عندما ما تشعر بأنك بدون وطن

أربعاء, 13/07/2016 - 08:05

أقنعتني والدتي رحمها الله بقصيدة بلادي وإن جارت علي عزيزة ... وأهلي وإن ضنوا علي كرام؟ للشاعر لشريف قتاده أبوعزيز، تولى أمارة مكه المكرمة عام 597 هـ وتوفي عام 617 ه، لكن مع مرور الزمن و وضوح الصورة في خيالي و نضج أفكاري أدركت أنها مجرد مقولة أو قصيدة تعلمنا قبول الواقع و عدم رفض الظلم و التصدي له و الوقوف في وجهه، مما يؤكد أننا سوف نتعرض لظلم حتي في أوطاننا التي يحب أن تكون هي المأوي و الملجأ بالنسبة لنا و التي تمكنا من التعبير عن ما يختلج في ضمائرنا و ما نراه مناسبا لتطورنا، لقد استحضرت هذه القصيدة أو هذه الأبيات و أنا أتابع بغلق شديد ما يتعرض له سكان أدباي في تفرغ زينة من ظلم وقهر و تشريد من طرف السلطات في وقت تفتخر فيه السلطات بأنها رائدة في ميدان صيانة الحقوق و الدفاع عنها و أنها تقوم بالعديد من المبادرات الرامية إلي إسعاد المواطن ورفاهيته و أن الثورة التنموية التي يشهدها البلد الغرض منها هو الإنسان الموريتاني بغض النظر عن شكله ولونه و عرقه و انتمائه السياسي في الوقت الذي تتعرض فيه طبقات واسعة من المواطنين الموريتانيين العزل للقهر و التنكيل و المصادرة و السجن و الملاحقات البوليسية لا لذنب ارتكبوه سوي أنهم رفضوا الظلم و القهر وصاحوا بصوت عالي و أمام الجميع نريد المساواة نريد الحرية نريد الإعتاق، عندها شعرت بلادي وإن جارت علي عزيزة بأنها في خطر و أن عليها التحرك لوضع حد لهذه الأصوات الرافضة للظلم و القهر فجهزت شبابها و أحزابها و علمائها و جهلتها و فناويها و شرطتها ودركها وحرسها و أسندت لهم مهمة التحطيم و التكسير و التوقيف في وقت تلتزم فيها الأحزاب الصمت و يقوم فيه العلماء و الجهلاء بتجريم و تحريم التظاهر السلمي و الاحتجاج من أجل الحقوق التي تكفلها القوانين و الأعراف الدولية المعمول بها و المصادق عليه من طرف الجمهورية الإسلامية الموريتانية، في الجانب المقابل  و من ما يؤسف له قادة رأي و شخصيات مرجعية من العبيد و العبيد السابقين تتخذهم الدولة و أجهزتها الإستخباراتية لإشعال الفتنة و تضخيم الوضع مقابل مزايا و امتيازات شخصية قد لا تخدم القضية و يتضح هذا التوجه المشين و المفضوح و المردود علي أهله من خلال السرعة الفائقة في توجيه الاتهامات و القذف و السب و التشويه لحركة إيرا الإنعتاقية وزعيمها بيرام ولد الداه ولذ أعبيد وهو التوجه الذي أكدته المعطيات الميدانية فكل المواقع و التدوينات و التغريدات تصب في مجملها علي أن هناك تصفية حسابات بين البعض وهذه الحركة ورئيسها وقد لا تخلوا هذه الصراعات من توجيه أصابع الاتهام لفئات معينة دون أخري فالزنوج  أو المتزنجين الهاليبولار في حركة إيرا الإنعتاقية كانوا  ضحية لمؤامرة مفضوحة من طرف المخابرات الموريتانية حيث أن إقحامهم في قضية أدباي تفرغ زينة مجرد جرهم نحو مسلسل آخر من مسلسلات الظلم و القهر و المصادرة،  الوطن يجب أن يكفل لكل المواطنين الحياة الكريمة التي يجب أن يعيشها كل واحد على ارض هذا الوطن بعز وكرامة ، بشموخ وآباء، أن يحس الجميع أنهم سواسية في الحقوق والواجبات و القانون، مع اختلاف الطبقات ولكن ليس بالتفاوت الضخم بين الطبقات لدرجة آن يعيش " البعض" في قصور مشيدة من ميزانية الدولة والبعض الأخر في " صناديق" لعدم توفر"ميزانيه" لتوفير قطع أرضية لأصحاب الدخل المحدود . الوطن يجب أن يكفل للجميع حياة كريمه، راتب جيد ، تعليم جيد، عناية صحية لا غبار عليها ، الرئيس يجب أن يساوي ويعدل بين مختلف طبقات الشعب، ضع القوانين وطبقها على الجميع دون استثناء وان استثنيت فيكون للجميع وليس  للطبقة الشيوخ والأعيان والسادة" ، امنح مساعدات لكل محتاج وليس " للشيوخ والسادة والأعيان" فليس هناك من يفضل أن يسد في وجهه باب أو يرد عليه بطريقة غير لائقة إن لم يكن محتاج، اعدلوا بين الناس يا أصحاب القرار ولكم من الجميع التقدير والاحترام. الوطن للجميع فلا تجعلوه لفئة دون الأخرى. العدل يا مسئولين ما يرغب فيه كل مواطن ولن تسمعوا بعد ذلك أي تذمر أو تأفف أو شكوى وسوف تطوي إيرا ملفاتها و سوف يدخل عملائكم في جحورهم و تعطوا لهم عطلة أبيولوجية مقابل مزايا أنتم أعلم بها، سوف نعلن حركة أفلام ولا تلمس جنسيتي و 25 فبراير و ماني شاري كزوال الهدنة سيعلن المدونون و المغردون و مستخدمي وسائط الاتصال التهدئة ، سوف لن يشهر حذاء في وجه مسئول حكومي ولا يتحطم باص للشرطة و لن تستقبل المخافر أي غاضبين و لا رافضين ولن يجد المقررون الدوليون ما يكتبونه في تقريرهم العدل هو من الموازين التي وضعها الله للخلق، وهو الصفة التي أمر بها وحث عليها، فالعدل من محاسن الأخلاق ومكارمها التي دعا إليها الإسلام، حيث يقول جل وعلا: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ } [النحل / 90]، والعدل هو الذي تستقيم فيه الحياة البشرية وتصلح، فكثيرًا ما نسمع هذا المثل: (العدل أساس الملك)، فهو حقًا أساس الملك، وأساس التماسك والترابط والتعاون في المجتمع.

بقلم : حمين سيدي أمعيبس

 حقوقي/كاتب صحفي مستقل