وزراء يردون الناس عن الانتساب لـ UPR -تفاصيل مثيرة

أحد, 11/03/2018 - 18:55

تعتبر السياسة من المجالات الحساسة، التي تتطلب قدرا من اللباقة في الخطاب، والدبلوماسية في المواقف، والأدبية في الأسلوب، فالسياسي يسعى إلى استمالة الناخبين، وخطب ودهم، ليدعموا مشروعه، أو ينتسبوا لحزبه، أو يصوتوا لصالحه، وفي الغالب لا يكون لديه ما يقدمه لهم سوى وعود انتخابية، لذلك فلو كان السياسي فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله، وحينها تنقلب الدعاية إلى تحريض، والتحسيس إلى حساسية، والدعم إلى معارضة.

لعل هذا بالضبط ما حققه معظم الوزراء الذين ابتعثهم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إلى عواصم الولايات للتحسيس قبيل حملة الانتساب للحزب، وسواء كان ذلك بقصد، أو بغير قصد، فإن بعض الوزراء ساهم في تحريض المواطنين ضد النظام والحزب، وتعميق غضبهم ضد السلطة، فعندما تقول وزيرة شابة للمئات من المواطنين الذين طرحوا معاناتهم من الجفاف والعطش، تقول لهم:"توقفوا عن طرح مشاكلكم، فنحن ما جئنا هنا لنستمع إلى معاناتكم، بل جئنا لنطلب منكم الانتساب للحزب الحاكم"!!، هل هذا هو أفضل خطاب يوجه للمواطنين لكسب ودهم في عز فصل الصيف، وفي سنة قحط وجفاف؟؟.

وعندما يقول زميل لها، وزير آخر لمواطنين، طالبوه بالحديث بلغة يفهمونها، حتى تصل رسالته، ويتفاهم معهم، وحتى يحترم الدستور، ليقابلهم السيد الوزير بالقول:"اسكتوا.. اسكتوا، عليكم أن تلتزموا بتطبيق ما لم تفهموا"، ومن ثم يتشنج السيد الوزير، ويأمر بطرد المواطنين من القاعة بالقوة، فهو غير مستعد حتى لمجرد سماع مطالبهم، أما تلبيتها فشيء آخر، وقد أثار تصرف الوزير تجاه المواطنين غضبا عارما، وحول المهرجان من دعم للحزب الحاكم، إلى شرارة غضب ضد الحزب والحكومة، ليكون الوزير هذا قد قام بتحسيس ممتاز قبيل حملة الانتساب، لكنه تحسيس في الاتجاه المعاكس، وقد تندر بعض المواطنين بالقول إنه كان على المعارضة أن تستفيد من قدرات الوزراء في تأليب الشعب ضد النظام، فهم بارعون حقا في ذلك !!.

وقد عبر بعض المراقبين عن استغرابه من إرسال الوزراء في هذه المهمة السياسية الحساسة في ظرف زمني بالغ الصعوبة دون إخضاعهم - أي الوزراء- لتكوين مكثف حول طريقة التعامل مع المواطنين، وتلقين الوزراء أبجديات الخطاب السياسي في مثل هذه المواقف، خاصة وأن رئيس الحزب الأستاذ سيدي محمد ولد محم يعترف له الجميع بحنكته السياسية، وكفاءاته الخطابية، وقدراته الإقناعية، فبمجرد جمل قليلة في تغريدة على تويتر يستطيع الرجل إيصال رسائل بالغة لأكثر من طرف، وشكل خطابه الأخير في افتتاح الأيام التشاورية للحزب بوصلة كان يمكن لبعثات التحسيس أن تستفيد منها لتحديد معالم خطابها، وتعاملها مع الجماهير.

الوسط