من هي السيدة التي تخلت عن جنسيتها الفرنسية لتصبح رئيسة لبلدها؟

ثلاثاء, 18/12/2018 - 07:34

تعهدت رئيسة جورجيا الجديدة المثيرة للجدل ، سالومي زورابيشفيلي، في حفل تنصيبها رئيسة للبلاد بإجراء إصلاحات سياسية وتقريب بلادها من أوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد أن أدت اليمين الدستورية في 16 ديسمبر/كانون الأول الحالي وسط احتجاجات المعارضة في البلاد. فمن هي سالومي زورابيشفيلي ولماذا أثارت جدلاً في جورجيا؟

نافست زورابيشفيلي المدعومة من حزب "الحلم الجورجي" الحاكم ، غريغول فاشادزي مرشح المعارضة الموحدة في البلاد.

لم يكن لدى سالومي زورابيشفيلي (مواليد باريس، 1952) جنسية جورجية إلى أن أصبحت وزيرة خارجية البلاد عام 2004. وبهذا أصبحت أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.

ومن المتوقع أن تكون زورابيشفيلي آخر رئيس منتخب في جورجيا بحسب القانون الذي سيُطبق في عام 2024، إذ أن رؤساء المستقبل ستنتخبهم هيئة انتخابية مختصة بهذا الشان ،وعند ذلك سيصبح دور رئيس البلاد شرفيًا.

أسرتها

ولدت زورابيشفيلي في باريس لأبوين جورجيين، هاجرا إلى فرنسا عام 1921 عندما كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي.

كان والدها ليفان المهندس حفيد نيكو نيكولادز الذي كان شخصية سياسية ديمقراطية جورجية بارزة في أواخر القرن التاسع عشر، أما والدتها زينب كديا فكانت من أقارب أول رئيس وزراء في جمهورية جورجيا الديمقراطية بعد الحرب العالمية الأولى.

مسيرة مهنية

عملت في وزارة الخارجية الفرنسية عندما كانت في فرنسا، ثم عُينت سفيرة لفرنسا لدى جورجيا عام 2004. وبعد ذلك بعام واحد، عينها الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وزيرة خارجية، وهو ما تطلب منها التنازل عن جنسيتها الفرنسية.

وكانت قد عملت سابقاً كمنسقة لفريق الخبراء وساعدت لجنة العقوبات على إيران التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وخلال عملها في الخارجية وقّعت مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مايو/أيار 2005 على اتفاق يقضي بانسحاب القواعد العسكرية الروسية من أراضي جورجيا التي كانت تحت سيطرة روسيا.

وأنشأت "مجموعة أصدقاء جورجيا" التي شملت أوكرانيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا ورومانيا وبلغاريا وجمهورية التشيك وبولندا لمساعدة تطلعات جورجيا نحو حلف الناتو وتعزيز التكامل الأوروبي.

لكن شخصيتها كانت مثيرة للجدل في الأوساط الجورجية، فقد كانت الحكومة الفرنسية تدفع راتبها في الوقت الذي كانت زورابيشفيلي وزيرة خارجية جورجيا.

أقالها رئيس الوزراء زوراب نوغايديلي في أكتوبر/تشرين الأول 2005 بعد أن تعرضت لسلسلة من الخلافات والانتقادات من اعضاء البرلمان إلى جانب عدد من السفراء الجورجيين.

أسست حزب " طريق جورجيا" عام 2006، وكانت رئيسته لغاية عام 2010.

وفي عام 2016، انتُخبت عضواً للبرلمان كمستقلة. وأخلت مقعدها في البرلمان بعد أن فازت في الانتخابات الريئاسية.

وتوجه الآلاف من أنصار المعارضة وقوافل السيارات إلى تيلافي العاصمة الجورجية، لكن الشرطة أغلقت الطريق، وقامت بضرب بعض النشطاء بالهراوات، بحسب رويترز.

ويرى مراقبون دوليون إن الانتخابات الرئاسية شابها استخدام غير عادل لموارد الدولة، في حين قالت المعارضة إن زورابيشفيلي زوّرت نتائج التصويت.

لكن زورابيشفيلي وأثناء إلقاء كلمتها في حفل تنصيبها قالت: "أعرف أن هناك آراء مختلفة حول الاعتراف بي كرئيسة للبلاد، لكنني توليت المسؤولية لأكون رئيسة لجميع الجورجيين".