محمد كتب منشوراً أنه سينتحر ونفذ بعد يومين… تفاصيل جديدة عن الانتحار

ثلاثاء, 22/05/2018 - 11:39

أحدَثَ انتحارُ طفلٍ مصري صدمةً على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة أن الواقعة جاءت بعد يومين من كتابته منشوراً على فيسبوك، أعرب فيه عن رغبته في الانتحار.

وكتب الطفل محمد ياسر (15 عاماً) تدوينةً، يوم الجمعة 18 مايو/أيار، يقول "بجد لازم أموت مش هقول نفسي بس لازم أخلص من الكابوس اللي أنا فيه دا لو في يوم انتحرت متقولوش مراهق ولا طايش أنا شيلت هم محدش يستحمله ابقوا ادعولي"، بالفعل تم انتشال جثته مساء الأحد، 20 مايو/أيار، من بحر مويس بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.

وقال مصدر أمني مسؤول، إن الطفل المنتحر يدعى محمد ياسر راشد عناني، ويعمل والده بوزارة التعليم بالمحافظة.

وحتى الآن لم تحسم أجهزة الأمن سبب انتحار الطفل، لكن لعائلته رواية تكشف السبب.

اكتئاب من الدرجة الأولى

"عربي بوست" علم من مصادر قريبة من أسرة الطفل، أنه كان يعاني اكتئاباً مزمناً بسبب تعرضه لمشكلة صحية في ظهره وقدميه، تطورت لاحقاً إلى الإصابة بعمى مؤقت.

ونقلت المصادر عن أسرة الطفل أنها تعاملت مع البوست الذي تحدث فيه عن الانتحار بعدم اهتمام، واعتبرته مجرد مزاح، أو اكتئاباً؛ لأنه كان متقلب المزاج، وكانت حالته تراوح بين التعب والاستقرار.

بعض التعليقات أصابت الأسرة بالصدمة، كونها هاجمت إقدام الطفل على الانتحار، متجاهلة أنه لم يبلغ سن الرشد حتى يحاسب على تصرفاته شرعاً أو قانوناً.

وأكدت المصادر لـ"عربي بوست"، أن أسرة الطفل المنتحر قالت إنه لم يكن عاقلاً بشكل كامل، وإنه يعاني من مشكلة في الظهر والقدم منذ 4 سنوات.

وتقول الأسرة إنها لم تترك باباً لعلاجه إلا وطرقته، حتى إنهم ذهبوا للشيوخ والمنجمين، قبل أن يتَّجهوا إلى الأطباء النفسيين، بعدما عجز الجميع عن معرفة سبب مشكلته الصحية.

الطبيب النفسي، كما تقول الأسرة، أكد أنه مصاب باكتئاب حاد من الدرجة الأولى، وأوضح لهم أن هذا النوع من الاكتئاب يتحول إلى شعور بالممل والزهد في الحياة، وأنه فعلا يؤدي لآلام شديدة بالظهر والقدم.

ومنذ أسبوعين فقط تعرَّض محمد لفقدان بصره مؤقتاً، وأكد أطباء العيون أنه سليم، وأن ما حدث سببه الاكتئاب الحاد، قبل أن يتطور الأمر إلى مرحلة "الشخصية الحدَّية"، وهي حالة لا تعرف أسبابها، وليس لها علاج إلا الأقراص المنومة ومضادات الاكتئاب، كما تقول الأسرة.

4 سنوات من العذاب

الأسرة تقول إنها عاشت معه 4 سنوات من العذاب، وحاولت علاجه بكل الطرق. وذهبت لأكبر الأطباء النفسيين، وكان آخرهم الدكتور عبدالناصر عمر، الذي كان مقرراً أن يلتقيه بعد عيد الفطر.

وطالب شقيق الطفل المتوفى الجميع بالدعاء له، وعدم التطرق إلى مسألة الثواب والعقاب والكفر، وقال إنه ما زال طفلاً، وعانى كثيراً، وقضى نحو شهر في مصحة نفسية، حتى قضى بالطريقة التي كتبها الله له، مؤكداً أنه (محمد) لم يكن مسؤولاً عن تصرفاته، وأن الله وحده هو من يحاسب الناس.