غارمة تختار السجن لـ "تستر" ابنتها.. وزوجها يتزوج من شقيقتها

أربعاء, 28/11/2018 - 18:30

 

كانت تبحث عن الآمان لأبنتها الوحيدة فاختارت أن تضحى بحياتها ومستقبلها للحفاظ عليها، لم تستطع "زينب"، إحدى الغارمات، التنصل من مشاعر الأمومة تجاه ابنتها، فدموعها تختبىء خلفها قصة مأساوية، بعدما فضلت البقاء خلف القضبان، لإتمام مراسم زفاف ابنتها، حيث تزايدت عليها الديون التي عجزت عن تسديدها، ورفض الأب سداد ديون زوجته.
تروي "زينب"، معاناتها مع زوجها الذي اختار طلاقها وهي بالسجن بعد القبض عليها لعجزها عن تسديد الأموال التي اقترضتها، ليتزوج من شقيقتها.
لم تنعم حياة الأم للحظة بعد زواجها منذ 21 عامًا، بحياة هادئة تشعر فيها بالاستقرار والآمان، وأن بجانبها زوج يستطيع توفير متطلباتها التي لم تكن أكبر من إمكانياته المادية، فكانت الحياة داخل جدران منزلها كئيبة بعد مرور 3 أشهر على إنجابها طفلتها "مريم"، ليتحول الزوج إلى شخص أناني لا يفكر إلا في نفسه فقط، وأصبح "البخل"، هو السلوك المرافق له ولا يوفر من متطلبات ابنته سوى القليل.
اختارت زينب.أ، 46 عامًا، عدم حرمان ابنتها من احتياجتها منذ ولادتها وحتى زواجها، فكانت الأم والأب في وقت واحد، فمشاعر الأمومة التي تشتعل داخلها جعلتها تقترض 30 ألف جنيه لتتمكن من تجهيز ابنتها صاحبة الـ20 عامًا، "لو رجع بيا الزمن لورا وخيروني ما بين بنتي وحريتي هاختار بنتي برضو دي اللي طلعت بيها من الدنيا".
بنبرة حزن وصدمة تقول الأم: "لما بنتي دخلت الثانوية العامة ماكنش عايزها تاخد دروس خصوصية، وتعتمد على المدرسة وعلشان كده اضطررت لأبيع كل ذهبي علشان أقدر أوفر ليها مصاريفها في الثانوية العامة وكل اللي نفسها فيه في مرحلة الجامعة".
كانت كل ما تريده الأم التي اختارت السجن مقابل تجهيز ابنتها، توفير حياة كريمة لها "كنت بحس إني بدبح لما كانت بتيجي تطلب حاجة ومعرفش أوفرها أو أطلبها من أبوها ويرد عليا كفاية طلبات ماتروح في داهية كنت بحس إني بموت لو سمعت الكلام ده ونفسيتها اتأثرت".
وتوالت الأحداث وتخرجت "مريم"، في كلية إعلام، وتقدم لها عريس المستقبل الذي اختارته الفتاة بكامل إرادتها ولكن كان الرفض هو حليفه من والدها ليتنصل من نفقات زواجها كما ذكرت الزوجة.
ضغوط متنوعة تعرضت لها الأم لكي تتمكن من مشاهدة فرحة ابنتها الوحيدة بفستان العرس، لحظة تنتظرها كل أم، "مفيش حاجة في الدنيا كانت ممكن تقف قدام فرحة بنتي حتى لو كان السجن هو المصير اللي مستنيني".
اقترضت الأم مبلغ 30 ألف جنيه من أحد المقربين لها، "كنت بشتغل خياطة بعد إصابتي في ظهري اضطريت أوقف الشغل ومبقاش فيه أي مصدر دخل من ناحيتي، فزادت الأوضاع سوء علشان كده اضطريت استلف علشان اقدر أجوز بنتي ومضيت على وصلات أمانة بالمبلغ". لم يكن أمام الأم خيار آخر لتزويج ابنتها سوى الاقتراض من الآخرين بعدما فقدت القدرة على العمل بعد الإصابة التي تعرضت لها.
كانت سعادة الأم لا توصف كما ذكرت بعدما تمكنت من تجهيز ابنتها، وتقول في ذلك: "فرحة الأم بجواز بنتها ده شعور محدش يقدر يوصفه، بعد ما طمنت على بنتي معرفتش هوفر ازاي الفلوس اللي استلفتها وكانت النتيجة إني اتحبست سنة".
وتوالت الأحداث على الأم وكل ذلك ولم يظهر زوجها في الأحداث أو يحاول تسديد ديون المرأة وعجز زوج نجلتها ايضًا عن توفير المبلغ فكان السجن هو الطريق الذى انتظرها.
"الموت البطىء"، هو الشعور الذي عبرت به الأم عن معاناتها والمأساة التي عاشتها داخل جدران السجن، الذي لم تتوقع أن تشاهده سوى في أحلامها، لم تندم الأم لحظة واحدة بعد دخولها السجن عما فعلته لأبنتها.
صدمة، اندهاش، حزن، غضب، حسرة، وأكثر من هذه المشاعر هو ما شعرت به الأم بعد مرور عام على حبسها وخروجها إلى النور لتتفاجىء بزواج زوجها من شقيقتها. "عمري ما تخيلت إن مشاعر الكره لي تخليها تعمل كده هى اختى من نفس الأب كانت أختي الصغيرة بعد وفاة أمي تزوج والدي من امرأة أخرى وانجب منها".
حسرة الأم على شقيقتها كانت أكبر بكثير من صدمتها في زوجها الذي علمت أنه سيتزوج منذ دخولها السجن ولكنها لم تتخيل أن زواجه سيكون من شقيقتها بعد مرور 6 أشهر على حبسها، ولم ينتظر الطرفان واختاروا الزواج.
عقب خروج "زينب"، من السجن جلست بصحبة ابنتها حيث تمكن الزوج من الاستيلاء على منزل الزوجية، واختارت ابنته مقاطعته بعد زواجه ورفضه تسديد ديون الأم.