اتهامات لحزب البريكسيت بالتواطؤ في تسريب ملفات أطاحت بسفير لندن

أحد, 14/07/2019 - 12:23

شرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا عن تداعيات الأزمة بين بريطانيا والولايات المتحدة التي أجبر فيها السفير في واشنطن على الإستقالة بسبب إغلاق الرئيس دونالد ترامب كل السبل أمامه لمواصلة عمله الدبلوماسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن حزب البريكسيت الذي يتزعمه اليميني نايجل فاراج يقف الآن وسط فضيحة التسريب التي أطاحت بسير كيم داروك.

وجاء في التقرير الذي أعده كل من اندرو غيلغان وتيم شيبمان أن تورط فاراج فيما يطلق عليها بـ”ملفات ترامب” جاء بسبب علاقته مع الصحافي الذي أدى تقريره للإطاحة بداروك.

وجاءت العلاقة من خلال ريتشارد تايس، النائب في البرلمان الأوروبي، الذي يقيم علاقة مع إزابيل أوكشوت التي نشرت التسريبات الدبلوماسية في الأسبوع الماضي ووصف فيها داروك الرئيس ترامب بالمعتوه وغير المرتب وإدارته بالعاجزة، مما أجبره على الإستقالة عندما قال ترامب إنه لن يعمل معه.

وقالت مصادر أمنية إنه تم تحديد المشتبه به في تسريب البرقيات الدبلوماسية وسط مخاوف داخل الحكومة البريطانية من شخصية “كيم فيليبي مؤيد للبريكسيت” (في إشارة للعميل كيم فيلبي الذي تجسس لصالح السوفييت) موجود داخل الحكومة ويحاول إضعاف المسؤولين الذين لا يدعمون الخروج من الإتحاد الأوروبي.

وتعتقد شرطة اسكتلند يارد والخدمات الأمنية أن موظفا من داخل مؤسسة الخدمة المدنية بمنفذ على الملفات التاريخية لوزارة الخارجية هو الذي قام بعملية المداهمة وسرقة الملفات.

وفي الوقت الذي تقترب الشرطة فيه من تحديد الجاسوس، قال أصدقاء تايس 54 عاما وأشكوت، 45 عاما أنهما بدءا علاقة عاطفية منذ العام الماضي. ونفى تايس وأشكوت أن يكون له علاقة بتسريب الملفات أو التعامل معها. فيما كتب تايس تغريدة نفى فيها رغبته بتغيير السفير في واشنطن.

وعلقت الصحيفة أن التقارير عن دور عضو في حزب البريكسيت الذي فاز بغالبية مقاعد بريطانيا في البرلمان الأوروبي يعمل على تغيير السفير واستبداله بـ”رجل أعمال مؤيد للبريكسيت”. وعندما تم الكشف عن الوثائق الأحد الماضي كتب فاراج مقالا دعا فيه لطرد داروك وتعيين رجل أعمال مكانه، فيما كتب تايس تغريدة عبر فيها عن نفس الرأي.

وقال دبلوماسي بريطاني “يبدو أن هناك بصمات لحزب البريكسيت ولمؤيدة فراج حول هذه القضية”. وكشفت صحيفة “ميل أون صاندي” التي اطاحت تسريباتها بداروك عن مواد أخرى يوم الأحد كشفت فيها عن أن ترامب قرر الخروج من الإتفاقية النووية التي وقعتها الولايات المتحدة ودولا أخرى مع إيران “نكاية” في الرئيس باراك أوباما لا لأن الإتفاقية غير فعالة.

ولم ينف تايس مناقشة أوكشوت البرقيات الأولى معه قبل نشرها “لا أريد الخوض في التفاصيل حول حوار شخصي وخاص. وعرفت بها في نفس الوقت الذي كانت وزارة الخارجية تعرف بها”. وقال صديق لهما “لم تكن علاقة إزابيل وريتشارد سرا في ويستمنستر. وسيؤدي هذا بلا شك لنظريات مؤامرة ولكن لا علاقة بالمطلق له (تايس) في الحصول والتعامل مع الملفات ولم يرها”.

وقالت اسكتلند يارد يوم الجمعة إنها فتحت تحقيقات جنائيا في التسريب، فيما قال نواب إن مسؤولين من وحدة الأمن الألكتروني في مركز التنصت المعروف باسم “جي سي أتش كيو” إنهم يحاولون تحديد الجاسوس الذي يقف وراء التسريبات.

وعمل المركز مع وكالة الإستخبارات الخارجية (أم أي 6) وتم استبعاد نظرية أن تكون عملية التسريب هي نتيجة قرصنة أجنبية على أجهزة الكمبيوتر. ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة قوله “إنهم كل المصادر المتوفرة لديهم ويعتقدون أنهم توصلوا للشخص الذي سرب المواد، والأمر يتعلق بتشكيل قضية يمكن أن تقبلها المحكمة، وهي تتعلق بشخص توصل إلى الملفات التاريخية وذهب وأخذ المواد”.