سعود المعجب: من التحقيق مع الأمراء ورجال الأعمال إلى مقتل خاشقجي

خميس, 01/11/2018 - 19:18

عد إعلانه أن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي كان مدبرا، زار النائب العام السعودي سعود المعجب تركيا حيث واصل تحقيقاته في هذه القضية والتقى نظيره التركي، وقد أصدر الأخير بيانا قال فيه إن الزيارة التي استغرقت 3 أيام لم تسفر عن نتائج ملموسة.

لكن من هو سعود المعجب؟

ولد المعجب عام 1966 في مدينة الأفلاج جنوب العاصمة الرياض، وحصل على شهادة بكالوريوس في الشريعة ثم التحق بسلك القضاء.

تدرج في سلك القضاء حتى عين رئيسا لمحكمة الأحوال الشخصية في الرياض ثم عضوا في المجلس الأعلى للقضاء بمرتبة رئيس محكمة استئناف.

أحداث جسام

وعقب تعيينه في هذا المنصب شهدت السعودية عددا من الأحداث الكبيرة منها تولي محمد بن سلمان ولاية العهد بدلا من ابن عمه محمد بن نايف، وحصار قطر.

كما تم احتجاز العشرات من الأمراء ورجال الأعمال بفندق فاخر (الريتز كارلتون) في الرياض في إطار حملة "محاربة الفساد" لكن دون توجيه اتهام رسمي لأحد من المعتقلين.

ومن بين كبار رجال الأعمال الذين اعتقلوا، الأمير الوليد بن طلال، مالك شركة المملكة القابضة للاستثمار الدولي، ووليد الإبراهيم، مالك شبكة إم بي سي ذات النفوذ.

وقال المعجب إن 100 مليار دولار على الأقل (76 مليار جنيه استرليني) قد أسيء استخدامها من خلال الفساد الممنهج والاختلاس في العقود الأخيرة.

وقال إن 199 شخصا احتجزوا للاستجواب في إطار الحملة. وقال المعجب: "الدليل على هذه المخالفات قوي للغاية".

وعقب إطلاق سراح بعض المحتجزين، قال المعجب إن 56 شخصا مشتبها به بالفساد لا يزالون متحفظا عليهم بادعاءات الكسب غير المشروع، ولاستكمال التحقيق معهم، من بين 381 من الشخصيات المرموقة، التي استدعي عدد كبير منها للإدلاء بشهادتهم.

وأضاف أنه تقرر الإفراج عمن ثبتت براءتهم، ومن قبلوا التسويات المالية مع الحكومة، بعد إقرارهم بادعاءات الفساد، وعقب استكمال دراسة كافة ملفات من اتهموا منهم ومواجهتهم بما نسب إليهم من التهم.

وأشار إلى أن أوراق الجميع أحيلت إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات النظامية.

قال المعجب إن حصيلة التسويات مع المشتبه بهم بلغت 400 مليار ريال، أي ما يعادل 107 مليارات دولار تقريبا، قيمة أصول مختلفة متمثلة في عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك.

ونقلت تقارير عن أقرباء ومعارف المعتقلين قولهم إن المعتقلين تعرضوا للحرمان من النوم والعنف وتغطية الرأس أثناء جلسات التحقيق للضغط عليهم لتسليم جزء كبير من ثرواتهم.

كما أشارت تقارير إلى مقتل اللواء علي القحطاني أبرز مساعدي الأمير تركي بن عبد الله خلال احتجازه. وقال شهود عيان إن آثار التعذيب كانت واضحة على جثته.

ونسبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى شهود عيان القول إن عدداً كبيراً من المعتقلين في فندق ريتز تعرضوا للعنف الجسدي وأن 17 معتقلا على الأقل قد نقلوا إلى المستشفيات بسبب تعرضهم للعنف البدني خلال الأيام الأولى من الإعتقال وهو ما نفته الحكومة السعودية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من أجل مغادرة الريتز لم يسلم العديد من المعتقلين مبالغ كبيرة من المال فقط، بل تنازلوا عن قسم كبير من أسهم شركاتهم وثرواتهم أيضا وكل ذلك خارج أي إطار قانوني.

وعلى صعيد آخر، طالب المعجب في سبتمبر/أيلول الماضي بإعدام الداعية السعودي المعروف سلمان العودة متهما إياه بالإرهاب والتطرف.

قضية خاشقجي

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

وبعد إقرار السعودية بمقتل خاشقجي في قنصليتها، قال المعجب إن المشتبه بهم في قضية خاشقجي أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة.

وأضاف قائلا إن النيابة العامة تواصل تحقيقاتها مع المتهمين في ضوء التحقيقات الجارية.

وعقب ذلك قام بزيارة تركيا حيث واصل تحقيقاته في هذه القضية والتقى نظيره التركي وزار القنصلية، وقد أصدر نظيره التركي بيانا قال فيه إن الزيارة التي استغرقت 3 أيام لم تسفر عن نتائج ملموسة.

وكشف المعجب أنه تعرف على الملك سلمان عندما كان أميراً لمنطقة الرياض وكان يحضر مجالسه وقد تأثر بشخصيته.

وبالنسبة للاهتمامات الشخصية كشف المعجب عن حبه للسباحة والمشي والسفر للأماكن الهادئة، لكنه أشار إلى أن إجازاته نادرة حاليا.