اركيز والواقع المزري

جمعة, 04/03/2016 - 08:36

إن الحديث عن المنطقة التي ينتمي لها الشخص سلبا أو إيجابا أمر صعب، خاصة إذا كان يحاول إظهار الحقيقة المرة بصفة موضوعية ومستقلة في عالم أصبح فيه المفسد مصلحا والمصلح مفسدا. في مقاطعتي الحبيبة اركيز السكان طيبون مما جعل أصحاب الأقنعة المتمصلحين يعيشون بينهم وكأنهم مصلحون ، حين يتحدث أحدهم أمام الجماهير يبدأ بأهمية العدل والمساواة وضرورة الإصلاحات والإنجازات ، لكن عند ما تنتهي الاجتماعات والمهرجانات السياسية والقبلية تنكشف لأقنعة وتتضح الحقيقة ويقول المسؤول وبلسان فصيح ودون استحياء أنتم بعتم ونحن اشترينا مع جهل مركب أن ما شتري به هو للشعب وأن عملية البيع والشراء لا تكون في الضمائر التي هي أساس العملية الانتخابية التي تعطي للأشخاص الحق في إدارة المرافق المحلية وتمثيل السكان ووضع مشاكلهم تحت قبة البرلمان المحترمة وتبليغها للسلطات المعنية ، لكن المسؤول في مقاطعة اركيز وللأسف الشديد لا يهتم بالسكان ولا بمصالحهم وإنما همه الوحيد هو تقلد المناصب السامية عن طريق قاعدة شعبية مزيفة صنعها بنقوده قبل إنجازاته ، الشيء الذي جعل مسلسل التهميش والإقصاء يتواصل في المقاطعة منذو نشأة المرافق المحلية ، حيث ظلت القاعدة السائدة عند نواب وعمد وشيوخ المقاطعة خذ خيرها ولا تجعلها وطنا ، حيث يسكنون في أرقى أحياء العاصمة ويتولون المناصب السامية ويهتمون بصالحهم الشخصية الضيقة والمواطن الركيزي يعاني الإقصاء والتهميش فخدمة الماء والكهرباء دون دون المستوى والصحة والتعليم اسم بلا مسمى ، في البرلمان لا يتحدثون عن معانات السكان وحقوقهم الضائعة وإنما يقتصرون على مدح النظام والدفاع عنه وكأنهم عينوا من أجل ذلك ولم ينتخبوا نوابا عن سكان اركيز ، لن أطيل عليكم لأن الجميع على علم بما يقع في اركيز من ظلم وتهميش وإقصاء ، وإنما أقتصر على توضيح بعض المسائل التي قد تخفى على البعض . هل تعلم أخي القارئ أن مقاطعة اركيز هي الثانية وطنيا من حيث الكثافة السكانية وأن سكانها تجاوزوا91 ألف نسمة مما يعطيهم الحق في مستشفى من فئة(أ) ونائب ثالث يمثلهم في البرلمان الشيء الذي لم يقع بسبب معارضة نواب اركيز لهذا الاستحقاق خوفا من التمثيل النسبي الذي سيغير المعادلة القبلية في اركيز ويعطي المعارضة نائبا ثابتا في البرلمان سيكون صوت للمظلومين والمهمشين. أما مستشفى من فئة(أ) فما زال حلما يراود الساكنة الأن المستشفى الحالي فئة (ب) لا يكفي مقاطعة بحجم اركيز وهو ما يتضح من وقت الآخر في الأخطاء الجسيمة والتجاوزات الخطيرة والعجز الدائم بسبب ضعف الطاقم ومحدودية التجهيزات وتهالك البنية التحتية ، لكن هيهات أن يتحقق هذا الحلم على أرض الواقع قريبا بسبب التلاعب والنهب الذي وقع في تمويل مشروع المستشفى الجديد الذي اقتصر مقاوله على بناء منزل فاسد التصميم رفضت الجهات الممولة تسليمه. هل تعلم أيضا أخي القارئ أن مقاطعة اركيز تنتج من الأرز 50بالمائة من الإنتاج الوطني وأن بها بحيرة اركيز التي تبلغ مساحتها الإجمالية 3400 هكتار منها 853 مستصلحة و2547 هكتار غير مستصلحة والتي بمجرد استصلاحها بالقرض الأخير(10 مليارات) ستمكن سكان المقاطعة من اكتفاء ذاتي في الغذاء وستساهم في الإنتاج الوطني من الأرز والخطر بشكل كبير، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأبناء المقاطعة . هل تعلم أيضا أخي القارئ أن شبكة المياه في بلدية اركيز متهالكة وضعيفة إلى أقصى حد وتنقطع من حين الآخر لأن هذه الشبكة وضع حجر الأساس لها في تسعينيات القرن الماضي والبلدية المركزية آنذاك لا يوجد فيها غير 5 أحياء بينما يوجد الآن بالبلدية32حيا أي ما يزيد على 20 ألف نسمة مما يعكس حجم الكارثة المستمرة في هذا القطاع الخدمي المهم لحياه الإنسان ، قليل من كثير والعل ما أخفى كان أعظم.

محمدو أحمدو