وزيرة موريتانية تعيش احلام اليقظة

ثلاثاء, 31/10/2017 - 09:33

 كنت هذا الصباح في دردشة مع السيد الرئيس الذي انتخبناه بكل شفافية وديموقراطية بموجب استحقاقات 2019 وقد استدعاني بوصفي مواطنة موريتانية من ضمن الكثير من المواطنين للاستئناس بآرائهم حول الطريقة المثلى للخروج بموريتانيا من أزمتها متعددة الأوجه. ودار بيننا الحديث التالي:

سيدتي بوصفك مواطنه كيف ترينني عاملا للخروج ببلدي من مختلف أزماته واطلاقه لمرحلة من التنمية والرفاه صارت إليها دول أخرى كانت أقل موارد وأضعف حيلة؟
السيد الرئيس إذا كنت تريدني أن أصارحك وأصدقك سأتكلم فالصديق من صدقك لا من صدقك وإذا كان عكس ذلك فليس لي ما أقوله الا الطلب لكم بالتوفيق؟
السيد الرئيس:
لا أريد الا الصراحة والصراحة فقط
شكرا السيد الرئيس
لا بد لي من جمع هذه الملاحظات في نقاط محددة لأن وقتكم يجب أن ينطلق في تحقيق الملموس و لأن الأوضاع لا تقبل التأجيل أو التراخي.
اولا: أن تنوون نية الاصلاح والخير لبلدكم ولشعبكم وان تتوكلوا على الله جلت قدرته وعلا شأنه
ثانيا: قوموا باختيار فريق حكومي من اصحاب الكفاءات المشهود لهم بالنظافة من المال العام من النساء والرجال ومن مختلف الشرائع والأعراق الوطنية. فالكل فيه من الكفاءات الشيء الكثير
ثالثا: اتخذوا قرارا فوريا بالغاء نتائج الاستفتاء على الدستور الأخيرة
رابعا: قوموا بحل البرلمان والمجالس البلدية متعدية الصلاحية واستدعاء كافة الطيف السياسي لاجراء حوار جاد حول الأجندة السياسية المقبلة واتركوا الحوار دون ضغط منكم ليصل لنتائج عليها اجماع حقيقي
خامسا: اطلقوا سراح السناتور ولد غدة والمشمولين في الملف من شيوخ ونقابيين وصحفيين واعلنوا وضع نهاية لأي متابعة من هذا القبيل
سادسا: القوا مذكرات الاعتقال الصادرة بحق رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو ورفيقه محمد ولد الدباغ وتلك الصادرة في حق مصطفى الامام الشافعي
سابعا : وجهوا نداء إلى الشباب الموريتانيين في الداخل والخارج للمساهمة في تشكيل هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلد
ثامنا: اطلبوا من الفريق الحكومي إعداد خطة تنموية متكاملة وقابلة للتنفيذ على موارد الدولة ووضع مخطط استعجالي للتخفيف من الدين الخارجي
تاسعا: نشطوا مؤسسات الدولة في مجال الرقابة على مستوى الادارات والوزارات وعلى مستوى المفتشية العامة للولة وزودوهم بالوسائل والصلاحيات الضرورية لتنفيذ هذه المهام دون خوف من عواقب تفتيشهم
عاشرا: اطلقوا ناداء صارما وفوريا بمعاقبة كل من وجد متلبسا بجرم الرشوة أو الوساطة أو الزبونية وأشيعوا فورا روح الشفافية خاصة في طريقة منح الصفقات والتعيينات والاكتتاب والتحويل والترقية وكونواصارمين وماضين في هذا النهج
أحد عشر: اضربوا أنتم وأسرتكم وأقاربكم المثل الأعلى في التعفف عن المال العام ولا تقبلوا بأي حال من الأحوال ان يكون انتخابكم مصدر قلق للآلاف من الفقراء واعلنوا فورا عن ممتلكاتكم طبقا لما تمليه المسطرة القانونية الوطنية
اثنى عشر: ارفعوا اليد عن مؤسسات الاعلام الرسمي لتصبح كما ينص على ذلك القانون مؤسسات خدمة وطنية يرى فيها كل مواطن نفسه في التعبير عما يختلج في نفسه سواء كان معارضا أو مواليا أو مواطنا عاديا وزودوا وسائل الاعلام الحرة بالوسائل الضرورية وخففوا عنها الالتزامات فبدون نضوجها ستظل الديموقراطية والتنمية في خلل دائم
ثلاثة عشر: أوصوا الوزير المكلف بالتربية والتعليم والوزير المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي بالاعداد لتنظيم أيام وطنية مفتوحة وجادة يشارك فيها الجميع ويتم رصد الأموال الكبيرة لتنفيذ نتائجها حتى ولو تطلب الأمر تخصيص ثلثي الميزانية لذلك
أربعة عشر: أوصوا الوزير المكلف بالعدل بضرورة احترام استقلالية القضاء وبنيتكم في الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التدخل أو الضغط على قرار القاضي وفعلوا الرقابة على القضاة في هذا المجال وشكلوا مجلسا أعلى للقضاء لا ترأسونه ويتكون من كبار القضاة والخبراء في البلد
خمسة عشر: أوصوا الوزير المكلف بالثقافة باطلاق حملة وطنية فعالة لتثقيف وتوعية المواطنين حول معاني الوطنية والتضحية ومحاربة كافة أشكال الفساد والامراض التي تنخر جسم المجتمع من تراتبية وشرائحية وفقر وجهل وكسل عن العمل وطمئنوهم أنكم ماضون في تحقيق المساواة في الفرص بين المواطنين تجري هذه الحملة بشكل مستمر وعلمي مدروس وترصد لها الموارد الضرورية لذلك
ستة عشر: عاملوا الطيف الساسي باحترام ومن منطلق شراكة استراتيجية تعاونية وتكاملية لبناء بلد انتم أبناؤه جميعا
سبعة عشرة: اجعلوا المعارضة شريكة لكم واستمعوا لرأيها واجروا بها اللقاءات التي ينص عليها القانون
سبعة عشر: حققوا مساواة جادة في الفرص بين النساء والرجال واعطوا للشباب الموريتاني أملا كبيرا في مستقبل مزدهر وكافحوا البطالة بإقامة مشاريع ضخمة تمتص اليد العاملة الوطنية وتحفز الأعداد الكبيرة من الأطر الذين غادروا بحثا عن العمل على الرجوع لوطنهم وتكريس خبراتهم لخدمته وهم مرتاحون
ثمانية عشر: حافظوا على علاقات موريتانيا الخارجية طبقا لمصالح البلد اولا ثم لما تمليه ضرورة الاحترام المتبادل بين الدول والشعوب
تسعة عشر:التزموا بكافة الاتفاقيات والمعاهدات التي صادقت عليها موريتانيا الا ما كان منها ضارا بالبد فله طرق مراجعته
عشرون: احترموا المؤسسة العسكرية كضامن لأمن البلد واستقراره وحوزته الترابية وابعدوها عن أي تدخل للتأثير في الشأن السياسي أو استغلال لنفوذها وأن تكون في خدمة المواطن ومصاله العليا فتلك مهمتها النبيلة التي يجد فيها كل منا الطمأنينة والحماية على لنفسه وممتلكاته دون تحيز لشخص بعينه.
وفي الأخير ، السيد الرئيس، انطلقوا في كل هذا مما أوصالكم الله ورسوله الأعظم به من الصدق والأمانة واحترام الانسان وتذكروا قول نبينا وقدوتنا عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته.
أعجبني في رئيسنا المنتخب قدرته الفائقة على الإنصات والإستماع دون تحرك أو اظهار أي تذمر رغم مطولاتي ورغم أنه رئيس صوت له أغلبنا.
بعد حديثي الطويل والذي لا شك تنقصه بعض الطرافة ، رد علي مبتسما مسرورا : أشكرك وبنا جميعا ونوايانا الصادقة و فوق كل ذلك بحول الله وقدرته سنجتاز الأزمات ونحقق التنمية وستصبح موريتانيا في سنوات قليلة قادمة من بين الدول الناهضة بمشاركة الجميع دون استثناء إن شاء الله.
استيقظت مع دخول نور الصبح من النافذة وأنا أكرر إن شاء الله تعالى إن شاء الله تعالى .
أحلام يقظة

بقلم سنية منت سيدي هيبه

المصدر: مرآة الحدث