طريقة تجسّس الحكومات على الهواتف: الهاتف يتحوّل إلى جهاز تسجيل سري

اثنين, 12/09/2016 - 09:23

إذا أرادت أي جهة التنصت على هواتف «آي فون» الذكية، دون معرفة أصحابها، لتطّلع على كل شيء عليها مثل الأصوات والرسائل والموقع، فإن ذلك سيكلف 650 ألف دولار، بجانب 500 ألف دولار لتركيب الجهاز، الذي تنتجه شركة إسرائيلية تُسمى «NSO»، حسب ما ذكر موقع «نيويورك تايمز».

وشركة «NSO» واحدة من الشركات المتخصصة في بيع أدوات ووسائل المراقبة، التي تتبع كل الأنشطة على الهواتف الذكية، مثل موقع المستخدم وقائمة الاتصالات، كما أن تلك الوسائل لديها القدرة على تحويل الهاتف لجهاز تسجيل سري، دون معرفة صاحبه.

وقد ظلّ نشاط تلك الشركة والخدمات التي تقدمها سرية حتى وقت قريب إلا أنه خلال الشهر الماضي، كشف متخصصو الأمن محاولات للدخول على هاتف «آي فون» الخاص بناشط حقوقي إماراتي، كما تم اكتشاف محاولة لاختراق هاتف صحفي مكسيكي، كان يكتب عن فساد الحكومة المكسيكية.

وقد رصدت «نيويورك تايمز» كيفية التعاقد والاتفاق مع تلك الشركة، وكيف تعمل تلك الشركة في هذا المجال، فالشركة هي واحدة من عشرات الشركات التي تعمل في مجال التجسس التكنولوجي، والتي تتبع كل الأنشطة التي تحدث على الهاتف الذكي.

وتلك الشركة تُسوّق خدماتها للحكومات وأجهزة تنفيذ القانون حول العالم، ولكن تلك الشركة تبرر أهمية نشاطها من الترويج لأهميته في تتبع الإرهابيين والخاطفين ومهربي المخدرات، ويبدو ذلك واضحًا من الشعار الذي تحمله الشركة وهو «اجعل العالم مكانًا آمنًا».

والشركة لديها تعليمات مشددة في الإفصاح عن المتعاملين معها، فهناك جهات تستخدم خدمات الشركة في تتبع الصحفيين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان، ما جعل البعض ينتقد نشاطها.

وقد أصبح الطلب على خدمات تلك الشركة أعلى، مع إجراءات التشفير والخصوصية التي تطبقها «أبل وفيس بوك وجوجل»، لحماية البيانات الموجودة على أنظمتها، ما يجعل عملية تتبع المستخدمين والتنصت عليهم، من قبل الحكومات، أصعب.

ويستغل نظام التجسس لشركة NSO بعض الثغرات في أنظمة تشفير البيانات، وذلك من خلال النقر عن طريق الخطأ على روابط خبيثة، أو من خلال استغلال عيوب لم يتم اكتشافها، فقد استفادت الشركة من 3 عيوب في برامج «أبل»، تم اكتشافها فقط الشهر الماضي.

ورغم أن إسرائيل تضع قيودًا على صادراتها من الأسلحة التكنولوجية إلا أنها لا تُمانع في مبيعات شركة NSO حتى الآن، فالشركة تنمو بشكل واضح وأعمالها في ازدهار.

ويقول زامير داهباش، المتحدث الرسمي باسم الشركة،  إن مبيعات وخدمات الشركة لا تباع إلا للحكومات المعترف بها، كما أن استخدامها يقتصر فقط على التحريات الجنائية وفي مجال الإرهاب.

وتضع الشركة قائمة بأسعار خدماتها، كالتالي: للتجسس على 10 مستخدمي «آي فون» تكون التكلفة 650 ألف دولار، وللتجسس على 10 مستخدمي «أندرويد» تكون التكلفة أيضًا 650 ألف دولار، أما للتجسس على 5 مستخدمي «بلاك بيري» تكون التكلفة 500 ألف دولار، أما تكلفة التركيب فتبلغ 500 ألف دولار.

وكلما زاد عدد المستخدمين المطلوب التجسس عليهم، قلّت تكلفة الخدمة، فإضافة 100 مستخدم سيكلف 800 ألف دولار، ولزيادة 50 ستكون التكلفة 500 ألف دولار، ولزيادة 20 مستخدمًا ستكون التكلفة 250 ألف دولار، ولزيادة 10 فقط ستتكلف 150 ألف دولار، كما أن هناك صيانة سنوية تكلف 17% من إجمالي المبلغ المدفوع.