قناة تلغي برنامجاً حوارياً بعد انتحار أحد ضيوفه

جمعة, 17/05/2019 - 07:11

أعلنت أمس شبكة (آي تي في) أنّ برنامج "جيريمي كايل شو"، قد توقّف نهائياً، بعد انتحار أحد ضيوفه، واحتجاج صاخب لإلغائه من قبل النواب والجمهور، لكن المحطة ستواصل العمل مع كايل في مشروعات أخرى.
وقالت كارولين مكول، المديرة التنفيذيّة لشركة «آي تي في» في بيان: "بالنظر إلى خطورة الأحداث الأخيرة، قرّرنا إنهاء إنتاج برنامج جيريمي كايل". 
وأضافت: "كان لدى (جيريمي كايل شو) جمهور مخلص، من فريق إنتاج متخصص منذ 14 سنة، ولكن الآن إنّه الوقت المناسب لإنهاء هذا العرض".

وكانت شبكة (آي تي في)، قد أوقفت عرض البرنامج الحواري إلى أجل غير مسمى، بعد انتحار أحد ضيوفه، ويدعى ستيف دايموند البالغ من العمر 63 سنة، إثر فشله في اجتياز اختبار كشف الكذب، بعد أسبوع من تصوير الحلقة.
ودخل دايموند في اختبار كشف الكذب في البرنامج لإقناع خطيبته جين كالاهان، بأنّه كان مخلصاً تماماً لها، ولكنّها هجرته وانفصلا بعد أن فشل في اجتياز الاختبار. 

وقالت شبكة (آي تي في) إنّ الموظفين وفريق العمل والإنتاج كانوا في صدمة عميقة وحزن شديد إثر معرفتهم بوفاة الضيف وإن الحلقة قيد المراجعة قبل عرضها.
ودعا النائب تشارلز والكر، من حزب المحافظين، والعضو باللجنة البرلمانية لشؤون الوقاية من الانتحار والإيذاء الذاتي، إلى وقف عرض البرنامج الحواري. قائلاً: "لقد استنفد برنامج (جيريمي كايل شو) المعنى المرجو من عرضه. لقد جنح عن أغراضه الرئيسية منذ وقت طويل. وباعتبار أنّه أسبوع التوعية بالصحة العقلية، فأفضل ما يمكن لشبكة (آي تي في) أن تفعله هو الإعلان عن عدم عرض المزيد من حلقات البرنامج".
ووصف والكر الأمر بقوله: "إنه نمط غير جذاب من البرامج التلفزيونية، بناء على استغلال حالات الضعف والاستقواء عليها. وأسلوب البرنامج غير متوافق مع المجتمع الواعي المسؤول وشبكة البث التلفزيوني المسؤولة". 

وأضاف النائب البرلماني المحافظ في بيانه: "لا أعتقد أنّ برنامج (جيريمي كايل شو) وأولئك المعنيين بأمره سيستشعرون حس المسؤولية وحس الحزن العميق على ما حدث، ولا بالدرجة الكافية المكافئة لأسرة الرجل المتوفى".
من جانبه، أفاد النائب داميان كولينز، رئيس لجنة مجلس العموم الرّقمية والثّقافية والإعلامية والرياضية: بأن "تتحمل شركات البث التلفزيوني مسؤولية رعاية الأشخاص الذين يشاركون في برامجهم المذاعة". ف

ي حين أنّ النائب المحافظ سيمون هارت، وهو من أعضاء اللجنة أيضا، وصف البرنامج بأنّه مثل برامج "تحطيم السيارات" التلفزيونية التي تكسب من خسائر الآخرين ومصائبهم وربما من نقاط ضعفهم في كثير من الأحيان.
وتقول هوني لانغكاستر جيمس، المختصة في علم النّفس الإعلامي، التي عملت مع برامج شبكة (آي تي في)، بما في ذلك برنامج (لاف لاند): "أعتقد أنّ نمط برنامج (جيريمي كايل شو) هو أحد الأنماط التي يمكننا بل وينبغي علينا الابتعاد عنها تماما" 

وأضافت: "من الممكن أن يكون التلفاز مسليا ما دام أنّه لا يتعلق ولا يدور حول الإذلال المحتمل للضيوف الذين يعانون في حياتهم من مجموعة متنوعة من الصعوبات والمعاناة، مثل الإدمان".
وقال عالم النفس السلوكي جو هيمينغز، الذي عمل في برامج تلفزيونية مثل "بيغ براذر"، لقد حان الوقت لشبكة (آي تي في) أن تغلق ذلك البرنامج. إنّه نوع قديم من البرامج التلفزيونية، وربما كان جيداً حال إطلاقه للمرة الأولى منذ سنوات، ولكن يبدو الأمر الآن خارجا عن المسار مع اهتمامه بقضايا الصّحة العقلية للضيوف.
أمّا جين كالاهان خطيبة دايموند السّابقة، فقالت: "كانت لديه معاناته الخاصة التي يخوضها بكل هدوء"، ولكنّها أشادت بفريق العمل في البرنامج الحواري وبجهود الرعاية اللاحقة التي يوفرونها.