فرنسا.. منفذ اعتداء تريب فرنسي مغربي يدعى رضوان لقديم

سبت, 24/03/2018 - 09:34

قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون بجروح، الجمعة، في اعتداءات عدة في جنوب فرنسا تبناها تنظيم “الدولة” ونفذها مسلح عرّفت عنه السلطات الفرنسية بأنه الفرنسي من أصل مغربي رضوان لقديم، وقد أردته قوات الأمن إثر احتجازه رهائن.

وقال وزير الداخلية جيرار كولومب من موقع الاعتداءات أن منفذ الهجمات في كركاسون وتريب (جنوب) يدعى رضوان لقديم وهو فرنسي من أصل مغربي (26 عاما) وأنه تحرك “بمفرده”.

لكن تنظيم “الدولة” قال، في بيان نشرته أداته الدعائية، إن منفذ “هجوم تريب هو جندي في التنظيم”.

وأجرت قوات الأمن عمليات تفتيش في الحي الشعبي بكاركاسون الذي يقيم فيه منفذ الاعتداءات. ووصلت إلى الحي عدة عربات لوحدات عناصر النخبة في الشرطة ملثمين مدججين بالسلاح ومرتدين سترات واقية من الرصاص.

وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرونخلال اجتماع أزمة في مقر وزارة الداخلية “تعرضت بلادنا لهجوم إرهابي نفذه إسلامي متشدد”.

وأضاف “لقد دفعنا منذ عدة سنوات ثمن الدم لإدراك خطورة التهديد الإرهابي” معبرا عن شكره للجنود الفرنسيين المنتشرين في الخارج في العراق وسوريا “على تقليصهم الخطر (الإرهابي)”، ولقوات الأمن مؤكدا “التصميم المطلق” على مكافحة الإرهاب.

وكانت فرنسا شهدت سلسلة اعتداءات جهادية في 2015 و2016 أوقعت 241 قتيلا ومئات الجرحى.

اعتقال رفيقة

وأعلن النائب العام بباريس فرنسوا مولان أنه تم توقيف رفيقة لمنفذ الاعتداءات بتهمة “الاشتراك في عصابة أشرار على صلة بعمل إرهابي إجرامي”.

كما أوضح النائب العام أن الجاني صاح “الله أكبر” لدى الهجوم وأكد أنه “جندي” في تنظيم الدولة، وأنه “مستعد للموت من أجل سوريا”. وأضاف أن رضوان لقديم “طالب بإطلاق سراح رفاق له قبل أن يطلق النار على زبون وعلى موظف محل توفيا على الفور”.

وبعد اللغط الذي أثير حول سوابقه، أكد النائب العام أن أجهزة الاستخبارات كانت تراقب لقديم وبأنه اعتبر متشددا نظرا لعلاقاته بـ”الأوساط السلفية”.

ونفذ لقديم هجماته على ثلاث مراحل بحسب ما روت عدة مصادر قريبة من التحقيق.

وبدأ عملياته بـ”سرقة سيارة في كاركاسون بعد قتل راكب وإصابة السائق بجروح خطرة”. ثم في مكان غير بعيد أطلق النار على شرطي وأصابه بجروح. وكان هذا الأخير عائدا من ممارسة الركض نحو الساعة 11:15 ، ثم دخل متجرا في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون حيث “قتل شخصين”.

“تطرف”

وتمكن باقي الرهائن من الفرار، واحتجز لاحقا امراة. فعرض اللفتانت كولونيل ارنو بيلترام (45 عاما) الذي أرسل إلى المكان، الحلول محل المراة الرهينة.

ونحو الساعة 14:30 (13:30 توقيت غرينتش) أصاب المهاجم الضابط بجروح خطرة بالرصاص وهو ما أدى إلى هجوم عناصر النخبة في الدرك، بحسب وزير الداخلية الذي أشاد “بالعمل البطولي” للضابط.

وأصيب عسكري آخر بجروح في الساق.

وقُتل المهاجم بعد ظهر الجمعة خلال هذا الهجوم على السوبرماركت الذي احتمى فيه في تريب، بحسب كولومب.

وقال كولومب “كنا نتابعه وكنا لا نعتقد بحصول تطرف لكنه انتقل إلى التنفيذ فجأة بينما كان يخضع للمراقبة”، مضيفا أن الخطر الإرهابي لا يزال “قويا جدا” في فرنسا.

وقال ماكرون “يتعين أن يجيب التحقيق على أسئلة مهمة : متى وكيف تطرف؟ ومن أين حصل على السلاح؟”.

وروت امراة كانت في السوبرماركت لإذاعة “فرانس اينفو” ان “رجلا صرخ وأطلق النار مرات عدة”، مضيفة “لمحت باب ثلاجة وناديت على الناس للاحتماء. كنا عشرة أشخاص وبقينا قرابة ساعة. حصل إطلاق نار آخر وخرجنا من باب الطوارئ في الخلف”.

وتشارك فرنسا في التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة” في سوريا والعراق.

وأعرب رئيس المفوضية الأوروبي جان كلود يونكر عن وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب الفرنسي و”دعمه التام” له.

وستطفأ أنوار برج ايفل بباريس منتصف ليل الجمعة السبت تكريما لضحايا الاعتداءات اليوم.