فبــــــــــــــــــــــــركة

اثنين, 04/07/2016 - 17:55

لاشك أن معظم معانات شريحة لحراطين قد ظلت مهمولة ردحا طويلا من الزمن في توابيت مغلقة بالقصد والحسد والنسيان وعاديات الزمان، لتنتظر عن كشف النقاب من لدن أصحاب النوايا الحسنة ورجال المبادرات الحية الفاعلة والرؤية الثاقبة....... فالدرس الذي نالته القوات الأمنية العنصرية يوم القضب العفوي، في كزرة (بو عماتو) أو دباي بوعماتو كما يحلو للعارفين أن يسموها، كان صفارة إنذار يا أصحاب العقول... من قبل بعض المواطنين الذين عضتهم سنين الفقر و النسيان داخل وطنهم بلا مأوى ولا مأكلا ولا مشرب، يصارعون الرمال التي تملؤ صحونهم قبل قوتهم، وفي أعرشة متهالكة وكأنهم مشردي حرب الصومال أو سوريا ينتظرون الفرج من عند خالقهم، ليخرج علينا الإعلام بوجه الفتاك الذي طالما تمنينا أن يتغير من التضليل إلى التنوير ومن العنصرية إلى المساواة ومن الخوف إلى الحرية ومن النفاق الإعلامي إلى الإخلاص الجماهري فعكست وسائلكم الإعلامية العنصرية التعتيمية، بفعل المنتحلين لصفة الصحافة والمتملقين لكل حاكم والمتآمرين على كل محكوم، وقالوا أن (إيرا) هي من وراء ذلك، كما ترجمته بعد ذلك بقليل مخابراتكم بالقبض على النائب الثالث لرئيس حركة إيرا الإنعتاقية أمادو تجاني جوب، ورئيس مكتب السبخة عبد الله الملقب فيه، ونائبه موسى بيرام، وخطري ولد الراحل وجمال بليل، وأحمد حمدي، وحمادة لحبوس، ومحمد جار.......وتبقى الإعتقالات متواصلة! من دون أبسط أي تفكير في أن ذلك قد يؤدي إلى إشتعال حرب أهلية أو عرقية، أود هنا أن أوضح للرأي العام بكل موضوعية ودون خوف ولا طمع موقفنا مما حدث في ( دباي بوعماتو) أولا: إن حــــركة إيرا المجيدة هي أكثر حراك شهدته الساحات الميدانية الموريتانية في الآونة الأخيرة سلمية، وتشهد على ذلك شوارع انواكشوط، وروصو وكهيدي وألاك، أيام سنجن زعمائها، ولا أحد منكم يمتلك دليلا واحد على أنها قامت بأعمال عنف أو شغب أو حتى إحتكاك مع عناصر الشرطة القمعية، رغم ما فعلوا بمناضليها الشرفاء الباسلين من تعذيب وتنكيل وضرب متعمد وخاصة من الشرطة ذات البشرة البيضاء الذين يرون المسألة شخصية وضدهم، لكنهم أصروا على مواجهتهم بالسلم لمدة سنة وستة أشهر حتى تم الإفراج عن قادتها مرفوعين الرأس. ثانيا: لــــــو كان هناك تنسيق كما تزعمون، لتواجدنا بكاملنا في تلك الساحة بكافة مناضلينا الصامدين كما عهدتم منا في جميع وقفاتنا ومسيراتنا وخرجاتنا، ولن نتخلى عن شبر من تلك الأراضي التي تمنحونها لمصاصي الدماء من تجار وضباط ونافذي البيظان، مع العلم أن بعض النشطاء من الحراكات الأخرى حضروا عين المكان، وتجاهلتهم مخابرات الدولة البيظانية، مما أكد لنا أن في ذلك التجاهل أنها فبركة. وثالثا: حـــــركة إيرا حركة سلمية وحازت على جوائز دولية ذات طابع سلمي، وستبقى تحصدها سلمية إن أردتم ذالك أو أبيتم، وستبقى تواجه دولة البيظان ذات الطابع العنصري في الرئاسة والوزارة والإدارة والجيش والأمن والإقتصاد والتعليم...، كما ستواجه فقهاء البيظان الذين يغلفون كل شيء بإسم الدين " دين الفروع "، وصحافة البيظان الكاذبة الآثمة وسنبقى نواصل نضالنا رغم الإكراهات الجاحفة في حقنا حتى تزول وطأة الإستعباد والإستغلال والغبن المجحف في حق هذه الشريحة المقلوبة على أمرها حتى تزاح تراكمات الأتربة وغبار شبه تاريخ تاريخ أحادي كتبه القالب المتحكم الذي حكم علينا بالدونية لنخلف محلها تاريخا بذاكرة مشتركة ومتخيل مشترك لجميع الموريتانين دون إستثناء، حتى تسود العدالة والمساواة بين الجميع....إلخ

بقلـــــم : مولاي مسعود.