فيديو مرعب لـ تقطيع جثة خاشقجي.. ومصدر تركي: رأسه في الرياض

أحد, 18/11/2018 - 06:54

انتشر على “واتس آب” فيديو مرعب، إطلعت عليه “القدس العربي”، يظهر ما تردد أنها عملية تقطيع جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بطريقة همجية لا يمكن وصفها.ويظهر الفيديو الضحية من الخلف وهو مكبل اليدين، وتوقف الفيديو القصير، عند عملية قطع رأسه من الخلف، بطريقة تقشعر لها الأبدان.
وجاء انتشار الفيديو، الذي تم تسريبه كما يبدو، بالتزامن مع اتهام وكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمر باغتيال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، الشهر الماضي، على يد فريق اغتيال سعودي رُبط ببن سلمان.
وجاء كذلك بالتزامن مع كشف مصدر تركي مسؤول لـموقع “الخليج أونلاين” النقاب عن معلومات جديدة توصّلت إليها السلطات التركية تتعلّق بمصير جثة خاشقجي.
وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه: إن “المعلومة التي تم التوصل إليها هي أن رأس جمال خاشقجي تم نقله إلى العاصمة السعودية الرياض، في حين تم التخلّص من باقي جثته داخل تركيا”، مشيراً إلى “عثور فريق التحقيق التركي على عينات تؤكد التخلص من الجثة، إلا أن السلطات التركية تحتاج رداً رسمياً من السلطات السعودية توضّح به مصير الجثة، وأين وكيف تم التخلّص منها”.
وأوضح أن “الطريقة التي تم فيها نقل رأس جمال خاشقجي، بعد قتله وتقطيع جثته من قبل فرقيق الاغتيال السعودي، ليست معروفة؛ إن كانت عن طريق الجو أو البحر أو البر”، لافتاً إلى أن “ماهر المطرب، الحارس الشخصي لولي العهد السعودي، أحد مرتكبي جريمة الاغتيال الرئيسيين، يملك جواز سفر دبلوماسياً، لذلك لم تُفتّش حقيبته التي كان يحملها خلال مغادرته من مطار أتاتورك الدولي، ولا الطائرة الخاصة التي أقلّته؛ بسبب حصانته الدبلوماسية”.
كما أشار المصدر إلى أن “المعلومات التي بحوزة تركيا، والتي تم إطلاع عدد من زعماء العالم وأجهزة أمنية دولية عليها، أصابت من اطلع عليها بصدمة كبيرة من بشاعة الجريمة”، مؤكّداً أنه “ما زال لدى أنقرة الكثير مما لم يتم الكشف عنه حتى الآن”.
واستدرك المصدر التركي المسؤول، في حديثه لـ”الخليج أونلاين” بالقول: إن “معلومة نقل رأس جمال خاشقجي إلى الرياض هي دليل إدانة جديد ضد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خصوصاً أنها تؤكد أن إرسال رأس الجثة إلى الرياض وتسهيل وصولها جاء بأوامر عليا، ومن باب إثبات تنفيذ الجريمة كما أُعلن سابقاً، وإلا تم التخلص منها كما حدث لباقي الجثة”.
وفي السياق نفسه كشفت صحيفة “حرييت” التركية اليوم أنه تم حقن جثة خاشقجي بدواء بعد قتله خنقا.وأضافت أن الهدف من الحقن هو العمل على تخثر الدم بعد قتله، وفقا لمصادر أمنية تركية، ما يبرر صعوبة العثور على دماء في القنصلية.
وأشارت إلى أنه تم استخدام هذه الطريقة لكي لا يترك آثار الدم في حال تفتيش القنصلية، لافتة إلى أنه تم تقطيع جثة خاشقجي بعد فترة قصيرة من حقن الجثة.
ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين رفيعي المستوى في القضاء التركي، أن الحوار الذي جرى بين فريق الإنفاذ يظهر أن الجريمة كان مخطط لها مسبقا وتشير إلى دور مسؤولين كبار بها.
ولفتت الصحيفة، إلى أن النتائج المخبرية التي أجرتها السلطات التركية، تشير إلى أن نتائج تحاليل البصمة الوراثية المتعلقة بالصحفي خاشقجي لم تتطابق مع العينات التي تم أخذها من مقر القنصلية ومنزل القنصل العام، والسيارات التابعة للقنصلية، بعد المقارنة بينها.
وكشفت الصحيفة، أن الشرطة التركية أجرت تفتيشا في فيلا مكونة من ثلاثة طوابق تابعة لرجل أعمال سعودي في منطقة يالوفا في ضواحي إسطنبول.
وأشارت إلى أن السبب من عملية التفتيش جاء بعد كشف السلطات التركية اتصالا أجراه أحد عناصر فريق الإنفاذ برجل الأعمال.
وكانت الرياض أقرّت بمقتل خاشقجي في قنصليتها بمدينة إسطنبول، بعد 3 أسابيع من النفي، ثم تقديم روايات متناقضة، غير أنها لم رفضت تقديم أي معلومة بخصوص مصير جثة الضحية، وهو الطلب الذي تصرّ عليه أنقرة، وطالب به العديد من دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي ما اعتبر محاولة من السلطات السعودية لتبرئة ولي عهدها، محمد بن سلمان، من المسؤولية عن الجريمة التي هزّت الرأي العام العالمي، أعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أن من أمر بقتل خاشقجي هو “رئيس فريق التفاوض معه” (دون ذكر اسمه)، وهي ثامن رواية رسمية من السعودية عن الجريمة.
وأضافت: “إنّ جثة المجني عليه تمت تجزئتها من قبل المباشرين للقتل، وتم نقلها إلى خارج مبنى القنصلية”، مشيرة إلى أنه تم توقيف 3 متهمين جدد إضافة إلى الـ18 السابقين، وتم توجيه التهم إلى 11 من الموقّفين جميعاً.
ورفضت السلطات التركية الرواية السعودية وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بعض تصريحات النيابة العامة السعودية حول ملابسات جريمة مقتل خاشقجي “غير مرضية”، وأنه “يجب الكشف عن الذين أمروا بقتله والمحرضين الحقيقيين”.