ناشط من الحزب الحاكم يكشف عن ممارسات عنصرية في اركيز -تفاصيل مرعبة

أحد, 14/08/2016 - 10:29

تعيش مدينة اركيز هذه الأيام على وقع حدث تأباه القيم و يعافه العقل و يهدد فعلا  السلم الأهلي ... شاب من العبيد السابقين عمره 28 سنة يضرب حتى أخر رمق من حياته من طرف 6 فتية تأديبا له على تحديه لأحد أفراد من طبقة الأسياد  و السلطة تتعامل مع الملف ببرودة

الشاب هو الشيخ ولد ابراهيم ولد أوريزك باع كبشا للعمدة محمد ولد أحمدواه بمبلغ زهيد و جاء عدة مرات مطالبا بمستحقاته  عند مسير مخبزة لأسرة العمدة (أهل احمدواه)  . لكن المسير المذكور (عبد الله ولد ابي ) تعمد مماطلته و التعامل معه باستخفاف أزعج الشاب الميسور الحال . وقعت مشادات كلامية بين الإثنين حين نفد صبر المستحِق..في اليوم الموالي اجتمع عدد من أبناء الرجل و إخوته و قرروا تأديب  الشاب كما يُفعل عادة بالعبيد في هذه الربوع .   و ضربوه ضربا مبرحا حمل على إثره إلى المستشفى بروصو متألما بجراح نازفة بالرأس و البطرن

و الغريب في الأمر أن هذا النوع من التعامل مع العبيد عملة رائجة في اركيز  و خاصة في قرية انكرمدي و القرى المجاورة حيث مازال ضرب العبيد و التنكيل بهم سائد حتى اليوم و أن من يمارس هذا النوع من التصرف هم عادة المسؤولون السامون في الدولة أو من يقفون خلفهم:

لا يعرف سكان انكرمدي حتى الآن أن ثمة دولة  رغم أن الدولة هي التي تقف خلف أسرة أهل احمدواه و تمدهم بالمال و الوظائف السامية إلا أنهم مازالوا يتعاملون مع العبيد بمنطق الجاهلية من ضرب و ازدراء  و غير ذلك رغم الرصيد النضالي الذي يعرف لعبد الله السالم ولد احمدواه و رغم حصول ابنه محمد على منصبين في الدولة : منصب  انتخابي ( عمدة اركيز) و منصب سياسي ( أمين عام وزارة المياه و الصرف الصحي على حساب بقية سكان اركيز.

في نفس القرية قبل سنة من الآن قام السيد احميد ولد عبد الله السالم ولد أحمدوواه بصفع أمته على الوجه حين شتمها ابنه و أساء إليها بعبارات نابية  فردت عليه بالمثل ولم يكن الأمر غريب في القرية

 من مشاكل اركيز الكثيرة و المهددة للسلم الأهلي كذلك :  أمة أخرى في اركيز تطالب زوجها بنفقة عياله فيرض و يحكم لها القضاء بالنفقة و  يأمر الوكيل بتنفيذ الحكم فتتدخل جهات نافذة في القبيلة و تمنع تنفيذ الحكم  القضائي . و الرجل يتذرع بمنع النفقة على عياله بأن الأمة لا تجب نفقتها إلا على سيدها (فقه النخاسة)

   يوم الفطر الماضي جاءت غنم لمخزن لأحد كبار أثرياء اركيز السيد الحسن ولد الشيخ ( شقيق وزير الثقافة الحالي ) و يوجد في المخزن بعض الأعلام و الأسمدة . فأكلت الغنم مما في المخزن و جواره و قد مات عدد كبير من تلك الغنم بفعل السموم. وفي نفس الوقت حضر الطبيب البيطري لمعاينة الحادث  و عاينه الدرك أيضا و صدر أمر من السلطة بضرورة بناء حائط حول المخزن يحفظ الغنم و الأطفال من الإقتراب منه،  لكن الرجل الثري رفض تنفيذ ذلك الأمر و بقيت السلطات عاجزة عن إقناعه بضرورة تأمين حياة الناس و أغنامهم  من السم المتناثر حول المخزن  

تعيش بلدية اركيز على عقلية جاهلية بغيضة لا احترام فيها لأي إنسان و..البلدية تحاصرها الأساخ وخدماتها منعدمة و قد وزعت فيها الكرباء بطرق غير عادلة بين السكان يلعب فيها اللون و الأصول أكبر دور.

 فعلى الرغم من التوجه المعلن للدولة في محاربة الرق و آثاره و على الرغم من أن مسؤولي الدولة أولى  بتنفيذ تلك الإرادة فإن مسؤولي اركيز و أثريائه المستفيدين من الدولة يعملون عكس ذلك التوجه و يعملون فعلا على تمزيق وحدة الشعب و لحمته  خاصة على مستوى انكرمدي و القرى المجاورة لها

كل هذه التصرفات تؤدي إلى نشر الكراهية بين لحراطين والبيظان لأنه لا يمكن أن تكون الدولة في الطرف الظالم دائما و مسؤوليها هم الذين ينفذون هذه العداوات وهذا التأجيج .فهذا لا محالة مسمار في نعش الوحدة الوطنية  إذ كيف تكون جهة طاغية بقوة الدولة ووظائفها و مسؤولياتها  و امتيازاتها و الطرف الآخر يفهم من حين لآخر أن الدولة ليست لصالحه ...

أجمدو ولد بلال ولد المان

ناشط في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في اركيز