رشوة الوزير بين جحود المنكرين وتعصب المغالين

أربعاء, 14/09/2016 - 10:37

على الرغم من أن تصريح معالي وزير الاقتصاد والمالية في المؤتمر الصحفي الأخير عن تقديمه مبلغا من المال "لصحفي مورد" كان صريحا وواضحا إلى حد تحديده للمبلغ باستيعابه لإيجار منزل الصحفي أو المورد ثلاثة أشهر ..

إلا أن انقسام من تفترض فيهم الغيرة على الشريعة والقانون أولا؛ والأخلاق وهيبة الدولة ثانيا إلى معسكرين يخدم كل منهما الراشي ؛ عوضا عن مطالبة الرئيس الذي أعلن الحرب على الفساد ــ وكان صارما في كل المواقف السابقةــ بإقالة الوزير الراشي ؛ شكل صدمة وانحدارا لا مثيل نحو قاع الطمع الوضيع ؛ والاستغلال الدنيئ ؛ فقد حاولوا جاهدين تضييع فرصة لفت نظر حامي الدستور ومحارب الفساد إلى أحد أهم القلاع التي تعتبر مستودع الفساد وحصنه المتين ..

فما بين جاحد منكر لما اعترف به الوزير على نفسه ملتمس له الأعذار؛ ومضلل للرأي العام ؛ ومحرف للدعوات البريئة التي أطلقها بعض مناصري برنامج التغيير البناء لإقالة الوزير وجعله عبرة لغيره من المندسين داخل التيار الإصلاحي الذي بشر به الرئيس محمد ولد عبد العزيز فجر الحركة التصحيحية ، متناسين أن خيار الحرب على الفساد لا رجعة فيه وأن العقاب الرادع بانتظار كل من تسول له نفسه السير عكس الاتجاه التصحيحي البناء الذي وضع قواعده وأرسى دعائمه فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأنه لا مكان فيه من قريب ولا من بعيد للراشين ولا المرتشين .. وآخر مغالي انحرف به تعصبه الموجه عن بعد باتجاه تجريم النظام محاولا وضع تصرف الوزير في إطارعام مستوحى من خياله المشوش الغارق في العمالة ؛ مطلقا العنان للتلفيقات والأكاذيب كعادته .. والحقيقة أن كلا المعسكرين يقف في المحطة الخاطئة ؛ فالرئيس الذي انتصر للفقراء صحة وسكنا وتعليما ؛ وجعل البلاد قبلة ومحجا للآخرين لاكتساب التجارب والخبرات سواء في مجال التسيير أوالأمن أو التشغيل واستغلال الطاقات بأصنافها.. لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام تصرف فردي شاءت الصدف أن ينكشف صاحبه بعد طول تستر وادعاء للإصلاح ، وبالتالي فإن الموقف الذي يجب أن يتخذ في حق صاحبه ستحدده قيادة رشيدة قدمت للوطن والمواطن ما عجز الآخرون عن تقديم ولو جزء يسير منه خلال نصف قرن من الزمن ، ونحن واثقون من أن مطلبنا كغيورين على مسيرة التغيير البناء وحرصنا على أن تظل صفحتها بيضاء نقية سيؤخذ على محمل الجد فما عهدنا من الرئيس المؤسس إلا الوقوف في وجوه كل من تسول له نفسه نقض ما بنته مسيرة التغيير البناء خلال السنوات الماضية .

أحمد ولد الدوه \ إعلامي