برلين السينمائي يعرض فيلمًا محظورًا في المغرب منذ 45 عامًا‎

اثنين, 11/02/2019 - 06:49

 

يحضر المغرب في الدورة 69 لمهرجان برلين السينمائي الدولي بفيلمين ، "نزهة ليلية" و "أحداث بدون دلالة" ، ويعرض هذا الأخير لأول مرة في فئة "فوروم كوكبة من الأرشيف" ، حيث تم منعه في المغرب قبل 45 عامًا.

فيلم "أحداث بدون دلالة" من إخراج مصطفى الدرقاوي ، تم تصويره سنة 1974 ، وعرف مشاركة العديد من الأسماء الوازنة في مجال التمثيل و الموسيقى و الرسم و الصحافة بالمغرب، تكاثفوا بهدف إبداع فيلم قريب للواقع المغربي.

المخرج كان وقتها في الثلاثين من عمره ، عاد إلى المغرب بعد دراسته في معهد السينما "لودز" ببولونيا ، و الذي تخرج منه عدد من المخرجين المعروفين مثل رمان بولونسكي ، وكان يحلم بإنجاز فيلم بكادرات مقربة من وجوه الممثلين وحركاتهم.

وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الشباب المثقف الحالم المثالي ، وهم يجوبون أزقة الدار البيضاء وحاناتها وميناءها ، بحثا عن فكرة لإنجاز فيلم قريب من المواطن المغربي في سبعينيات القرن الماضي، التي تعرف بسنوات الرصاص ، بسبب موجة الاعتقالات التي عرفتها ، نتيجة التوتر السياسي بين اليسار و القصر.

ولتمويل الفيلم ، اقترح صديق للمخرج تنظيم مزاد علني للوحات فنية داخل منزله ، وقام العديد من الفنانين التشكيليين المعروفين نهاية 1973 بالتبرع بلوحاتهم مجانًا ، كمساهمة منهم ، أبرزهم محمد قاسمي و محمد شبعة .

كما تمكن المخرج من إقناع أسماء معروفة بالمشاركة ، مثل محمد الدرهم نجم مجموعة جيل جيلالة ، وعبد العزيز الطاهري وعمر السيد نجمي مجموعة ناس الغيوان، و الصحفي المعروف خالد الجامعي، والشاعر مصطفى نيسابوري و المخرج شفيق السحيمي، أما موسيقى الفيلم فكانت من إبداع الفنان البولوني Włodzimierz Nahorny.

"كانت تجربة فريدة ، لأن هذا الفيلم أنجز تقريبًا بدون مال"، حسب تصريح سابق لمخرجه لموقع "تيل كيل"،إلا أن السلطات المغربية ، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ، أصدرت الأمر بمنع عرضه ، واعتبرته "غير مناسب للمغرب".

ولم يرفع الحظر عنه حتى التسعينيات ، واليوم تم ترميم نسخة الفيلم لإعادته إلى الحياة وعرضه في المهرجانات الدولية وداخل المغرب أيضًا، بمساهمة ليا مورين ، مديرة مرصد بنية الفن والبحث بالدار البيضاء ، ومؤسسة فيلموتيكا بكاتالونيا، حيث تم العثور على نيكاتيف الفيلم سنة 2016 .وسيتم إصدار كتاب حوله في ربيع 2019.

وقال مدير المركز السينمائي المغربي السابق نور الدين الصايل في هذا الإطار: "إنه أحد أوائل أفلام سينما المؤلف بالمغرب، مبني على بحث سينمائي مميز، عرف الدرقاوي كيف يفرض فيه أسلوب حكي متفرد إلى حد ما ، أعتقد أن ترميمه وعرضه خبر رائع".

أما الفيلم الثاني الذي يمثل المغرب في الفئة الموجهة للمهنيين و الموزعين بمهرجان برلين ، فهو إنتاج مغربي أمريكي بعنوان"Night Walk",  (نزهة ليلية)، للمخرج الشاب عزيز التازي،يحكي قصة صحفي أجنبي يقع في حب فتاة عربية أمريكية، ويشارك فيه الممثل الأمريكي اريك روبرتس و النجمة المغربية سناء الزعيمي.

يعرض في "البرلينال" هذا العام 400 فيلم ، 38 منها في المسابقة الرسمية ، بينهم 17 تتنافس على الدب الذهبي، وسيتم الإعلان عن الفائزين يوم 16 فبراير الجاري.