لا تتخلى عن هذا الحب بسهولة

أربعاء, 20/09/2017 - 16:44

أهو الحب من النظرة الأولى؟ أهو الحب بجنون؟ إنه موجود، على الأقل في بداية العلاقة، غير أنه بعد فترة يبدأ العالم الحقيقي في الدخول وتتضاءل فقاعة الحب هذه.

على سبيل المثال، نصف الثنائيات تريد أن تفاجيء الطرف الآخر،  وقد كان، جرى شراء تذاكر المسرح لليلة السبت، وجرى حجز طاولة في المطعم المفضل.

ولكن رد الفعل لم يكن كما المتوقع، إنها تريد الذهاب في عطلة مع أصدقائها. وهو خائب الظن للغاية،  ثم تنهمر الاتهامات: “لقد تغيرت كثيرا. لقد أصبحت جدا سلبي. ليس لديك حتى وقت لقضاء أمسية معا”.

وبالتأكيد فإن رد الفعل بهذه الطريقة مبالغ فيه، ولكن من المحتمل أن يكون مفهوما أيضا.

يشعر أحد الطرفين بالتجاهل وأنه لم يعد رقم واحد في حياة الشريك. إنه ليس شعورا لطيفا إلا أنه شائع.

ويقول المستشار النفسي، ماكسيم تينينباوم، “بعد نحو عام، تنتهي مرحلة الافتتان, ثم تبدأ مرحلة العلاقة البالغة”.

في هذه المرحلة ينبغي على الشريكين أن يكونا مستعدين للتفاوض. ويوضح المعالج النفسي موريتس إيشبيك: “من المهم التحدث مع بعضكما مرارا وتكرارا”.

وينبغي على كل شخص أن يعرب عن احتياجاته ورغباته بوضوح.

ولكن أحد أسباب ظهور المشاكل هو عندما لا يرى الأشخاص سوى احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة. أو عندما يتوقع نصف الثنائيات أن الطرف الآخر سيلبي احتياجاتهم دون إخبارهم ماهية هذه الاحتياجات.

ويشير الطبيب النفسي كلاوس زايفريد إلى أنه “في العلاقة من المهم خلق توازن بين احتياجات المرء وتلك الخاصة بالشريك”.

وهذا لا يحدث سوى إذا تواصلت.

ويوضح تينينباوم: “لا تتهم الطرف الآخر طوال الوقت”. هناك رغبة وراء كل اتهام، وبشكل عملي، هذا يعني القول: “أود منك أن تلقي القمامة”، بدلا من “أنت لم تعد تلقي القمامة”.

وقد يكون هناك أسباب أخرى لما أحد طرفي العلاقة غير سعيد، فعلى سبيل المثال، أحد الطرفين يعد التخطيط المالي ولكنه لم يضع الطرف الآخر في الحسبان، أو أن كلا الطرفين يعملان ولكن شخص واحد فقط يقوم بالأعمال المنزلية وبأخذ الأطفال من المدرسة.

وهذا يؤدي إلى خيبة الأمل والشكوى والإحباط.

ومن الممكن مناقشة مثل هذه النقاط الحاسمة وإيجاد حل لها بمساعدة معالج متخصص في العلاقات.

ويقول تينينباوم: “من المحتمل أنه ينبغي على الطرفين تعلم تقبل سلوك الآخر على نحو أكبر”.

وبشكل عام، يمكن تصنيف الخلافات إلى تلك التي يمكن حلها وتلك التي لا يمكن حلها.

من المستحيل لشخص انطوائي أن يتحول إلى شخص اجتماعي للغاية، غير أنه يمكن للطرفين أن يخرجا بإستراتيجيات للتغلب على هذه العقبة.

التحدث، إيجاد حلول، التفاوض. كل هذا يمكن أن يصبح مجهدا. وعندما لا يعد الطرفان يرغبان في اتخاذ هذه الخطوات والمشاعر اضمحلت، من الصعب تجنب الانفصال.

ومما لا شك فيه، من الجدير ألا تتخلى عن علاقة على استعجال، فإن الانفصال يسبب إجهادا عقليا وتكاليفه مرتفعة ومن الصعب للأطفال التعامل معه. وهناك أمر آخر حتمي أن الخلافات ستنشأ مجددا في علاقة جديدة.