استنفار صحي شرقي موريتانيا لمواجهة سوء التغذية وتسجيل حالتي وفاة

أحد, 24/06/2018 - 06:48

 استنفرت وزارة الصحة مصالحها في المناطق الشرقية لإنقاذ سكان قرية الزرافية 60 كلم من مدينة عدل بكرو غير بعيد من الحدود مع مالي، وذلك بعد تسجيل حالتي وفاة جراء سوء التغذية، وعشرات الإصابات في صفوف السكان.

وقال مصدر طبي للأخبار إن ثلاثة فرق صحية وصلت قرية الزرافية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، وإن سجلت حالتي وفاة إحداهما لفتاة حامل تبلغ من العمر 22 سنة، والثانية لطفل، فيما بلغ مجموع الإصابات التي تم تسجيلها في القرية 56 حالة إصابة.

وكانت أول الفرق الصحة وصولا إلى القرية الفريق القادم من مدينة عدل بكرو، ووصلها ظهر الجمعة، فيما وصل بعده الفريق القادم من مدينة آمرج عاصمة المقاطعة، قبل أن يصل فريق ثالث من مدينة النعمة رفقة المدير الجهوي للصحة في ولاية الحوض الشرقي.

وأعلنت المصالح الصحية التكفل بالحالات التي تم تسجيلها، وتوفير الأدوية الضرورية، وأدوات التغذية لتدارك الوضعية الخطيرة التي وصلها السكان.

أصيب العشرات من سكان قرية الزرافية التابعة لمقاطعة آمرج أقصى الشرق الموريتانية بسوء التغذية، حيث أعجزهم الهزال عن الحركة، فيما تم استدعاء عدة أطباء من المنطقة للقرية لمتابعة أوضاع السكان عن قرب.

وتظهر صور لبعض سكان القرية هزال أجسادهم، ونقص أوزانهم، بسبب انعدام الغذاء في المنطقة، في ظل جفاف يضرب المنطقة منذ عدة أشهر.

وقدر أحد سكان القرية اتصلت به الأخبار أعداد المصابين بأكثر من 60 مصابا، في ما حال ضعف تغطية الهاتف في المنطقة من تقديمه تفاصيل أكثر عن أوضاعهم.

الإعلامي أحمد سالم سيدي عبد الله قال إن أحد أفراد البعثة الطبية التي أرسلت للمنطقة حدثه – وصوت بكائه يسمع بوضوح – أن "المنطقة تضربها المجاعة بشكل مخيف".

وأضاف ولد سيدي عبد الله – وهو من أبناء المنطقة – أن عضو البعثة الطبية قال إنه يوم أمس عثروا على 52 شخص، أما اليوم فارتع العدد إلى 75 شخصا، مؤكدا أنهم "كلهم على حافة الهلاكـ، ولا يستطيعون الحركة"، مشيرا إلى أنه لم تسجل إلى الآن حالة وفاة.

وذكر الطبيب – حسب ما نقل عنه ولد سيدي عبد الله في تدوينة على حسابه في فيسبوك – بأن رجال القرية التي ينتشر فيها سوء التغذية ذهبوا منذ عدة أشهر إلى جمهورية مالي بحثا عن الكلإ للحيوانات، وبقي النساء، والأطفال فقط، ومنذ شهرين وهم يتغذون على "باسي" (وجبة محلية تصنع من دقيق القمح أو الزرع، أو الذرة)، والماء، وفي بعض الأحيان لا يجدون "باسي".

ويعتمد سكان العديد من القرى في المناطق الشرقية على الزراعة، والرعي، وأدى تراجع الأمطار خلال موسم الأمطار الماضي إلى فشل الزراعة، فيما هاجرت آلاف القطعان إلى مالي المجاورة بحثا عن المراعي، وهو ما أفقد السكان مصادر غذائهم الأساسية.