الصمود

خميس, 26/11/2015 - 18:33

أقف على أرض خالية من الرمال  لا تمتص المياه ولا تزرع فيها الأشجار ومع ذلك  يكبر في  الإصرار على تحويل هذا الرماد الى اخضرار ، اخطط واستنفر كما يفعل من هم حقيقتا ثوار ،يهبط عقلي ليخطو معي ،يتنقل ويتفحص  المكان أراه يغمض عيناه ويهز رأسه بيأس اكرهه ،

أسكته وأهدهده كالطفل الى ان ينام ، والان أنا وحدي بدون عقلي ، ابتسم بتفاؤل ابتسم فانا معي قلبي ، اربطه تحت ابطي كي لا يهرب مني اشعر به يتململ يحاول ان يكون شجاع ، يطلب بعض الهواء ولكني أقيده ، يبكي معه في داخلي الاسى يشيد قصورا من الألم بين جلدي والعظم ، لا يدعني هذا الاسى انعم بلحظات دون الشعور بالخوف بالحسرة بالندم ، اني اعترف بفشل صمودي ، اعترف بعجزي عن التعبير ، اني لا أتكلم اني اصرخ ، اني اخبر كل الناس فالصمت لم يعد يجدي مع هذا الإحساس ، لم يعد ينفع ما كنت افعل من اختلاس الأمل ، جاءتني الأخبار تشكو مرتين ، مرة من الصبر الذي يتبدد ومرة من الألم الذي يتجدد ، تقول الأخبار بأنها كل يوم تتأكد بأن سبيل النصر غير معبد ، جاءتني الأخبار تحمل في يد أسماء مدنا دمرتها أدوات ام الشر وحلفائها وفي اليد الأخرى الدماء التي أسالتها تريد الأخبار تخويفي وارهابي ولكنها لا تعلم بأنه لا يوجد أمامي سوى الرجال فأنا أقف خلف  ظهور رجال تهوى السير فوق الالامي والاوجاعي ، لقلما أبقى على مارى فالحياة مظلمة في عيوني والدنيا موحشة متوحشة مقفرة لا اسمع فيها حسا نبيلا ولا حركة ، الليل متواصل لا ينقطع وكأن الناس رقودا ليلهم ونهارهم لا يستفيقون ولا يستيقضون و يخيل الي بأنني  أعيش والهلاك جالسين على دكة واحدة ، اطلب الخلاص فلا اعرف له سبيل واحمل نفسي على البقاء  وكما تمزق النيران الثلج يمزقني الخوف ، يا ايه الليل الطويل المريع يا نجوما في سمائي أناديها من بعيد ضاع مني ما هو أثمن من قلبي ضاع مني الصمود، فالأخبار تتناثر تناثر الجثث بعد قصفا رغم كل الأضواء والعيون والدعم والمساندة هو اعمى ، تتناثر الأخبار تناثرا قبيحا ومرعبا حتى يتمنى المرء لو أصابه بعد العمى الصمم ، تتناثر الأخبار تناثر القنابل على رؤوس اهل اليمن ، وتتناثر تناثر الدولارات الخضراء والجنيهات من يدي صاحب عقال على رأس راقصة ترقص بلا كلل ، وتتجمع الأخبار غائصة في الروح كما تتجمع مياه اعصار في نقطة تخترق الأرض فتحاصر المعنويات مانعتها من الارتفاع فلا تعرف الروح من أنواع الارتفاع الا ارتفاع عدد قتلى مساكين اليمن فتتناثر من على رؤوس الأهالي أغطية رؤوس ذكورها بينما بحكم البرقع قبضته على وجوه النساء،  تلك الغربان  التي حجبت سماء اليمن عن وجوه أهلها وهي تبتهل لله عز وجل ،حجبت السماء قاذفة من العالي قذائفها ، تلك الغربان ستسأل يوما عن ما فعلته بأرض كانت توصف بأنها سعيدة ، تتناثر الأخبار  لتتجمع في قاعة كبرى فيها جمعت  رؤوس قادة جيوش العرب كما يجمع البهلوان الدمى في سلته،خطيرا جدا الاهي ما يحدث ، فقد لجأت ام الشر لصنف جديد من فنون الخراب والقتل فقد ولى عهد كانت فيه بيدها تمسك من الخنجر النصل فبنا سنقتل وندمر بعضنا البعض ، تدمع العيون دما يزداد احمرارا كلما خدشت عناصر المرتزقة خدود الشام التي كانت بلون التفاح الأحمر ، يقال سقطت مدينة هنا وسقطت أخرى هناك والواقع يا أخوان نحن من يسقط، ويحكم! أين العقول وأين الهمم ؟ الا من محتج الا من مستنكر ، أنترك بعض الشام يئن تحت أقدام المرتزقة ونترك بلاد الرافدين تقطع  بسكين ليت الجزار سن ذاك السكين فالتقطيع المه لا يوصف .                                                                                                            سميرة حمادي فاضل