“توبة” فنانة مشهورة تثير سجالا بين الإسلاميين والعلمانيين في البلاد -صورة

جمعة, 27/04/2018 - 17:24

تحولت “توبة” فنانة تونسية واعتبارها أن صوت المرأة “عورة” إلى قضية رأي عام في تونس، حيث تسببت بسجال اجتماعي بين أنصار التيار الإسلامي والعلماني، قبل أن تتراجع الفنانة المذكورة عن تصريحها التي قالت إنه أُخرج من سياقه، مشيرة إلى أنها لا تفكر بالاعتزال في الوقت الحالي.

وخلال استضافتها في برنامج تلفزيوني، أكدت الفنانة الشعبية زينة القصرينيّة أنها تفكر بالاعتزال قريبا، مشيرة إلى أنها تشعر بالخجل من الغناء لأنها “امرأة مسلمة وقارئة للقرآن وأعرف أن صوت المرأة عورة”، مشيرة إلى أنها اضطرت للغناء بسبب الفقر، كما أبدت رغبتها بالتفرغ للعبادة والحج إلى مكة المكرمة.

تصريح الفنانة زينة أثارا سجالا كبيرا في تونس، حيث عبر الفنان الشاب بشير عن تأييده لقرارها بالاعتزال والتوبة، مؤكدا ما ذهبت إليه حول اعتبار صوت المرأة “عورة”، وهو ما أدخله في مشادة كلامية مع المحامية مايا القصوري التي طالبته بعد ممارسة “الإفتاء” أنه ليس من اختصاصه، وطالبته بعدم حضور برامج فيها نساء.

فيما سخر الإعلامي مختار الخلفاوي و زميله محمد بوغلاب من تصريح زينة، حيث نعت الخلفاوي القناة التي استضافتها بأنها “عورة” مستغربا لجوء بعض الفنانين إلى هذه الأساليب لكسب شعبية جديدة، فيما أضاف بوغلاب بتهكم “أرجو أن تدلنا الفنانة الخبيرة في علوم القرآن عن الآية التي تؤكد أن صوت المرأة عورة”، مشيرا إلى أن تصريح زينة ينسجم مع خطاب تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يحرم كل شيء.

ورد الداعية بشير بن حسن على ما قاله كل من الخلفاوي وبوغلاب في فيديو بثه عبر صفحته على موقع “فيسبوك”، حيث قال “المرأة أعلنت أنها تابت إلى الله تعالى من الغناء وأن قلبها يحن إلى بيت ربها ومسجد نبيها وهذا من حقها. هي قالت إن صوت المرأة عورة لكنه ليس كذلك، ولعلها تقصد أنه عورة في الغناء فهذا صحيح”.

وأضاف “أقول لهؤلاء: لو كانت هذه الفنانة غير تونسية أو غير عربية ومسلمة فهل ستتعرضون لها؟ لن تفعلوا ذلك لأنكم تخجلون أو ليست لديكم الشجاعة في نقد غيركم أنتم لا تتسلطون إلا على أبناء وبنات بلادكم”، وتابع “الحرية عند هؤلاء هي في اتجاه واحد يجب أن تكون مثله وتفكر مثله. نحن نفرح لتوبة هذه المرأة ونتمنى التوبة لجميع الناس. نحن جميعا أخوة ونريد الخير للناس ونقول لهؤلاء المستهزئين (بالفنانة زينة) توبوا إلى الله تعالى من الاستهزاء والاستخفاف بالناس والتجني على الثوابت والمسلمات التي هي من دين الإسلام”.

وعادة ما يوجه بشير بن حسن انتقادات للإعلاميين التونسيين، وخاصة الخلفاوي وبوغلاب، حيث سبق أن نعتهم بـ “الصراصير” كما اتهمهم بمحاولة التشكيك في الثوابت والمسلمات بعد “سخريتهم” من ماء زمزم والتقليل من قيمته.

ووجه الباحثة رجاء بن سلامة “دعوة مفتوحة” إلى الفنانة زينة القصرينية لقراءة كيفية نشوء أحكام الفقه “وكيف طوّق رجال الدّين جسد المرأة من أجل خدمة مصالح الرّجال”، وأضافت عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”: “شيوخ، فتاوى، قنوات تلفازية، جمعيّات خيريّة، أحزاب إسلام سياسيّ، تعليم دينيّ، بيزنس دينيّ، كلّها لا بدّ أن تؤول إلى نشر الحقد على جسد المرأة، ونشر ثقافة التّحجيب والتّأثيم. من الطّبيعيّ آنذاك أن تشعر مطربة ليست لها ثقافة حقوقيّة ولا وعي بتاريخيّة الأحكام الفقهيّة بأنّ صوتها عورة”.

وتابعت مخاطبة زينة “صوتك جميل وليس عورة. رقصتك أنيقة. غناؤك مطرب ويساعد التونسيّين على نسيان همومهم في سهرات الرّبوخ التي نحبّها جميعا. وبما أنّك مؤمنة، فلا بأس من ان تؤمني بإله رحيم يحبّ الجمال، غير إله شيوخ الإسلام السياسيّ والوهّابيّ. نحبّك كما أنت. لا تتحجّبي ولا تنعزلي. نحتاج إليك بجمالك القصرينيّ، وبحّتك الآتية من أعماق تونس″.

فيما اعتبرت الباحثة ألفة يوسف أن “جل التونسيين يجدون متعة في الضرب على كل من هو ضعيف، وزينة محدودة الثقافة، فنانة شعبية تستدعى في الاعراس ويدفع لها المال، لكن قيمتها الرمزية ضعيفة في هذا المجال الاجتماعي المريض، لذا هي هدف سهل كما يريده التونسي المتطاول فقط مع البسطاء، واللاعق أحذية المتسلطين”.

وتساءلت بقولها “هل يتصور هذا المجتمع نفسه اقل سكيزوفرينية من زينة؟ أليس هذا المجتمع نفسه من يعتبر من خياله العام ان الحياة يجب ان تبدأ عند الشاب خمرا وجنسا لتنتهي توبة وحجا؟ أليس هذا المجتمع نفسه من يسعى شبابه الى ممارسة الجنس قبل الزواج ثم يريدون فتاة عذراء للزواج؟ أليس هذا المجتمع نفسه من يخرج من المسجد ليواصل غيبة الناس، ومن يصوم وهو يرتشي ويكذب ويؤذي ويعنف ويلقي اوساخه في الطريق؟ أليس هذا المجتمع نفسه من يرضى اللاديني فيه والملحد الفخور بإلحاده ان يأخذ ضعف ميراث اخته، وبالمناسبة هذه نفس حكاية زينة مع الغناء والصوت العورة لكن بالمعكوس″.