محاولة انتحار فاشلة امس

ثلاثاء, 15/08/2017 - 14:24

 أنقذ انقطاع التيار الكهربائي شابا سودانيا من الموت عندما كان يحاول الانتحار أمس في مدينة “ربك ” عاصمة ولاية النيل الأبيض في جنوب البلاد، وانتشر مقطع فيديو قصير على “فيسبوك” لشاب يتعلق بيديه وقدميه على أسلاك الكهرباء نهار أمس في منطقة وسط سوق المدينة، غير أن الحظ العاثر للشاب من وجهة نظر بعض المدونين أو الحسن وفقا لتعليقات مدونين آخرين حرمه من إكمال محاولة انتحاره بنجاح بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة. وبرغم ذلك ظل الشاب متشبثا بالأسلاك، ربما ظنا منه أن يدركه التيار الأمر الذي لم يتحقق. وأظهر مقطع الفيديو بعض المواطنين وهم يحاولون إنقاذ الشاب بالإمساك بجسده المعلق وشده الى أسفل بينما كان الأخير يمرجح جسده على الاسلاك بعيدا عن أيدي منقذيه، مما أستدعى مجموعة الإنقاذ استخدام عربة شاحنة للصعود عليها والإمساك بالشاب وإنقاذه بمساعدة أحد رجال شرطة المرور. وعقب إنقاذه، اقتيد الشاب الى قسم الشرطة بالمدينة ليدون ضده بلاغا جنائيا تحت مادة الشروع في الانتحار حسب القانون الجنائي السوداني وعقوبتها السجن.

الامر لم ينته هنا، حيث تحولت الحادثة مع انتشار مقطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”واتس آب” حيث كتب بعض المدونين الناقمين على الحكومة تعليقات ساخرة من بينها ” كل شيء غير ممكن في هذه البلاد حتى الانتحار ” وكتب معلق آخر” في بلادنا حتى إذا قرر الانسان الانتحار فإن الحكومة تخذله ” في إشارة لانقطاع التيار الكهربائي وتردي الخدمات العامة. بينما وجد آخرون في الحادثة فرصة للحديث عن قرار الانتحار نفسه ومناقشة حق الإنسان في اتخاذ قرار الانتحار والوضع القانوني .ولأن الأصوات المعارضة على “فيسبوك” كانت أكثر ظهورا، كان لابد للحكومة أن تتدخل حتى لا تخسر هذه الجولة على وسائل التواصل الاجتماعي على طريقة ” ما فيش حد أحسن من حد” ، حيث حملت صحيفة ” التيار” السودانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء تصريحا لوزير الثقافة بولاية النيل الأبيض من موقع الحادثة، قال فيه إن والي الولاية تصادف مرور موكبه في منطقة الحادثة وعندما شاهد الشاب وهو معلق على أسلاك الكهرباء محاولا الانتحار، سارع الوالي إلى لاتصال بإدارة الكهرباء بالمدينة  لقطع التيار عن المنطقة وهو الأمر الذي أنقذ حياة الشاب . تصريح الوزير نفسه تحول إلى مادة للسخرية من قبل المدونين على “فيسبوك”. وأيا كانت الحقيقة فإنه من المؤكد أن الشاب سيجد طريقه إلى السجن وفقا للقانون الجنائي السوداني بدلا عن إنهاء حياته. غير أن المفارقة الوحيدة أن لا أحد ذكر الأسباب التي دعت الشاب للانتحار بعد.