توقيف كاتب روايات بوليسية في جريمة قتل ظلّت لغزا لوقت طويل

أحد, 20/08/2017 - 16:50

 كشفت السلطات الصينية عن قضية اختلط فيها الواقع بالخيال، إذ أوقفت كاتب قصص بوليسية لتورّطه في جريمة قتل تعود إلى التسعينيات لطالما كانت عصيّة على المحققين.

فمنذ 22 عاما يعكف المحققون على فهم ملابسات مقتل عائلة في إحدى ليالي شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1995 في بيت للضيافة شرق البلاد.

وعلى مدى سنوات طوال، عمل المحققون على عدد لا يُحصى من الفرضيات، إلى أن اكتشفوا قبل أيام أن حلّ هذا اللغز كان في كتاب ألّفه القاتل ويباع في مكتبات البلاد.

والكاتب القاتل هو ليو يونغبياو البالغ من العمر 53 عاما، وقد أوقف قبل أيام من منزله الواقع على مقربة من موقع الجريمة، وفقا للشرطة.

وقد أوقف أيضا أحد سكان قريته الذين اشتبهت الشرطة أنه على صلة بالجريمة.

وبالفعل، أقرّ الرجلان بالجريمة التي راح ضحيّتها أربعة أشخاص من عائلة واحدة.

 “أنتظركم منذ سنوات” 

حين دخل عناصر الشرطة لتوقيف ليو قال لهم “كنت أنتظركم طوال هذا الوقت”، بحسب ما نقل موقع “ذي بايبر” الإخباري عن مصادر رسمية.

وكان ليو يتعاون مع واحدة من أكبر دور النشر في الصين، وقد حوّلت إحدى قصصه إلى مسلسل تلفزيوني.

في مقدمة روايته “سرّ مؤلم”، يشرح الكاتب أنه بصدد كتابة ملحق لها ستكون بطلته كاتبة قصص بوليسية ترتكب جرائم لا يتمكن المحققون من حلّها.

وأراد أن يكون عنوان الرواية الملحقة “الكاتبة الجميلة التي تحمل على عاتقها موتى كثيرين”.

ليل التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1995، نزل رجلان في بيت عائلي للضيافة في منطقة خلابة شرق الصين، وكان الهدف السطو عليه.

لكن الأمور لم تسر على ما يرام بل انتهت بمقتل مالك البيت وزوجته وحفيدهما، إضافة إلى أحد المقيمين فيه. وقد ضربوا حتى الموت بأداة صلبة.

ولم تتمكن الشرطة لوقت طويل من الحصول على أي مؤشر صلب يفيدها في مسار التحقيق، وأفاد أحد العاملين في بيت الضيافة أن الرجلين كانا يتحدثا بلهجة سكان مقاطعة أنهوي المجاورة.

وظلّت ملابسات هذه الجريمة لغزا إلى أن تمكن المحققون من تحديد هوية الرجلين بفضل فحص الحمض النووي الذي قادهم أولا إلى الكاتب.

“تحررت أخيرا” 

حين أوقف ليو، كان يعطي درسا في الأدب، بحسب وسائل الإعلام الصينية.

ويصفه تلاميذه بأنه كان قليل الكلام عن حياته الشخصية. ويقول تلميذه فانغ مينغ “كان شخصا جديا جدا، قلما يبتسم، وينتقد طلابه كثيرا، لا يرفع صوته على طلابه ولكن وجهه يوحي بعدم الرضى”.

وكان الكاتب القاتل يصف نفسه بأنه “رجل من الريف” عاش طفولة فقيرة في قريته، ولم يتمكن من متابعة دروسه في الجامعة.

وقال أحد عناصر الشرطة إن ليو طلب منه أن يوصل رسالة لزوجته جاء فيها “لقد انتظرت هذه اللحظة عشرين عاما..وأخيرا انتهى كل شيء.. أشعر أخيرا أنني تحرّرت من تلك المعاناة النفسية التي عشتها سنوات طوال”.