زهرة تطلق رائحة الجثث… فما هي؟

خميس, 24/08/2017 - 08:01

الفكرة السائدة عن الأزهار أنها مصدر رائحة زكية. لكن يبدو أن هذا “العرف” كسرته زهرة نادرة، صاحبة رائحة “نتنة”، معروفة باسم “الزهرة الجثة”، لشدة انبعاث رائحة كريهة منها. وهي تطلق رائحة تشبه رائحة اللحم العفن، لأكثر من 36 ساعة، لتجذب الحشرات التي تتغذى على الحيوانات النافقة لتلقيحها.

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز″، عن أن الزهرة أشرقت في الحديقة النباتية في نيويورك، في حدث “نادر، قلما يتكرر”. إذ من المعروف أن هذه الزهرة قد تعود للتفتح كل 10 سنوات أو ربما بعد قرن كامل.

ويعد هذا الحدث الثاني من نوعه في حديقة نيويورك، على ما تنقل الصحيفة، وتضم الحديقة 3 زهرات من هذه النوع، تفتحت الأولى منها في 21 أغسطس/آب، قبل أن تبدأ بالموت سريعًا.

ويقول خبراء الزراعة: إن “هذه النبتة تحتاج سنوات عدة لتخزين ما يكفي من الطاقة لبدء دورة الإزهار”، ويعود أصلها، إلى الغابة الاستوائية في إندونيسيا.

وتشير الصحيفة إلى أن “الزهرة تشبه المدخنة لارتفاعها وتخرج هذه الرائحة الكريهة لتصل إلى أبعد مسافة ممكنة، وتجذب أكبر قدر من الذباب لتتم عملية التلقيح بقوة شديدة”، موضحة أنها “تكبر في درجة حرارة مرتفعة ورطوبة شديدة، كما أنها تحتاج إلى مساحة كافية للنمو”. واكتشف هذا النوع النباتي للمرة الأولى، العالم إدواردو بكاري عام 1878.وكانت المرة الأولى التي تعرض فيها زهرة الجثة، في الحديقة النباتية في نيويورك، عام 1939.

وتتبع هذه الزهرة الفصيلة القلقاسية، وتنتج زهرة جميلة المنظر وضخمة جدًا، وتعد من أكبر زهور العالم. حيث يصل طولها إلى أكثر من 3 أمتار (10 أقدام تقريبًا). وتنمو هذه الزهرة في غابات سومطرة وهي لا تلجأ إلى ما تفعله الزهور الأخرى التي تخرج رائحة حلوة لجذب الفراشات والنحل لتلقيحها، فزهرة الجثة اختارت أن يلقحها الذباب والخنافس التي تضع بيضها في اللحم الفاسد، لذلك فهي تخرج هذه الرائحة التي تجذب هذه الحشرات.

وتنمو زهرة “أمورفوفالس تيتانيوم” في بعض الحدائق النباتية في العالم. وتعتبر عملية إزهارها حدثًا عالميًا نادرًا، إذ تزهر مرة كل مئة عام ليومين فقط. ثم يبدأ مشوار الانتظار التالي لقرن آخر من الزمان. ونظرًا لقصر مُدة إزهارها فقد راقب مركز الأبحاث النباتية التجريبية في جامعة كورنيل عملية إزهارها بالكاميرات، كما أتاح لمستخدمي الانترنت فرصة نادرة لمشاهدتها على مدار الساعة خلال هذين اليومين الفريدين من نوعهما.