موريتانيا أرض العرب

اثنين, 11/07/2016 - 08:40

تختزل موريتانيا في تضاريسها تنوع التضاريس في البلاد العربية من مشرقها إلى مغربها , من جبال وأودية و وهاد وبحار وأنهار وكثبان وسهول وروابي وغدران وتلال و ..., وهو تنوع يشي بما تحتضن هذه الأرض من حب للعرب عبر التاريخ وكأن جغرافيتها تحافظ على تقاسيم الوجه الموريتاني المشرئب إلى منبعه الطيب وأرومته الأولى , ولا غرو فقصصنا تحكي ذلك التاريخ وتتمثله ونتوجه في صلاتنا وحجنا إلى هناك ونستلهم نضالنا من ذلك التاريخ المرصع بجواهر الأبطال والفرسان والتضحيات !!.

لذلك لاغرابة أن تحس الشعوب العربية بأهمية هذا الركن من وطنها الكبير وأن تتطلع إلى زيارته كلما وجدت سانحة وأن تعرف آدابه وأشعاره و محاظره وعلماءه وصلحاءه, فقد كان قادة العرب من ملوك وأمراء و رؤساء في التاريخ الحديث على وعي كامل بتلك الحقائق فقدموا الدعم المادي والمعنوي لموريتانيا الحديثة إسهاما في بناء جزء من وطنهم لا ينسيهم فيه بعد الشقة ولا نأي الإخوة .

وقد تعلق الشنقيطي قديما وحديثا بالعرب والعربية وجسد بذلك كل معاني الترابط والتواصل والتكامل :

إنا محبوك يا سينا فحيينــــــــــــــــا     وشاطرينا أساك المر يا سينــــــــا

فنحن في الغرب جزأ منك مغترب      وأنت في الشرق جزأ من أراضينا

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل بكى الموريتاني نكبات وطنه العربي وعاشها لحظة بلحظة كأنه يباشر الأحداث أثناء وقوعها من فرط اهتمامه بأجزاء الوطن العربي الكبير:

بيروت كل القارعات ســــــلام       ذهب الرجال ودالت الأيام

البحر حولك موجة من دمعنا      ودمعنا للسامرين مــــــــدام  

إن المواطن العربي وهو يتجول في الأرض الموريتانية لا يحس إلا أنه يتجول في تاريخ بلاده القديم والجديد , كرم ضيافة ,وشهامة , ونبل , وفروسية , وأمن وعافية , وعلم يُتدارس وقلعة من قلاع الإسلام والوسطية واحتضان الآخر , فليست شنقيط ووادان وتيشيت وولاته إلا امتداد للإسكندرية ومكة والجليل والطائف وحضرموت ,وليس إكيدي والشرك والساحل في موريتانيا إلا تهامة والطائف ونجد والحجاز والشام والعراق ومصر, فحمير وبني معقل والفلان أغصان من تلك الدوحة الوارفة الظلال الشامخة شموخ الأزل .

والعرب حين يجتمعون في نواكشوط إنما يقومون بواجب معرفة وطنهم يتفقدون جزء منه فليس هؤلاء القادة العظام إلا ممثلين لأهلنا وأبناء عمومتنا في أنحاء وطننا العربي, فنحن نشكر فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الذي أتاح لنا فرصة التلاقي والتواصل بعد التنائي!  ونحن نرحب بهؤلاء وشعوبهم ونحتضنهم في أرض شنقيط أرض موريتانيا الطيبة السخية المضيافة أرض كل العرب..!

 

سيداتي ولد سيد الخير

 [email protected]