أشباه إلفيس يتوافدون إلى ممفيس لإحياء الذكرى الأربعين لوفاة معبودهم

خميس, 17/08/2017 - 07:47

يرتدي ماثيو بوس زيّه البراق ويعتلي خشبة المسرح ليقلد حركات معبوده إلفيس بريسلي الذي ما زال يكن له إعجاباً كبيراً بعد 40 سنة على رحيله.

يشارك ماثيو، كما الآلاف من محبي “ملك الروك”، في مسابقة “إلفيس تريبوت آرتيستس″ لإحياء ذكرى إلفيس الذي توفي سنة 1977 بعد مسيرة ناجحة دامت أكثر من 20 عاماً.

وماثيو البالغ من العمر 18 عاماً، والذي أنهى المدرسة الثانوية للتو هو في سن أصغر مما كان إلفيس عندما سجل اولى أسطواناته، لكن المراهق يؤكد أنه “معجب به منذ صغره” بفضل عمته وجدته اللتين عرّفتاه عليه.

وبدأ يحيي عروضه الأولى في السابعة من العمر وراح يتقاضى المال عنها في الثامنة.

وهو اليوم يشارك في مسابقة “إلفيس تريبيوت آرتيستس″ المنظمة في ممفيس في الذكرى الأربعين لوفاة ملك الروك. وينال الفائزون مبلغا يتراوح بين 50 دولارا و5 آلاف دولار بحسب الفئات التي يتقدمون لها.

وأغلبية منافسي ماثيو يكبرونه بأعوام عدة، حتى أن البعض منهم تخطى السبعين من العمر.

متنفّس 

لم تكن الأمور دوماً سهلة بالنسبة إلى ماثيو الذي كان رفاقه في المدرسة يستعينون به كمتنفس لهم.

ويروي الشاب “كنت في حالة سيئة جداً لكنني كنت أستمع إلى موسيقى إلفيس عند العودة إلى البيت وأشعر بالتحسن”.

ويحلو لماثيو أن يشبه المشاركين في هذه المسابقة بعائلته، فهم كلهم يكنون إعجاباً كبيراً لإلفيس الذي لا نظير له في رأيهم.

وبات أفضل أشباه ملك الروك مشهورين في أوساط محبي الفنان، حتى أن البعض منهم يحيون حفلات الزفاف.

لكن لهذا الشغف كلفة، فماثيو يستقل الطائرة من نيويورك إلى ممفيس لإحياء حفلات يجني منها بين 300 إلى 5 آلاف دولار، في حين أن بزته وحدها تكلف 5 آلاف دولار.

وهو ينوي الالتحاق بالجامعة لكنه لا يفكر بتاتاً في الاعتزال ويقول “أمامنا 15 سنة على الأقل”.

لكن ماثيو يقر “لا يمكننا ان نقلد ألفيس مدى الحياة. في مرحلة ما ينبغي لنا أن نتوقف إذ أن حركات الرقص ستؤلمنا”.

استدامة الإرث

خلافاً لماثيو، رون توتر مصفف الشعر البالغ من العمر 52 عاماً حديث العهد بتقليد إلفيس بريسلي. وهو خاض هذا المجال قبل أربع سنوات “للتسلية والتعرف على معجبين آخرين”.

ويقول هذا الأخير “يعرفون أننا لسنا إلفيس الحقيقي، لكنهم يعاملوننا كما لو كنا كذلك والأمر رائع بالفعل”.

وتؤكد أنجيلا تود التي أتت من ميشيغان إلى ممفيس للمشاركة في فعاليات الذكرى الأربعين لوفاة معبودها “يحافظ مقلدوه على استدامة إرثه ويخلدونه”.

لا يقدم رون توتر سوى عرضين في السنة وهو يجني منها “القليل من المال”.

وبالرغم من الحر الخانق، قرر أن يرتدي قميصاً أسود من الجلد، كما كان يحلو لملك الروك أن يرتدي في الستينات، بمناسبة هذه المسابقة التي تحيي إرث ملك الروك بعد 40 عاماً على وفاته.

ولد إلفيس بريسلي في كانون الثاني/يناير 1935 لأب سائق شاحنة وأم خياطة في منزل صغير في مدينة توبيلو بولاية ميسيسيبي.

وفي سنة 1948، انتقل إلى ممفيس حيث نال شهادة الثانوية العامة قبل تسجيل أول أسطوانة له في سن التاسعة عشرة ما جعل نجمه يسطع سريعاً.

ونجحت موسيقى هذا الشاب المتمرد الذي أثارت خطواته الراقصة الإيحائية سخط المحافظين، في تخطي الانقسامات في جنوب الولايات المتحدة الذي كان لا يزال رازحاً تحت أعباء التمييز العرقي.

واشتهر إلفيس بخفة حركته في الرقص وأصبح رمزاً محبباً خصوصاً لدى النساء بفضل جاذبيته.

وأعطى إسهامات كبيرة في عالم الموسيقى لدرجة أن أغنياته شكلت مصدر وحي لكثيرين من أهم الفنانين في العالم بينهم فرقتا “بيتلز″ و”رولينغ ستونز″.

وقدم بريسلي لعالم الفن عدداً كبيراً من الأغنيات الضاربة بينها “هارتبريك اوتيل” و”هاوند دوغ” و”جايلهاوس روك” و”آر يو لونسوم تونايت”، وكلها أعمال لقيت نجاحاً ساحقاً وأعيد تقديمها بنسخ كثيرة عبر الأجيال.

وبعد خيارات فنية غير موفقة، تدهورت صحة إلفيس بريسلي الذي أحيا آخر حفل موسيقي له في 25 حزيران/يونيو 1977 في انديانابوليس.