قائمة المفاجآت: أعلى الرواتب التي يحصل عليها مُبرمجو الشركات التقنية

ثلاثاء, 08/12/2015 - 12:17

تُسيطر أخبار الشركات التقنية وتحديدًا الناشئة منها على حياتنا اليومية، فلا يكاد الأسبوع أن ينقضي، حتى نسمع عن صفقة استحواذ تبلغ قيمتها على الأقل عشرات الملايين، زارعة الأمل في نفوس روّاد الأعمال والمُطورين، ومُحبطة للفئة التي قررت أن تبقى مُستهلكة، وتجد في النقد مساحتها المُفضلة للشعور بالإنتاج.

كمُستخدمين، هذه الأخبار لا تُغنينا ولا تُسمننا من جوع، بل تضمن لنا فقط أن المُنتج التقني سيستمر بالعمل ولن نتفاجئ أن الشركة اضطرت لإغلاقه بسبب عدم وجود تمويل كافي. لكن المؤسسين وأصحاب الأسهم هم المُستفيد الأكبر، ورُبما بعض الموظفين داخل الشركة.

يقف خلف كل شركة تقنية فريق عمل كبير من ناحية الأداء، قد يكون صغيرًا من ناحية العدد، لكنه وبكل تأكيد يبذل كل شيء لتطوير الفكرة التي يؤمن بها وبفرص نجاحها، ولهذا السبب لا تبخل الشركات في دفع رواتب عالية لهم لدفعهم للأمام أكثر وأكثر.

 

الخمسة الأوائل في القائمة

ما أن تقرأ العنوان، حتى تظن أن جوجل، فيس بوك، أو مايكروسوفت ستتصدر المشهد، لكن للأسف ستتفاجئ أن تلك الشركات غير موجودة ضمن الخمسة الأوائل، فالقائمة تبدأ بشركة دروب بوكس Dropbox للتخزين السحابي التي تدفع لمُبرمجيها رواتب سنوية تصل إلى 144 ألف دولار أمريكي، ولهذا لا نستغرب أنها تتنافس مع شركات بحجم آبل أو جوجل في مجال التخزين السحابي.

شركة Jawbone المُتخصصة في مجال تصنيع وتطوير السوارات الإلكترونية لتتبع نشاط ولياقة المُستخدم احتلت المركز الثاني برواتب تصل إلى 141 ألف دولار أمريكي، وهي شركة تُقدّر قيمتها بـ 3 مليارات دولار أمريكي، ولديها في حساباتها البنكية ما يزيد عن 700 مليون دولار، متبوعة بشركة Cloudera المُتخصصة في مجال الحلول الرقمية السحابية التي تدفع لمبرمجيها 139 ألف دولار أمريكي سنويًا.

Medallia اسم غير معروف كثيرًا، لكنها من الشركات التي تُقدم برامج وتطبيقات لمُساعدة الشركات الكُبرى على التواصل والاندماج مع مُستخدميها، وهي تدفع تقريبًا 138 ألف دولار سنويًا، وتُقدّر قيمتها المالية بأكثر من مليار دولار أمريكي، والطريف أنه رقم متواضع أمام قيمة تطبيق مثل سناب تشات على سبيل المثال لا الحصر.

أخيرًا، تأتي شركة ZScaler، المُتخصصة في مجال الأمن السحابي، في المرتبة الخامسة برواتب تصل إلى 133 ألف دولار سنويًا.

ما بعد الخمسة الأوائل

مُعظم الشركات التقنية السابقة غير معروفة باستثناء دروب بوكس التي توجه حلولها للمُستخدم العادي والشركات في نفس الوقت، لكن الشركات التي تليها في القائمة معروفة أكثر، حيث تأتي في المركز السادس شركة Airbnb التي تُقدم شبكة اجتماعية لتوفير أماكن الإقامة أثناء الإجازات والسفر، حيث تدفع سنويًا لمُبرمجيها 131 ألف دولار، وهي شركة توفر حلولها في أكثر من 190 دولة حول العالم.

شركة Uber التي احتلت المركز السابع تُقدير قيمتها الحالية بـ 51 مليار دولار أمريكي، وتدفع سنويًا 130 ألف لمُبرمجيها، خصوصًا أنهم عصب التطبيق بفضل خوارزمياتهم الذكية، متبوعة بـ DocuSign التي تُقدم حلولًا لتوقيع المُستندات إلكترونيًا، حيث تدفع 129 ألف دولار للمُبرمجين الذين يُعتبرون أيضًا عصب الفكرة ومُحركها الأساسي.

أخيرًا تأتي شركتا AppDynamics وOkta في المراكز الأخيرة في قائمة العشرة الأوائل، فالأولى التي تُقدم إحصائيات حول استخدام التطبيقات تدفع 128 ألف دولار، والثانية تُقدم حلولًا لحماية هوية المُستخدم على الإنترنت وتدفع 127 ألف دولار تقريبًا.

أين فيس بوك أو جوجل؟

بعد العشرة الأوائل، يأتي الدور على Spotify التي أجبرت آبل وجوجل على دخول مُعترك بث الموسيقى، حيث تدفع الشركة رواتب تصل إلى 127 ألف دولار أمريكي سنويًا، يأتي بعدها تطبيق Tango الشهير برواتب تصل إلى 126 ألف دولار، وGilt Groupe التي تمتلك متجرًا إلكترونيًا بأكثر من ستة ملايين مُستخدم برواتب 124 ألف دولار.

Twilio، التي توفر واجهات برمجية للتواصل مع المُستخدمين، من الشركات الكبيرة جدًا، والتي تُقدم خدمات رائعة خصوصًا لمُبرمجي التطبيقات وأصحاب الشركات الناشئة، تدفع 123 ألف دولار وتتفوق على شبكة Pinterest الاجتماعية التي تدفع 121 ألف دولار أمريكي سنويًا.

وتختتم قائمة أعلى الرواتب بشركات مثل AppNexus، وKabam، وGlassdoor، بالإضافة إلى Credit Karma وZocDoc، حيث تتراح رواتب المُبرمجين في تلك الشركات بين 114 ألف دولار و119 ألف.

المفاجئة تكمن أن شركات مثل مايكروسوفت أو آبل غير موجودة في هذه القائمة، وهذا ليس بسبب ضعف الرواتب هُناك، لكن قلّة من المُبرمجين في تلك الشركات يُفصح عن رواتبه التي قد تكون أقل بالفعل من الرواتب المذكورة أعلاه، أو قد تفوقها بأرقام أكبر، لكن مهاراتهم وخبراتهم لا تترك أي مجال للشك بكل تأكيد.

الكثير من مُبرمجي الشركات الكبيرة الغير موجودة في القائمة يتجهون لترك العمل فيها وتأسيس مشاريعهم الخاصّة، وبالبحث قليلًا عن السيرة الذاتية لبعض مُطوري بعض المشاريع السابقة، ستجد بكل تأكيد أنهم عملوا لفترة ولو قليلة في إحدى الشركات العريقة مثل جوجل، فيس بوك، مايكروسوفت أو آبل.

قد لا تعنينا هذه الأرقام من قريب أو من بعيد، لكن على الشركات العربية أن تخطوا  – من ناحية الفكرة – نفس خطوات الشركات الكُبرى التي تُقدّر قيمة موظفيها وتُقدّم لهم ما يضمن تحفيزهم على الصعيد النفسي والإبداعي، وهنا لا أعني المال فقط، فبيئات العمل داخل جوجل أو فيس بوك كفيلة بإخراج أفضل ما عند الموظف بما يعود بالفائدة على الطرفين في مُعظم الأوقات.