بعد قرنين ونصف…النشيد الوطني الإسباني يبحث عن كلمات -فيديو

جمعة, 25/05/2018 - 16:44
مغنية البوب، مارتا سانشيز

عندما يقف فريق كرة القدم الإسباني انتظارا لأداء النشيد الوطني لبلاده قبل بدء مباراة ما، فإن اللاعبين في الغالب يقفون وهم ينظرون إلى الأمام في خجل.

وفي الوقت الذي يردد فيه الإيطاليون نشيدFratelli d’Italia” ” (إخوة إيطاليا) بحماس، ويصدح الألمان بنشيد “Deutschland ueber alles” (ألمانيا فوق الجميع)، يلتزم الإسبان الصمت، وذلك لأن نشيد بلادهم الوطني “Marcha Real” (المسيرة الحقيقية) هو واحد من الأناشيد الوطنية القليلة في العالم التي لا تحتوي على أي كلمات.

ويأتي ذلك على الرغم من البحث المستمر عن كلمات مناسبة للنشيد الوطني الاسباني على مدار عمره البالغ 250 عاما. وقد قام مغنيان مؤخراً، بمحاولة للتغلب على هذا الامر.

حيث قامت مغنية البوب، مارتا سانشيز، التي يمتد مشوارها الفني لـ 30 عاما، بأداء نسختها الوطنية للغاية في شباط/فبراير، فيTeatro de la Zarzuela بمدريد، حيث حظيت على الفور بإشادة رئيس الوزراء ماريانو راخوي، الذي قال إن “غالبية الإسبان” شعروا بأن هذا النشيد يمثلهم.

من ناحية أخرى، اختلفت صحيفة “إل بايس″ مع راخوي في الرأي، حيث تساءلت في اليوم التالي عن استطلاع الرأي الذي كان الزعيم المحافظ يشير إليه في كلامه، ووصفت كلمات الاغنية، بأنها “من المحرج إعادة طباعتها”.

وقد تغنت سانشيز بـ “إسبانيا العظيمة” وشعورها بالامتنان لها لأنها ولدت فيها، قبل أن تنتقل للحماس بشأن لوني العلم الوطني -الأحمر والأصفر – الذي يشتعل في قلبها.

وبعد أشهر من تصويت الكتالونيين في استفتاء على الانفصال، وهو الامر الذي رفضته الحكومة المركزية بمدريد، يمكن للمرء أن يطمئن ويتأكد من أن جميع المواطنين لا يشاركونها مشاعرها، بالتأكيد.

ودخل المغني أليخاندرو أباد -وهو منتج موسيقي يبلغ من العمر 55 عاما، المعترك مقدما نسخته من النشيد الوطني، وكان قد مثّل إسبانيا في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) لعام 1994، وجاء ترتيبه الحادي والعشرين.

ويدعو نشيدCanta Espana” ” (“غني إسبانيا وشعوبك وتاريخك سوف يحموكي”)، إلى التعددية الثقافية والتنوع، وإن كان ذلك بـ “قلب واحد”.

وقد يجد الانفصاليون من الكتالونيين أنه من الأسهل لهم أداء هذه النسخة من النشيد الوطني.

قال أباد لصحيفة “لا فانجارديا” إن النشيد الوطني لا يعد نشيدا وطنيا إذا كان بدون كلمات، وحث الآخرين من المؤلفين الموسيقيين على الخروج بأفكار خاصة بهم في هذا المضمار.

إلا أن الكثيرين لن يجرؤوا على القيام بمثل هذا العمل الضخم -والمشروع العام -ولا سيما أن أغلب النقاد قد دمروا أغلب الجهود السابقة بمجرد صدورها.

وهذا ما حدث في عام 2007، عندما جرت آخر محاولة جادة للجمع بين الموسيقى والكلمات.

وأطلقت اللجنة الأولمبية الوطنية مسابقة رسمية للوصول الى نشيد وطني مناسب، حيث قامت لجنة تحكيم تضم ستة أشخاص باختيار عرض من رجل عاطل عن العمل، يبلغ من العمر 52 عاما، وذلك من أصل أكثر من 7000 مشاركة. وبدأ النشيد بكلمات “تحيا إسبانيا”، وتابعت: “فلنغني جميعا سويا، بأصوات مختلفة ولكن بقلب واحد”.

وكانت اللجنة تأمل في أن يحصل النشيد على الموافقة اللازمة، من جانب البرلمان لإضفاء الطابع الرسمي عليه.

إلا أن الابيات الأربعة التي تم اختيارها قد تم رفضها، ليس من جانب المواطنين فحسب، ولكن أيضا من جانب أغلب الأحزاب السياسية، وقد وصفتها “ماركا”، وهي أكبر الصحف الرياضية في إسبانيا بأنها بمثابة “عملية ولادة لجنين ميت”.

وقال منتقدو النشيد إن كلماته مبتذلة وقديمة وغير مشوقة، وفي مطلع عام 2008 تم إلغاء حفل غنائي، كان من المقرر أن يشارك فيه العديد من الرياضيين المشهورين والنجم بلاثيدو دومينجو، لأداء كلمات النشيد الجديد.

وشهد القرن الماضي العديد من العروض لكتابة كلمات النشيد الوطني، والتي لم يكن يُعرف مصدرها بالفعل -وقد تم نشر مدونة موسيقية للنشيد لأول مرة في عام .1761

وذكرت صحيفة “ال إسبانيول” مؤخرا أن جميع المحاولات “كانت مؤسفة بصورة أو بأخرى.”

ولم يتم الاعتراف رسميا بأي نص رسمي على الإطلاق، وذلك على الرغم من غناء العديد من الإصدارات غير الرسمية المختلفة ضمن فعاليات مختلفة.

لذا، سيقف اعضاء المنتخب الإسباني لكرة القدم من أجل أداء النشيد الوطني في كأس العالم، صامتين، أو ربما سوف يهمهمون بهدوء.

أما الان، فقد يكون لدى الكتالونيين نشيد وطني ينتشر في أنحاء إسبانيا، حيث أنهم كانوا يتغنون بـ”إلس سيجادورس″ (العاملون) في كل مناسبة، خلال الاحتجاجات الأخيرة.

ويشار إلى أن النشيد به كلمات، وأنهم يعبرون حتى عن وجهات نظرهم، بإيجاز، فيما يتعلق بالحكومة المركزية في مدريد، حيث يقولون: “يجب أن تكون كتالونيا المنتصرة غنية وسخية من جديد، وأن تلفظ المغرورين والمتغطرسين!”(د ب أ).