تلك الاختلالات في العقول و النفوس و السلبية في التوجهات والتصرفات ألا وهي  الطموحات الأنانية و المتمصلحة لبعض من يصفون أنفسهم بالسياسيين و الحقوقيين و النقابيين و أصحاب الرأي الذين يرفعون يافطات الحقوق والعدالة والإصلاح  و يتحدثون باسم الشعب و الوطن و كأنهم مخولين أو أوصياء على ذلك ألا يدركون أن هذا النوع من الطموحات غير مشروع لما قد يسببه من تفرقة وفوضي بل و فتنة و فساد في الأرض سواء كان ذلك بسوء نية أو بسوء تصرف بحجة  الوصول إلى أهداف و مصالح شخصية و دنيوية بحتة على أساس تحقيق الغاية بأي وسيلة و لو كان ذلك على حساب الدين و الوطن العياذ بالله

و أمام هذه الوضعية أصبحنا مذهولين بكثرة القيل والقال و التداخل في الأدوار إضافة إلى التمظهر و الخداع حتى اختلط الحابل بالنابل كما يقال حيث يصبح الرجل سياسيا و يمسي حقوقيا أو نقابيا و العكس صحيح و إذا به أمينا تارة و سارقا تارة أخرى بل و يتحول هذا الرجل من داعم إلى معارض  والفني إداريا والعكس صحيح وذلك حسب الغاية والمصلحة الذاتية كما يتبدل الشخص في بعض الأحيان من  نزيه إلى محتال ومن صادق إلى كاذب و من وفي إلى منافق بل و من حميم إلى مهاجر  ومن مخلص إلى عدو اللهم إن هذا منكرا أنكرناه وحسبنا الله ونعم الوكيل ألم يقول عز وجل ( ولا تلبسوا الحق بالباطل  و تكتموا الحق  و أنتم تعلمون ) صدق الله العظيم و قوله تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه  وهو ألد الخصام  وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) صدق الله العظيم                                            

إن بعض الحقوقيين و السياسيين و الأطر و خاصة مسيري المصالح العمومية يتناقضون في أهدافهم و واجباتهم و مسلكياتهم بحيث نجد الحقوقي يتعارض مع مبادئ و قيم حقوق الإنسان بسبب تقمصه للسياسة  لتحقيق أغراض في نفسه كما نجد السياسي يتعارض مع المصلحة العامة التي يرفع شعارها بالاهتمام بالمصالح الشخصية و الضيقة ولو كان ذلك على حساب الوطن و المواطنين ولهذا فهؤلاء لا تجدهم يقدمون خدمة للمواطنين و لا يضحون من أجل الوطن  و إنما شغلهم الوحيد هو الكلام و الثرثرة و الكذب على الشعوب و تربص الفرص لانتهازها وأما الأطر أو المسئولين المسيرين فاغلبهم لا يقوم بواجباته اتجاه  مصالح الوطن و المواطنين  و إنما يمتهن الوصولية و الزبونة  و المحاباة  و الغش و الاحتيال على المال العام بأي طريقة ولو بالتآمر أو الخيانة العظمى

ألا يعلم كل أولئك أن ذلك حراما و عقوبته وخيمة  كما يقول عز وجل ( إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) صدق الله العظيم و قوله تعالى ( فأما من طغى و آثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى ) صدق الله العظيم  و قوله سبحانه وتعالى ( يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) صدق الله العظيم  و قوله تعالى ( و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )  صدق الله العظيم و قوله عز و جل ( و ما الحياة الدنيا إلا لهو و لعب و للدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ) صدق الله العظيم

و من أهم الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الأحوال السابقة الذكر هو ما يلي

= الابتعاد عن الله بعدم الامتثال لأوامره و الانغماس في نواهيه نسأل الله السلامة و العافية و من الأمثلة على ذلك تفشى ظواهر الكذب و النفاق و أكل الربا و عدم التواصي بالحق و الظلم و الفواحش و الحقد والحسد فلم  لا نخشى قول تعالى في هذه القضايا مثلا قو له ( الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك شوط عذاب إن ربك لبالمرصاد ) صدق الله العظيم  و قوله عز وعجل ( وجاء ربك والملك صفا صفا و جيء  يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا لينني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد و لا يوثق وثاقه أحد ) صدق الله العظيم و قوله سبحانه  وتعالى( كلا إن الإنسان ليطغى  أن رأيه استغنى إن إلى ربك الرجعى ) صدق الله العظيم  و قوله كذلك ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد ) صدق الله العظيم و قوله ( لا تكونوا كالذين نسوا اله فأساهم أنفسهم  أولئك هم الفاسقون ) صدق الله العظيم و قوله تعالى ( ويمحق الله الربا ويربي الصدقات ) صدق الله العظيم

= الأنانية و حب الدنيا الزائلة عاجلا أم آجلا بالموت التي هي حق على كل نفس و ذلك عن طريق التنافس في جمع المال والبحث عن السلطة والجاه مما ينتج عنه عدم الرحمة والحسد و الحقد بين الناس ألا نتذكر قوله تعالى ( ويل لكل همزة لمزه الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على  الأفئدة إنها عليهم موصدة في عمد ممدة ) صدق الله العظيم و قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا لا تلهيكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) صدق الله العظيم  وقوله عز وجل ( إن الإنسان لربه لكنود و انه على ذلك لشهيد وانه لحب الخير لشديد ألا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير ) صدق الله العظيم

=الفساد المستشري في الأخلاق و العقول بل وفي النفوس والأرواح  و الأمثلة على ذلك  مثلا انتشار الشحناء و التباغض بل و التعصب و التنافر و العنصرية  و الكراهية  وهي أمور تؤدي إلى الفتنة  التي يقول فيها ربنا عز وجل ( الفتنة أكبر من القتل ) صدق الله العظيم   وذلك لكونها لا تبقي و لا تذر و للأسف الشديد بالرغم من ذلك نجد الكثير من الأشخاص يسلكون طريقا و نهجا قد يتسبب في وقوعها لا قدر الله وذلك عن  طريق الدفاع عن شريحة  أو فئة معينة في إطار محاربة العبودية  و الاسترقاق و كأن هناك شريحة واحدة تعاني من ذلك كلا إنهم يخطئون لأن العبودية  والاسترقاق في هذا العصر تتجلى في الاستغلال و التهميش و الجهل و الفقر و هي أمور توجد في كل الفئات  و الأعراق ولهذا فكان الأولىلبمن يدافعون عن حقوق الإنسان و العبودية  و الحريات أن يتبنوها بشمولية تعم المضطهدين و المحرومين و المظلومين من كل فئات و شرائح المجتمع لكي لا يتناقضوا مع مبادئ حقوق الإنسان  و  أخلاق و قيم  دينهم الإسلام حيث يقول تعالى ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )  صدق الله العظيم  و قوله عز وجل ( و تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتقوا الله إن الله شديد العقاب  ) صدق الله العظيم فالإسلام لا يفرق بين المسلمين علي أساس الأعراق و الألوان  ومن فعل ذلك فهو في جاهلية لأن المسلمين إخوة كقوله تعالى( إنما المؤمنون إخوة ) و قوله صلى الله عليه و سلم ( لا يتم إيمان أحدكم حتى يحب لأخيه المسلم  ما يحب لنفسه )  وقوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى )

= السكوت عن قول الحق و انعدام  المساواة في الحقوق و الواجبات في أغلب الأحيان و عدم تطبيق القانون و احترام النظام في شتي المجالات و كذلك تراجع صفات الإنصاف و العدل  و التضامن و التضحية بين الناس بالإضافة  إلى غياب روح العمل و الجدية  و الصدق  و المسؤولية وفي هذا الصدد يقول الله عز و جل ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنوا بالله ) صدق الله العظيم

و بعد كل ما تقدم فاني أتوجه إلى الجميع بدون استثناء رئيسا و نظاما  معارضة  و حركات  نقابات و نخبة (علماء و فقهاء أطرا و مثقفين و وجهاء و أصحاب رأي) و جميع المواطنين سودا وبيضا فئات و أعراق رجالا ونساء شيبا وشبابا أنه  انطلاقا مما يلي

أولا في إطار الواجب الديني و الأخوة الإسلامية التي توجب علينا أن نتنا صح و نتواصى على الحق لما يخدم مصلحة ديننا و دنيانا كما قال عز وجل (و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق و تواصوا بالصبر) صدق الله العظيم و قوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم      

ثانيا في إطار الوطنية التي تجمعنا من خلال الأرض و روابط الدم و العيش المشترك و ما يتطلبه ذلك من الحفاظ على كياننا امتثالا لقوله تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم ) صدق الله العظيم

وقوله عز وجل ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم ) صدق الله العظيم                            

و ثالثا في إطار ما نشهده و يشهده وطننا للأسف من الانحلال الأخلاقي و السياسي و الفوضى الخلاقة الناتجة عن ما منحته الدولة من حريات غير مقيدة على جميع المستويات و التساهل مع الخارجين على القانون و المفسدين وما يسببه ذلك من انزلا قات و تخلف ألا نتذكر قول الله تعالى ( يومئذ يصدر أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ) صدق الله العظيم                                                                                                                                      

فعلينا أن نتصدى لكل تلك الادعاءات المغرضة و التصرفات المنحرفة التي تستخدم من قبل بعض الحركات و المنظمات بل و بعض الأحزاب و المؤسسات  و الأشخاص في نطاق حقوق الإنسان و الحريات العامة و التنمية و محاربة الفقر لأنها تدخل في ما يعرف ( حق أريد به باطل) لكون الهدف من ورائها ليس سوى المصلحة الشخصية وحب الدنيا و كذلك السلطة و جنون الظهور و العظمة                

و بعد هذه النظرة التحليلية النقدية للواقع المبنية على كشف الحقائق و الموعظة الحسنة يكون من الواجب علينا أن نراجع أنفسنا و أفكارنا بل و استراتيجياتنا و وسائلنا لتصحيح توجهاتنا و مساراتنا اتجاه مجتمعنا و وطننا  و ذلك بالالتزام بما يلي

" التمسك بتعاليم الإسلام و تطبيق شرع الله  و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في أنفسنا وحياتنا بصفة عامة  لنعيد أخلاقنا و مسلكياتنا إلى جادة الصواب  ولن يتأتى لنا ذلك إلا إذا طبقنا ما قاله علي كرم الله وجهه _ الإيمان بالجليل و العمل بالتنزيل و القناعة بالقليل و الاستعداد ليوم الرحيل _ الذي قال فيه عز وجل ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ) صدق الله العظيم و قوله تعالى ( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية و أما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هي نار حامية ) صدق الله العظيم  هذا بالإضافة إلى   _ إفشاء السلام و إطعام الطعام  و صلة الأرحام و قيام الليل والناس نيام  لندخل  الجنة بسلام

"  التعاون على تحقيق الوئام والسلم الاجتماعيين عن طريق المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع لإحقاق الحق و العدل لأنهما أساس الحياة فالدولة تقوم على الكفر ولا تقوم على الظلم  لقوله تعالى ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) صدق الله العظيم وقوله عز وجل ( إن الله بأمر بالعدل والإحسان ) صدق الله العظيم  و لذلك علينا  جميعا أن نسعى إلى تحقيق الطمأنينة  والسعادة الذين هما المطلب  المنشود في الدنيا والآخرة  وللوصول إلى ذلك يجب الحرص على تطبيق القانون و احترام النظام العام و الوقوف في وجه الفوضى و الفساد و إشاعة قيم الإخاء و الحق و الإنصاف و الصبر وكل ذلك  بهدف أن تعم العافية  التي أجاب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة حين سألوه ماذا علينا أن نسأ الله ثلاثة مرات متتالية حيث كان جوابه في المرات الثلاثة أسألوا الله العافية  و قوله صلى الله عليه و سلم من أصبح معافى في بدنه وعنده قوة يومه فكأنما أوتي الدنيا بحذافيرها صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العافية لا يعادلها شيء إلا أن الإحساس بها لا يقدره إلا من يعاني من انعدامها كالمرضى و ضحايا  الفتن و  الحروب والعنف من الأيتام و الضعفاء و الجرحى و اللاجئين  و المتشردين و الأمثلة بادية لنا في سوريا و ليبيا واليمن والعراق و مالي و  الخ  والعياذ بالله حفظنا من كل  الفتن و الشرور و المكاره ما ظهر منها وما بطن آمين آمين آ مين

" محاربة الفقر عن طريق التكافل والتضامن الاجتماعيين و محاربة الفساد الإداري والمالي  امتثالا لقول رب العالمين ( و أنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق و أكون من الصالحين ) صدق الله العظيم  و قوله سبحانه وتعالى ( و لا تعثوا في الأرض فسادا ) صدق الله العظيم ولهذا  علينا  أن نحرص على إخراج الزكاة و الإكثار من الصدقات و عمل الخير وبث روح التضحية من أجل الآخرين  و في الإطار يقول الباري عز و جل ( فأما من أعطى و أتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى و ما يغني عنه ماله إذا تردى ) صدق الله العظيم  نبذ الكسل و فيما يخص الدولة فعليها أن تفعل سياساتها في محاربة الفقر عن طريق برامج  و مقاربات و مشاريع تنموية تراعي المدى البعيد هدفها تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المجالات  و أما محاربة الفساد الإداري والمالي فيكون بمحاسبة المتقاعسين عن القيام بمسؤولياتهم  اتجاه المواطنين و محاسبة مختلسي المال العمومي قضائيا و فضحهم علنا و حرمانهم من أي امتيازات مستقبلا ليكونوا عبرة للآخرين بحيث يقول عز و جل في هذا المضمار ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) صدق الله العظيم  بالإضافة إلى اختيار أصحاب الكفاءات و الاستقامة و السيرة المهنية الناجحة  لتولي المناصب والمسئوليات الخاصة بتسيير الشأن العام  و كذلك القضاء على المحسوبية و الزبونية  و الانتهازية  وتطبيق مبدأ المكافأة و الحساب في كل الأمور

"  ترسيخ  القيم النبيلة كالصدق و الوفاء و الأمانة  و التسامح و  الزهد و الرحمة  و الابتعاد عن  أمراض القلوب  كالحسد و الحقد  و الجور  و الخيانة  الغيبة و النميمة  و سوء الظن بالآخرين و الاعتداء عليهم لأن الله  يقول تعالى في هذا المجال ( يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم و لا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه و اتقوا الله إن الله تواب رحيم ) صدق الله العظيم  و قوله تعالى ( أم يحسدون الناس على ما ءاتاهم الله من فضله ) صدق الله العظيم  و  و قوله سبحانه عز وجل ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان و ايتاءي ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون ) صدق الله العظيم و قوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم ) صدق الله العظيم و يقول صلى الله عليه وسلم مخاطبا  في حجة الوداع _ كل المسلم حرام علي المسلم دمه و ماله وعرضه كحرمة يومكم هذا_

ومن هنا يتبين لكم  المقصد من وراء هذا المقال المتواضع و هو مضمون الرسالة المتمثل في أن نقف وقفة تأمل اتجاه أنفسنا و وطننا قبل فوات الأوان للحفاظ على ما أنعم الله  به علينا من العافية و الأمن والاستقرار و لا يتطلب ذلك  سوى تنازل و تضحية  كل واحد منا من أجل مصلحة البلاد  وفتح قلوبنا لبعضنا البعض للتشاور والتناصح و التسامح للمضي قدما نحو تعزيز وحدتنا و مكتسباتنا و تحقيق النماء و الازدهار

وفقنا الله جميعا للخير وحفظ بلادنا و بلاد المسلمين و جنبنا زيق أهل الزيق وفساد أهل الفساد آمين آمين آمين

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

د- محمد محمود ولد اعلي